البابا تواضروس الثانى
اسكن الأرض وتعنى عمر الأرض، الله يريد أن الإنسان يعمر الأرض بصورة حلوة، فمثلا عندما نسمع عن مشروعات تعمير الصحراء فهذه المشروعات تسر قلب الله، سواء إنشاء مدن جديدة أو إصلاح أرض للزراعة كلها تمشى فى الوصية الإلهية، وفى التاريخ المسيحى أنه عندما ظهرت الرهبنة فى مصر فى مناطق صحراوية كانوا يعمرون الأرض، واليوم نرى أن بعض الأديرة أخذت مساحات صحراوية وبدأت تعمرها وبدأ يخرج منها خير يضاف إلى الناتج القومى بصفة عامة وهذا الخير يسدد احتياجات ناس، وهذا عمل ووصية إنجيلية، وكذلك عند إنشاء مدينة ومكان جميل ليسكنه ناس ليشعروا بالراحة فيه هذا كله جيد، لهذا عمر الأرض واجعل فيها حياة، وأيضا عند إنشاء حدائق مفتوحة مكان أرض خربة وهذا يفيد الناس ويجعلهم يشعرون بالراحة، لهذا عمر الأرض بكل صورة ممكنة، وعمر تعنى أيضا فتح فرص عمل للناس، وتعبير (عمار يا مصر) تعبير جميل جدا لأن فيه عمر الأرض أو اسكن الأرض، وأى مجتمع عبارة عن أعضاء كثيرة وكل عضو يقوم بعمل وكل عضو يحتاج للآخر ويحتاج لأبسط عمل وأكبر عمل، ومن هنا عمر الأرض أى اجعلها كالجنة بالناس والإنجازات التى تتم فيها والمشروعات التى تقام عليها والأشجار التى تزرع فيها وهكذا، "ليس خيرا للإنسان من أن يأكل ويشرب ويفرح بتعبه الذى يتعبه تحت الشمس" بل الأفضل أن يعمر فى كل مكان يحضر فيه الإنسان، فأنت مسئول عن المكان الذى تعيش فيه أن يكون مكان جميل، أحيانا فى بعض المدن يتخلص الإنسان من القمامة ويضعها أمام البيت وبهذا هو تخلص منها ولكن يؤذى آخرين، ومن المواقف الجميلة الموجودة بالخارج أن تجعل فى شرفة المنزل زهور لتفرح الآخرين من الجيران، ومما يجعل المكان الذى تعيش فيه عمران وجميل وممتع.