|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
21 فَصَعِدُوا وَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ مِنْ بَرِّيَّةِ صِينَ إِلَى رَحُوبَ فِي مَدْخَلِ حَمَاةَ. 22 صَعِدُوا إِلَى الْجَنُوبِ وَأَتَوْا إِلَى حَبْرُونَ. وَكَانَ هُنَاكَ أَخِيمَانُ وَشِيشَايُ وَتَلْمَايُ بَنُو عَنَاق. وَأَمَّا حَبْرُونُ فَبُنِيَتْ قَبْلَ صُوعَنِ مِصْرَ بِسَبْعِ سِنِينَ. 23 وَأَتَوْا إِلَى وَادِي أَشْكُولَ، وَقَطَفُوا مِنْ هُنَاكَ زَرَجُونَةً بِعُنْقُودٍ وَاحِدٍ مِنَ الْعِنَبِ، وَحَمَلُوهُ بِالدُّقْرَانَةِ بَيْنَ اثْنَيْنِ، مَعَ شَيْءٍ مِنَ الرُّمَّانِ وَالتِّينِ. 24 فَدُعِيَ ذلِكَ الْمَوْضِعُ «وَادِيَ أَشْكُولَ» بِسَبَبِ الْعُنْقُودِ الَّذِي قَطَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ هُنَاكَ. 25 ثُمَّ رَجَعُوا مِنْ تَجَسُّسِ الأَرْضِ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا. لقد انطلق الرجال من بريّة صين إلى رحوب عند مدخل حماة ثم حبرون حيث وجد الجبابرة الثلاثة أبنا عناق، ثم ذهبوا إلى أشكول. إنها طريق كل نفس تريد أن تعبر إلى الملكوت لتنال السيد المسيح نفسه كعنقود عنب يهب حياة. إنها تبدأ طريقها من بريّة صين أي حيث توجد التجارب والضيقات لا لتعيش في كآبة وتذمر بل تدخل إلى رحوب حيث تتحوَّل التجربة إلى تعزية، والطريق الضيق يصير بالنسبة للمؤمن رحبًا ومفرحًا، يجد نفسه عند مدخل حماة حيث ينعم بالحماية الإلهيّة مختفيًا في مسيحه صخر الدهور. هنا يدخل إلى حبرون أي حياة "الصحبة" مع الله في ابنه الوحيد ومع إخوته أيضًا في المسيح يسوع ربنا فلا يقدر بنو عناق الجبابرة أي الأرواح الشريرة أن تعوقه عن العبور إلى أشكول ليحمل في قلبه عنقود الحياة! إذن لا يستطيع أحد أن يعبر إلى وادي أشكول إلاَّ خلال التجارب الممتزجة بسلام المسيح وفرحه، فيلتقي ببني عناق المقاومين لملكوت الله، مصارعًا ليس مع لحم ودم بل مع أجناد الشر الروحيّة (أف 6: 12). في أشكول حمل الرجلان العنقود الواحد على خشبة ليدخلا بها إلى الشعب معلنين تحقيق مواعيد الله. أما الرجلان فهما يشوع وكالب، وكأن الصليب واهب الحياة إنما يحمله "يسوع" المسيح ربنا ويحمله المؤمن بقلب (كالب) مملوء إخلاصًا. إنه صليب يسوع المسيح المخلص الذي يحمله المؤمن كشركة آلام مع سيده ليدخل معه إلى قوة قيامته. يتحدَّث القديس إغريغوريوس أسقف نيصص عن هذا العنقود المحمول على الخشبة قائلًا: [كان يشوع أحد الذين قادوا الإرساليّة الصالحة، هذا الذي قدَّم تقريرًا موثوقًا فيه، مع تأكيدات. تطلَّع إليه موسى فصار فيه رجاء ثابت نحو الأمور العتيدة، إذ رأى برهانًا على خيرات الأرض خلال عنقود العنب الذي حمله يشوع على الدقرانة. حقًا إذ تسمع يشوع يخبرك عن الأرض وترى العنقود معلقًا على الخشبة تدرك ما رآه وكيف ثبت رجاءه. ما هو عنقود العنب المعلق على خشبة إلاَّ ذاك العنقود الذي عُلِّق في الأيام الأخيرة، الذي سكب دمه كشراب يهب خلاصًا للمؤمنين! لقد تحدث موسى معنا عنه في موضع آخر قائلًا خلال الرمز "دم العنب شربته" (تث 32: 14)، قاصدًا بهذا الآلام المخلصة]. لقد تحدَّث كثير من الآباء عن هذا العنقود كرمز للسيد المسيح المرتفع على الصليب مثل القدِّيسين: يوستين الشهيد، وإيرينيئوس، وهيبوليتس، وإكليمندس الإسكندري، والعلامة أوريجينوس. يقول القديس أغسطينوس: [دُعي الرب عنقود عنب، هذا الذي صلبه الذين أرسلهم، شعب إسرائيل، وجاءوا به من أرض الموعد معلقًا على عصا كما لو كان مصلوبًا]. ويقول القديس أمبروسيوس: [أعطى الله لنفسه لقب عنقود العنب بصوت النبي، حينما أرسل موسى الجواسيس إلى وادي العنب كأمر الله. ما هو هذا الوادي إلاَّ اتضاع الجسد وثمار الآلام! إنني أعتقد أنه دُعي عنقود لأنه جاء من الكرمة التي جُبِلَت من مصر أي من الشعب اليهودي، ونما ثمرة لصلاح العالم]. أما القدِّيس يوحنا فم الذهب فيرى في هذا العنقود عربونًا للحياة السماويّة، إذ يقول: [ليتنا لا نحتقر السماء...! فإنه أحضر إلينا ثمارًا من السماء ليست عنقود عنب محمولًا على عصا بل "حرارة الروح" (2 كو 1: 22)، ومواطنة السموات (في 3: 20)، الأمور التي علمنا إياها بولس وكل جماعة الرسل، الكرامون العجيبون. إنه ليس كالب بن يفنة ولا يشوع بن نون هما اللذان أحضرا هذه الثمار بل يسوع ابن "أب المراحم" (2 كو 1: 3)، ابن الله الذي يحضر كل فضيلة، فيجلب من السماء كل ثمارها أي تسبيحاتها!]. |
|