|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المعرفة الضارة هناك معرفة ضارة جدا، مثل التي وقع فيها أبونا آدم وأمنا حواء. وكانت النتيجة أنهما فقدا البراءة والبساطة التي كانت لهما. وعاشا في ثنائية الخير والشر، الحق والباطل، الحرام والحلال، هذه الثنائية التي عاش فيها أولادهما إلى يومنا الحاضر. ولذلك ما أصدق قول الحكيم في سفر الجامعة: "الذي يزداد علمًا، يزداد غمًا" (جا 1: 18). ويقصد طبعا معرفة الإنسان بأمور تضره، ليست من صالحه. ويجمع في فكره أشياء تؤذيه. وللأسف يدعى أن معرفة تلك الأمور الضارة لونا من الثقافة العامة!! لذلك قال أحد الآباء الروحيين كلمة لطيفة جدا وهى: أحيانا نجهد أنفسنا في معرفة أمور، لسنا نلام في يوم الدين على جهلنا إياها. فإن كنا لا نلام على معرفة هذه الأمور، فكم وكم يحاسبنا الله على معرفة الأمور التي تضرنا، ونتائجها السيئة علينا. ضع في ذهنك مدى نتائج تلك المعرفة الضارة. ما يدخل في ذهنك من معارف، يؤثر على حواسك ومشاعرك، وقد يؤثر على علاقتك بالآخرين. بل بالأكثر من هذا يخزن في عقلك الباطن.. ثم يخرج من عقلك الباطن، على هيئة ظنون أو أفكار أو أحلام.. وإذا بهذه المعرفة التي أخذتها قد امتدت في داخلك وخارجك إلى نطاق واسع، وقد لا تستطيع أن تحد انتشارها ومدى أضرارها علينا إذن أن نستخدم قدرة عقلنا في المعرفة، في ما ينفعنا وينفع غيرنا. كم من أناس بكوا بدموع بسبب معارف خزنوها في أذهانهم. وقالوا يا ليتنا ما كنا عرفنا، سواء بالقراءة أو الحواس.. ويحتارون كيف يمكنهم إخراج ما في ذهنهم من معلومات رسخت فيه.. مثلهم في ذلك مثل الذين وقعوا في إدمان نوع من المخدرات Drugs، وأصبحوا عاجزين عن الخروج من سيطرة ما قد أدمنوا عليه.. هناك ألوان من المعرفة تغير نظرة الإنسان إلى كثير من الأمور، وتغير نظرتهم أيضًا إلى بعض الناس. أمنا حواء: بعد أن أخذت من الحية معرفة ضارة خداعة، تغيرت نظرة حواء إلى شجرة معرفة الخير والشر، التي كانت في وسط الجنة، وربما كانت تراها كل يوم.. بعد ما دخل ذهن حواء من معرفة (رأت أن الشجرة جيدة للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر) (تك 3: 6) وبعد أن تغيرت نظرتها هذه إلى الشجرة، دخلت شهوة الأكل منها إلى قلبها (فأخذت من ثمرها، وأكلت وأعطت رجلها معها فأكل). مثال آخر للمعرفة وهو الشك. وكما قال أحد العلماء: سهل أن يدخل الشك إلى عقل إنسان. ولكن ما أصعب خروج هذا الشك من عقله. فإن أملت أذنك لمن يلقى في قلبك شكا من جهة إنسان بإثباتات معينة قد تكون زائفة.. أو إن سمحت لنفسك أن تقرأ قراءات خطرة تشكك في الإيمان أو في الكتاب.. قد تبذل جهدا كبيرا للخروج من هذا الشك.. وقد يبقى معك فترة طويلة، إلى أن تفتقدك النعمة، فتريحك منه.. لذلك يلزم أن يدقق كل إنسان في اختيار مصادر معرفته. احتفظ بنقاوة فكرك، ولا تلوثه بمعرفة ضارة. وينبغي أن تدقق كثيرا في كل ما نقرأه، وكل ما تسمعه، وكل ما تراه. وتدقق أيضًا في اختبار الأصدقاء الذين يصبون معلومات في أذنيك، أو ينقلون خبرة أمور ضارة، أو أخبارا ضارة، أو أفكارا متعبة.. ولا تسمح لكل تلك المعرفة أن تثبت في ذهنك، إلا بعد أن تتحقق منها تماما، وتعرف الحق فيها من الباطل والزيف.. ولا تظن أن الأفكار عواقر، بل ما أكثر ما تلد أفكارا أخرى كثيرة. بل ربما كلمة واحدة تصل إلى ذهنك، فتلد حكاية أو حكايات. وأعرف أن الوقاية من الفكر، خير بكثير من قبوله ثم محاولة التخلص منه.. واحترس جدا من نقل المعرفة والأفكار.. ربما تصل إليك معرفة تضرك. وتنقلها أنت بدورك إلى غيرك فتضره. ثم بعد أن تقاسى من تلك المعرفة، تحاول أن تتخلص منها. وربما تتخلص بنعمة من الرب. ولكن ما نقلته إلى الغير لا يزال ثابتا فيه، تضره معرفته.. وتكون أنت مدانا عن ضرر غيرك، لأنك كنت السبب فيه. وحينئذ لا تتعبك خطيئتك في معرفتك، بل تتعبك خطيئتك في نقل تلك المعرفة الضارة إلى غيرك. إنه ماضيك الذي يطاردك: المعرفة الضارة التي نشرتها. سواء نقلتها بالكلام، أو بالكتابة، أو بطرق حسية كثيرة.. ومن ذلك فإن الذين يقعون في التشهير بالغير، الذين ينقلون أخبارًا سيئة عن أخطاء الغير، أو ما يظنونها أخطاء، أو ما يخترعونها.. ويل لهم إذا استيقظت ضمائرهم، وبدأت تلومهم على ما كانوا يقولونه من قبل. ويدخل في هذا النطاق الذين يطلقون الشائعات أو ينشرونها، سواء بقصد الإيذاء أو لمجرد التسلية الخاطئة بالتحدث عن أسرار الآخرين، التي يلذ لهم الحديث عنها إما كما هي، أو بإضافة استنتاجات من خيالهم.. |
12 - 08 - 2014, 09:26 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: المعرفة الضارة
شكرااااااااااا موضوع جميل
ربنا يعوض تعب خدمتك |
||||
12 - 08 - 2014, 11:22 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المعرفة الضارة
شكرا على المرور
|
||||
|