كتاب طبيعة المسيح
البابا شنوده الثالث
مقدمة حول موضوع طبيعة المسيح
موضوع طبيعة المسيح موضوع هام جدًا، كان سبب انقسام خطير في الكنيسة في منتصف القرن الخامس (سنة 451م). ولما بدأ الحوار اللاهوتي الخاص بوحدة الكنائس، كان لابد من طرق هذا الموضوع. وكان لابد لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية أن يكون لها كتاب يعبر عن عقيدتها في هذا الشأن، بلغة تصلح للحوار اللاهوتي.
وقد قام قداسة البابا شنوده الثالث بتدريس هذا الموضوع لطلبة الكلية الإكليريكية في سنة 1984 في محاضرات ألقاها في دير القديس الأنبا بيشوى ببرية شيهيت ضمن مادة اللاهوت المقارن، وقُدِّمَت للطلبة كمذكرات تداولوها، ولم تخرج عن هذا النطاق.
ثم تُرجِمَت هذه المذكرات إلى اللغة الإنجليزية في أوتاوا عاصمة كندا سنة 1985، وبقيت متداولة باللغة الإنجليزية فقط لمدة ست سنوات..
وكان لابد أن نطبعها باللغة العربية ليدرسها طلبة الكلية الإكليريكية بفروعها المتعددة، ولمنفعة من يحب الدراسة اللاهوتية من الخدام ومن أفراد الشعب أيضا.. وكذلك لمن يريد أن يتعرف على عقيدتنا في الـchristology من الكنائس الأخرى..
وكان أول حوار لاهوتي لنا في الموضوع في فينا بالنمسا في سبتمبر سنة 1971 م في اجتماع نظمته هيئة Pro Oriente. ووصلنا إلى اتفاق على صيغة لاهوتية وافق عليها اخوتنا الكاثوليك، واخوتنا من الكنائس الأرثوذكسية الشرقية القديمة: السريان والأرمن والأثيوبيون والهنود. وبخاصة لأنه كان الخلاف منذ القرن الخامس قد شوه مفهوم كل كنيسة عن الأخرى. وحاليا أصبح الجو ممهدًا لمفهوم مشترك..
بعد ذلك تم اتفاقنا رسميًا مع الكنائس الكاثوليكية، بعد 17 عامًا (سنة 1988) على أساس ما اتفقنا عليه من قبل، في وثيقة مختصرة ننشرها في الصفحة الأخيرة من هذا الكتاب..
وكان لنا حوار آخر مفصل جدًا مع اخوتنا من الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية في اجتماع حضره علماء اللاهوت في عشرين من الكنائس الأرثوذكسية في العالم، وذلك في دير الأنبا بيشوى ببرية شيهيت سنة 1989 م، أعقبه اجتماع آخر لممثلي الكنائس الأرثوذكسية من رجال الكهنوت في شامبزى بجنيف سنة 1990.
ولما كان من الصالح أن يعرف شعبنا ما هي تفاصيل وأثباتات معتقدنا في طبيعة المسيح، ولما كانت جماعة Pro Oriente ستعقد مؤتمرًا دينيًا لممثلي جميع الكنائس لإطلاعهم على المعتقد، في أواخر اكتوبر من هذا العام (1991 م). وقد طلبوا من الأنبا شنوده ورقة يقدمها للحاضرين، ويلقيها كمحاضرة عليهم..
لذلك كله رأيى قداسته طبع مذكرات الاكليريكية في سنة 1984 لتصدر في كتاب يوزع على ذلك المؤتمر، ويكون في متناول الجميع باللغة العربية إلى جوار الترجمة الإنجليزية.