منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2012, 10:05 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

بكل تأكيد أنهُ هناك نوعية من الأفكار لم تخطر على بال المسيح أثناء حياته على الأرض.. فهوَ بالطبع لم يكن يخطر على باله أن يقلق، أو أن يخاف، أو أن يكتئب، أو أن يتكلم بحق الآخرين، أو أن يفشل بما يقوم بهِ، أو أن يمرض، أو أن يأتي يوم يتخلَّى عنهُ الآب السماوي أو أن يهزمهُ إبليس...

فإن كانَ لنا فكر المسيح.. كما تؤكِّد الكلمة.. ينبغي أن لا يخطر على بالنا، ما لم يخطر على بال المسيح.. أو أقلَّهُ، أن لا نسمح لهذه الأفكار أن تمكث للحظة واحدة في أذهاننا !!!



وبالطبع أيضًا، أنه لم يخطر على بال الرب أن السفينة ستغرق وسيموت هوَ وتلاميذه، عندما هبَّت عليهم الرياح العاتية في وسط البحر، ولهذا نراه نائمًا بسلام غير ٱعتيادي، ولم يصحو إلاَّ عندما أيقظهُ التلاميذ، ونرى أنَّ ردَّة فعله كانت توبيخهم على عدم إيمانهم:

" وفيما هم سائرون نامَ، فنزلَ نوءُ ريح في البحيرة، وكانوا يمتلئون ماء وصاروا في خطر، فتقدَّموا وأيقظوه قائلين: يا معلّم يا معلّم إننا نهلك، فقام وٱنتهرَ الريح وتموّج الماء، فٱنتهيا وصارَ هدوءٌ، ثمَّ قال لهم: أين إيمانكم " (لوقا 8 : 23 – 25).

هل كانوا في خطر؟ نعم.. كانوا في خطر..

لكنهم كانوا أمام خيارين:

الأول: ما فعلوه، أي فكر الجسد.. فكر الموت، ولهذا قالوا: " إننا نهلك ".

الثاني: ما لم يفعلوه، أي فكر الروح.. فكر الحياة.. فكر المسيح: " تدخُّل إلهي معجزي.. وإنقاذ ".

والسؤال اليوم إلى أي فكر ننتمي؟

دون ٱنتظار جواب أحد، أستطيع القول أنَّ الغالبية العظمى من المؤمنين تنتمي إلى فكر الجسد، فكر الموت، الفكر السلبي، البعيد كل البعد عن فكر المسيح..

الأفكار السلبية تملأ أذهاننا بصورة دائمة، نتوقَّع حصول الأمور السيئة أغلب الأحيان، حتى لا أقول دائمًا، نتعرض لمشكلة أو نسمع خبر مخيف أو مُقلق، وما هيَ إلاَّ لحظات حتى تمتلئ أذهاننا بالأفكار السلبية والتوقعات المُخيفة.. وننسى أنَّ لنا فكر المسيح !!!

- يتأخر أحد أفراد العائلة بالعودة إلى المنزل.. قد يكون حصلَ لهُ مكروه !!!

- نرى دملة صغيرة في جسدنا.. قد تكون مرض خبيث !!!

- تتأخر الاجابة عن طلب عمل قدمناه.. لن يوافقوا على ٱستخدامي !!!

- لا ينتبه أحد الأشخاص لوجودنا.. إنهُ لا يُحبني بكل تأكيد !!!

دومًا ودومًا ودومًا.. أفكار سلبية، بعيدة كل البعد عن فكر المسيح..



أحبائي: دعوني أقول لكم في هذا اليوم، أن الذهن هوَ ساحة المعركة الحقيقية بينَ إبليس وبيننا، ومن يربح هذه المعركة يستولي على الذهن، ومن يستولي على الذهن يستولي على كل كياننا وحياتنا..

فالأفكار التي نسمح لها بأن تستوطن في أذهاننا، ستتحوَّل عاجلاً أم آجلاً إلى أفعال وتصرفات نقوم بها !!!



يبدأ إبليس حربه علينا، أو حيلته علينا، بشكل أفكار يُقدِّمها لأذهاننا، وعندما ينجح في زرعها داخل أذهاننا، فسينجح لاحقًا وفي الوقت الذي يختارهُ هوَ، بتحويلها إلى أفعال وتصرفات نقوم بها.

كل الخطايا التي نرتكبها ودون ٱستثناء، تبدأ بأفكار يُقدِّمها لنا إبليس، وعندما نسمح لها بالبقاء في أذهاننا، ولا نقوم بردة فعل تجاهها، ستتحوَّل إلى أفعال خاطئة أو سلبية أو قيود.. من زنى وقتل ونميمة وخوف وقلق وفشل وٱكتئاب... ويمكنك سرد لائحة طويلة كما يحلو لكَ..

هذه هيَ المشكلة.. وهيَ مشكلة حقيقية وخطيرة، ولو تفحّصتَ ما ذكرتهُ لكَ حتى الآن تحتَ قيادة الروح القدس، لاستنتجتَ أن كل مشاكلك تتمحور في هذه الدائرة..

هناك مثل شائع يقول:

" قل لي من تعاشر أقول لكَ من أنت ".

واليوم سأعلِّمك مثلاً جديدًا يقول:

" قل لي بماذا تفكر أقول لكَ من ستكون ".

نعم.. إنَّ الذهن هوَ ساحة المعركة الحقيقية.. بوابة الدخول إلى كل كيانك.. والداخل يستولي على حياتك كلها..

فإن نجح الشيطان بالدخول من خلال أفكاره.. ستغدو حياتك مأساة..

لكن إن نجحَ الرب بالدخول.. إن نجحتَ بأن يكون لكَ فكر المسيح.. ستغدو حياتك من مجد إلى مجد ومن قوة إلى قوة.. وهذا هوَ هدف الرب من رسالته لنا اليوم..

هذه هيَ المشكلة المعقَّدة.. لكن ما هوَ الحل؟

الحل هوَ " أمَّا نحن فلنا فكر المسيح ".

وكيف يكون ذلكَ؟

" لمَّا كنتُ طفلاً، كطفلٍ كنتُ أتكلَّم، وكطفلٍ كنتُ أفطن، وكطفلٍ كنتُ أفتكر، ولكن لمَّا صرتُ رجلاً، أبطلتُ ما للطفل " (1 كورنثوس 13 : 11).

الطفل في الإيمان.. الحديث الإيمان.. الذي جاءَ من العالم، وذهنهُ مملوء بأفكار العالم وبالأفكار السلبية والمخيفة، سيبقى لفترة معينة يفكر كطفل ويعكس هذه الأفكار بتصرفات مشابهة لها..

لكن بولس يقول، أنهُ لا ينبغي أن نبقى أطفالاً، بل ينبغي أن نُصبح رجالاً في الإيمان، ننمو ونتقوَّى، وذلك يتم عندما نتجاوب مع عمل الروح القدس في حياتنا، والعلامة التي وضعها بولس أمامنا لكي نتأكَّد من أننا لم نعد أطفالاً بل أصبحنا رجالاً، هيَ عندما نُبطل ما للطفل، نُبطل أفكار الطفل، نُبطل الأفكار السلبية، الأفكار المخيفة، ونفكِّر كرجال لله.. أي أن يُصبح لنا فكر المسيح !!!



ويُكمل بولس في موضع آخر، ليُرشدنا أيضًا إلى الحل لمشكلة الذهن عندما يقول:

" ولا تشاكلوا، لا تتكيَّفوا مع هذا العالم، بل تغيّروا عن شكلكم، بتجديد أذهانكم، لتختبروا أو لتميِّزوا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة ".

(رومية 12 : 2).



فكر الجسد.. فكر الموت.. فكر العالم.. هوَ الفكر الذي ذكرناه سابقًا:

أي، قلق.. خوف.. فشل.. توقُّع الأسوأ دائمًا.. السلبية.. النميمة.. الحزن... إلخ.

لكن المطلوب منَّا أن لا نُجاري هذا العالم وأفكار أهل العالم، وما يُمليه علينا إبليس، بل نحنُ مدعوين أن نُجدِّد أذهاننا من خلال كلمة الله، وعود الله، إيجابية الله، فكر المسيح، فنختبر عندها إرادتهُ المرضية والصالحة والكاملة..

مهما يُقدَّم لنا من أفكار وٱقتراحات من خلال إنساننا العتيق أو أهل العالم الذين يُستخدمون من إبليس أو من إبليس نفسه، ينبغي أن تمر هذه الأفكار كلها مـن خـلال " مصفاة " وحيدة، لكي تُميِّزها وتُميِّز من يقف وراءها، وهذه المصفاة هيَ كلمة الرب، وهذا ما يؤكده لنا كاتب رسالة العبرانيين عندما يقول:

" لأنَّ كلمة الله حيَّة وفعَّالة وأمضى من كل سيف ذي حدِّين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميِّزة أفكار القلب ونياته، وليس خليقة غير ظاهرة قدامه، بل كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا " (عبرانيين 4 : 12 – 13).



نعم.. كلمة الله تفضح أكاذيب العدو وأفكاره وأفكار الجسد والموت، وتجعلك تمِّيز ما تقبلهُ وما ترفضهُ عندما تعرف مصدرهُ، فكل شيء مكشوف وعريان ولا يستطيع التنكُّر والإختباء أمام قوة الله، وقوة كلمته، الذي معهُ أمرنا، والذي مصيرنا بينَ يديه وحده.

نحنُ نعيش في الجسد.. وسنُحَارب من العدو بأشكال مختلفة.. لكن لا ننسى أنهُ لدينا السلطان وقوة الروح القدس، وتخبرنا الكلمة عن حل عملي وطريقة عملية، لمحاربة الأفكار التي نكتشف من خلال كلمة الرب مصدرها، إذ تقول:

" لأننا وإن كنا نسلك في الجسد، لسنا حسب الجسد نُحارب، إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل قادرة بالله على هدم حصون، هادمين ظنونًا، وكل علو يرتفع ضد معرفة الله، ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح " (2 كورنثوس 10 : 3 – 5).



إذًا أتدرَّب تحت يدي الروح القدس، فأنمو ولا أعود أفكِّر كطفل بل كرجل، فأُبطل أفكار الطفل، ولا أُشاكل هذا العالم ولا أتكيَّف مع أفكار العالم، بل أُجدِّد ذهني بصورة دائمة من خلال دراستي وتأملي بكلمة الله تحتَ قيادة الروح القدس، ومن خلال هذه الكلمة أتمكَّن من تمييز مصدر الأفكار التي تأتي إلى ذهني، أهيَ من إبليس والجسد والعالم، أم هيَ من الله؟ وعندما أكتشف أنها من إبليس وحلفائه، أستأسرها إلى طاعة المسيح، وأطردها ولا أسمح لها أن تنغرس في ذهني لكي لا تُنتج أفعالاً، وكل ما تسرَّبَ سابقًا إلى ذهني، وإن كانَ قد أصبحَ كالحصن أو كعلو شاهق، بقوة الروح القدس وبالسلطان المُعطى لي بٱسم الرب يسوع، أهدم هذه الحصون وهذه الظنون وأتحرَّر منها، وهكذا يُصبح لي دومًا فكر المسيح !!!

ونصيحة ذهبية أقدمها لكَ:

" إفحص دومًا ما تفكِّر فيه ".

لأنهُ لهذا دُعينا:

" أخيرًا أيها الإخوة، كل ما هوَ حق، كل ما هوَ جليل أو شريف، كل ما هوَ عادل، كل ما هوَ طاهر، كل ما هوَ مُسرّ، كل ما صيته حسن، إن كانت فضيلة وخصلة حميدة، ففي هذه ٱفتكروا " (فيلبي 4 : 8).

فإن كانَ ما تفكر فيه يتناسب مع هذه الآية، فهوَ جيد ومن الله، وكل ما لا يتناسب فهو من إبليس، تعامل معهُ بسرعة، لتحافظ على سلامك ونصرتك وفرحك ونموك بالرب..

تأتيك أفكار قلق.. ٱرفضها فهيَ مخالفة لكلمة الرب التي تقول: لا تقلقوا

تأتيك أفكار خوف.. ٱرفضها فهيَ مخالفة لكلمة الرب التي تقول: لا تخافوا

تأتيك أفكار نميمة.. ٱرفضها فهيَ مخالفة لكلمة الرب التي تقول: لا تنمُّوا

وهكذا دواليك.. تفحَّص بصورة دائمة ما تفكر فيه، لكي ترفض المصادر المشبوهة، وتستقبل المصدر الوحيد، الرب وكلمته التي تركها لنا..



سأسرد عليكم ٱختبارين شخصيين يتلآمان مع موضوع تأملنا، واحد قديم العهد، وواحد جديد حصلَ معي خلال هذا الأسبوع، وأنا أفتكر وأُحضِّر هذا التأمل:

كان جدِّي يُعتبر من الأشخاص المتفائلين جدًا في الحياة، لديه فكر إيجابي، وكان دائمًا يقول لي: لا تهتم بشيء " الله كبير " وهوَ يتدخل بسرعة وفي الوقت المناسب لكي يحل المشاكل التي تعترضنا، وقد علَّمني هذا المثل إذ قال:

" أَمْسِكْ بقبعتك وٱرميها عاليًا، وثق أنها قبلَ أن تقع على الأرض مجدَّدًا، يكون الله قد تدخَّلَ وحل المشكلة التي تعترضك ".

كم هوَ جميل هذا المثل، وكم هوَ جميل هذا التفكير الإيجابي، وكم هيَ قليلة هذه اللحظات التي تحتاجها تلكَ القبعة حتى تعود وتقع على الأرض، لكن بهذه اللحظات القليلة يستطيع الرب أن يتدخل ويحل مشاكلك، أليسَ هوَ إله الهزيع الرابع؟

وتدعم هذا الفكر هذه الآية التي تقول:

" الله لنا إله خلاص، وعند الرب السيد للموت مخارج " (مزمور 68 : 20).‎

فإن كانَ عندهُ للموت مخارج، أفلا تعتقد أنهُ لديه لمشكلتك مهما كانت مستعصية مخارج؟

أمَّا الاختبار الثاني فكان، أنَّ ٱبني الأصغر وقع عن الدراجة، وٱرتطمَ رأسه بالأرض بقوة، مما جعلهُ يفقد وعيهُ وذاكرته لبعض الوقت، وقد ٱتصلوا بي وأخبروني، ولا أُخفي عليكم حجم الأفكار السلبية والمخيفة والمتسائلة عن حماية الرب لأولاده (هل لديه نزيف في الرأس؟ هل سيتأذَّى؟ لماذا لم يتدخل الرب ويمنع وقوع هذه الحادثة؟ وهل.. وهل.. ولماذا؟ ولماذا؟).

وكنتُ أمام خيارين، إمَّا أن أستقبل هذه الأفكار، أفكار الجسد وأفكار إبليس المميتة، أو أن أرفضها، وأستأسرها إلى طاعة المسيح، وأُعلن وعود الله الصادقة، ويكون لي عندها فكر المسيح..

كنتُ أمام خيارين:

- خيار أفكار الجسد أي الموت..

- وخيار أفكار الروح أي الحياة..

وهذا ما تُخبرنا إياه رسالة رومية عندما تقول:

" لأنَّ ٱهتمام الجسد (فكر الجسد) هوَ موت، ولكن ٱهتمام الروح (فكر الروح) هو حياة وسلام " (رومية 8 : 6).

وفجأة أعلنَ لي الروح القدس هذه الكلمات:

" ... الصدّيق يكـون لذكر أبدي، لا يخشى من خبر سوء، قلبه ثابت، متكلاً على الرب " (مزمور 112 : 6 – 7).

ومباشرةً بعد هذا الإعلان، خرجت من داخلي ترنيمة:

وإن سلكتُ في وسط الضيق.. في وسط الضيق تُحييني.. على غضب أعدائي تمدُّ يدك، وتُخلِّصني يمينك.. الرب يُحامي عنِّي.. الرب يُحامي عنِّي.. يا ربُّ رحمتكَ إلى الأبد...

وفجأةً.. ٱرتفعَ إيماني، وطفقت أُسبِّح الرب وأُردِّد وعودهُ بالحماية، وأعلن صلاح الرب وٱهتمامه بي وبعائلتي، لم أعرف وقد لا أعرف الأسباب الذي أدَّت إلى وقوع هذه الحادثة، ولستُ أحتاج أن أعرف إن لم يُخبرني الرب، لكن هذا لا يهم، وما يهم هوَ أنني أثق أن إبليس قصدَ لابني ولي شرًّا لكن الرب حوَّله للخير، وسحق الشيطان وخططه تحت أقدامنا، وأنقذهُ وسينقذهُ على الدوام، ومن طول الأيام سيُشبعهُ ويريه خلاصه، شاءَ إبليس ومملكته أم أبوا، ولنا وعد أننا ندوس العقارب والحيات وكل قوة العدو، ولا شيء يضرنا أو يضر عائلاتنا.. ولم يتأثَّر ٱبني بأي مضاعفات، بل على العكس ٱستعادَ وعيهُ وذاكرته ونشاطه بسرعة فائقة أدهشت الطبيب في المستشفى..

وأنا لا أُخفي عليك، وأقول لكَ أنَّ الوضع كانَ سهلاً، أمام تدفق هذه الأفكار المخيفة والسلبية، وأمام هجوم إبليس، لكنني أقول لكَ أن الرب دعمني وقواني، فتجاوبت مع دعمه وقررت أن أختار فكر الروح.. فكر المسيح.. فٱنتصرت.. لهُ كل المجد !!!



أتنبأ عليكم، أنهُ إن تجاوبتم مع رسالة الرب لكم اليوم، وقررتم أن تختاروا في كل مرة الفكر الإيجابي.. فكر الروح.. فكر المسيح.. فإنهُ سيأتي وقت لا تحتملون فيه التفكير السلبي على الإطلاق، بل ستمتلئ أذهانكم بالأفكار الإيجابية حتى في وسط أقسى الظروف، وهذا لا يُعتبر تطرفًا، فإن شعرت بالمرض، لا تقل " أنا لستُ مريضًا " لأنَّ هذا يُخالف الواقع، ولكن قُل " أؤمن أن الله سيشفيني "، ولا تقل من المحتمل أن تسوء حالتي وربما ٱضطر للذهاب إلى المستشفى، ولكن تستطيع القول " يد الله الشافية ستلمس جسدي وأؤمن أن حالتي ستكون على ما يُرام ".

لا بدَّ أن تكون حياتنا معتدلة، لكن هذا لا يعني إطلاقًا أن نخلط الإيجابية ببعض من السلبية، بل أن يكون لنا الذهن الواعي، المستنير، المختلف عن ذهن أهل العالم، المستعد للتعامل مع كل ما يحدث سواء كانَ إيجابيًا أو سلبيًا.

ولا تعتبر أن إعلانك أنكَ شفيت بالرغم من وجود علامات المرض.. أو إعلانك أن ٱحتياجاتك قد سُدِّدت بالرغم من عدم تسديدها بعد.. أو أنَّ مشكلتك قد حُلَّت بالرغم من عدم رؤيتك شيء ملموس بعد، بأن كل ذلك هوَ ضرب من الخيال أو القفز في المجهول، لأنَّ كلمة الله تقول:

" (إبراهيم) الذي آمن بهِ (أي بالله) الذي يُحيي الموتى ويدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة، فهوَ على خلاف الرجاء، آمن على الرجاء، لكي يصير أبًا لأمم كثيرة كما قيل هكذا يكون نسلك، وإذ لم يكن ضعيفًا في الإيمان، لم يعتبر جسدهُ وهوَ قد صار مُماتًا، إذ كانَ ٱبنُ نحوَ مئة سنة، ولا مماتية مستودع سارة، ولا بعدم إيمان ٱرتابَ في وعد الله، بل تقوَّى بالإيمان مُعطيًا مجدًا لله، وتيقَّنَ أنَّ ما وعدَ بهِ (أي الله) هوَ قادر أن يفعلهُ أيضًا " (رومية 4 : 17 – 21).



آمنَ إبراهيم بالله وقالَ عنهُ، أنهُ يدعي الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة، وفعلَ إبراهيم مثلَ الله، وآمنَ على خلاف الواقع الملموس والعيان، لم يعتبر مماتية جسده ومماتية رحم سارة عقبة أمام وعد الله وقدرته، بل آمنَ أن كل ما وعدَ به الله قادر أن يفعلهُ، فٱعتبرَ أنَّ كل ما ليسَ موجودًا لا بدَّ وأن يُصبح موجودًا.. كانَ لهُ.. ٱهتمام الروح.. فكر الروح.. كانَ لهُ فكر المسيح..

قد تقول لي: " لكن ليسَ لي إيمان بعد كإيمان إبراهيم ".

ليسَ لديك إيمان؟ لا بأس.. أليسَ لديك أقلَّهُ رجاء؟ فالكلمة تقول:

" لأنَّهُ لا بُدَّ من ثواب (مكافأة) ورجاؤك لا يخيب " (أمثال 23 : 18).

نعم.. وحتى وإن لم يكن لكَ إيمان، بل رجاء فقط، فهذا الرجاء لن يخيب عندَ إله الرجاء.. فقط ليُكن لكَ فكر المسيح..

ومنتظروه لا يخيبون أبدًا.. فلا تسمح لإبليس أن يشكك في صلاح الله، وفي تحقيقه لوعوده لكَ، والتي تملأ صفحات الكتاب المُقدَّس، وتأمَّل معي في هذه الكلمات المُعبِّرة:



" لماذا تقول يا يعقوب... ٱختفت طريقي عن الرب وفات حقي إلهي؟ أما عرفت أم لم تسمع، إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا يعيا، ليس عن فهمه فحص، يُعطي المعيي قدرة، ولعديم القوة يُكثِّر شدَّة، الغلمان يعيون ويتعبون والفتيان يتعثَّرون تعثُّرًا، وأمَّا منتظروا الرب، فيجددون قوة، يرفعون أجنحة كالنسور، يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون " (إشعياء 40 : 27 – 31).

لا لم تختفِ طريقك عن الرب، ولم يختفِ ٱنتظارك عن الرب، ولم ولن يختفي سؤل قلبك عن الرب، لكن تعلَّم أن تنتظرهُ بإيجابية وبإيمان وبرجاء أقلهُ، متمسكًا أن يكون لكَ دائمًا فكر المسيح، وسوفَ تراه كيف يعطيك قوة، ويزيل كل إعياء، ويجعلك ترفع أجنحة كالنسور فتنال سؤل قلبك، وتغدو رجل إيمان، تكره السلبية وتكره كل ما يتناقض مع كلمة ووعود الرب، لا تخاف من خبر السوء، بل بقلب مطمئن تنتظر إلهك، تركض ولا تتعب، وتمشي ولا تعيا.



ليسَ هناك وعد بأننا لن نتعرض لمشاكل وضيقات ومصاعب وحروب من العدو، لكن هناكَ وعد وبكل تأكيد، أنه من جميعها ينقذنا الرب، لا بل يُعطينا الغلبة والانتصار:

" ‎كثيرةٌ هيَ بلايا الصدّيق، ومن جميعها يُنجِّيه الرب، يحفظ جميع عظامه، واحد منها لا ينكسر " (مزمور 34 : 19 – 20).

" هأنذا قـد جعلتـك اليـوم مدينـة حصينـة وعمـود حديـد وأسـوار نحاس على كل الأرض... فيحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك " (إرميا 1 : 18 – 19).



وأخيرًا.. ليكن لسان حالك كلسان حال بولس:

" ... الجميع تركوني... ولكن الرب وقف معي وقوَّاني لكي تتم بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقذت من فم الأسد، وسينقذني الرب من كل عمل رديء ويخلّصني لملكوته السماوي، الذي لهُ المجد إلى دهر الدهور، آمين " (2 تيموثاوس 4 : 16 – 18).



كل الظروف توحي بأنهُ لا حل، لا أحد معك، ٱختبارات فشل قديمة وهجمات كثيرة؟ لا بأس.. ليكن لكَ فكر المسيح كما كانَ لبولس، وثق أنك تنجو وستنجو، لأنَّ الرب سيقف معك دومًا وسيشددك وسينقذك من كل شر، ومن طول الأيام سيشبعك وسيريك خلاصه، وسيحفظك لملكوته السماوي.. لهُ كل المجد إلى دهر الدهور.

التعديل الأخير تم بواسطة Ebn Barbara ; 04 - 06 - 2012 الساعة 10:19 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بالرب أفرح كل حين فأنا ملك المسيح
أما نحن فلنا فكر المسيح
اما نحن فلنا فكر المسيح ( 1 كو 16:2 )
بالرب أفرح كل حين فأنا ملك المسيح
لماذا نغطى فمنا باللفافة بعد تناول جسد المسيح؟ولماذا عند تناول الدم لا نغطى فمنا باللفافة؟


الساعة الآن 11:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024