رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن وضع الشَّريعَةَ الموسَوِّية كل الوَصايا الدينية والأخلاقية والمَدَنِيَّة والعبادية على قدم المساواة، دون جعل ترتيب دقيق بينها يشير إلى أيّ منها يجب أن يعتبر دائماً المحور (تثنية الاشتراع 6: 4 -13). وقد تحوّلت الشَّريعَةَ إلى قواعد متروكة لتفسيرات المُحلِّلين، مما يثقّل العبء على البشر بنير لا يطاق، كما أعلن بطرس الرسول في مجمع اورشليم "فلِماذا تُجَرِّبونَ اللهَ الآنَ بِأَن تَجعَلوا على أَعناق التَّلاميذِ نِيرًا لم يَقْوَ آباؤُنا ولا نَحنُ قَوِينا على حَملِه؟"(أعمال 15: 10). أمَّا يَسوع فقد أكمل الشَّريعَةَ بوضع نظامٍ جديدٍ في نظام المَلَكوت، وذلك بترتيب الوَصايا وفق سلم الأولويات لتكون في وضعها الصحيح. فالتجديد هنا يقوم على وضع مَحبَة القريب قبل عبادة مقدّمة لله، لا بل تقوم عبادة الله على مَحبَة القريب، كما جاء في تعليم يَسوع "فإِذا كُنْتَ تُقَرِّبُ قُربانَكَ إلى المَذبَح وذكَرتَ هُناكَ أَنَّ لأَخيكَ علَيكَ شيئاً، فدَعْ قُربانَكَ هُناكَ عِندَ المَذبح، واذهَبْ أَوَّلاً فصالِحْ أَخاك، ثُمَّ عُدْ فقَرِّبْ قُربانَك" (متى 5: 23-24). هكذا في مفهوم يَسوع، المصالحة بين الإخوة هي الذبيحة الحقيقية. ويُعلق القديس أوغسطينوس "الذبيحةُ الحقيقيّةُ هي كلُّ عملٍ نقومُ به لنتّحدَ باللهِ في وحدةٍ مقدَّسة"(الكتاب مدينة الله 10، 6) |
|