رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لا يَنزِع أحدٌ فرَحَكُم منكُم" (يوحنا 16 / 22) يعيش الإنسان ساعياً دائماً إلى الفرح في حياته. فالفرح هوَ ما يُحفّز الإنسان على الإستمرار في العيش ويجعلهُ يتعلّق بالحياة. ولكنّه يتعرّض بشكلٍ دائم للحُزن والكآبة وللخيبات مِن فرَح لا يُشبِعه ولا يكفيه. لنميّز اليوم بين الأفراح التي يقدّمها لنا العالم والفرح الذي يعطينا إيّاه ربّنا يسوع المسيح. فرَح العالم هوَ فرح مزيّف، خدّاع، مغشوش، مزغول ومُفخّخ. وأنواع هذا الفرح كثيرة: الفرح ببليّة الآخرين: مثلما فرِحَ اليهود عندما سلّم يهوذا يسوع. وهناك أفراح تسمّى أفراح شِبه روحيّة وهي أفراح خادعة قائمة على الإنفعالات المؤقّتة. في مَثل الزارع يتكلّم يسوع عن الذين "حين يسمعون الكلمة يقبلونها للوقت، ولكن ليس لهُم أصل في ذواتهم، بل هُم إلى حين". هؤلاء هُم الذين يفرحون سريعاً بكلام الربّ ظانّين أنفسهم أنّهم يحقّقونه في حياتهم ويَعيشونه ويكتفون به. (مر 4) وهناك فرَح التلاميذ الذين رجعوا إلى يسوع فرحين بأنّهم حتّى الشياطين تخضع لهُم ولكنّ الربّ قال لهُم "لا تفرحوا بهذا بل إفرحوا بأنّ أسماءكم كُتبت في الملكوت. (لو 10) ويقول يهوَذا في رسالته (1 / 18 ) "إنّه في الزمان الأخير سيكون قومٌ مستهزئون، سالكين بحسب شهوات فُجورهم، هؤلاء المعتزلون بأنفُسِهِم، نفسانيّون لا روحَ لهُم." ويقصِد بهم النّاس الذين فرحهم بالإستهزاء وبإرضاء الرغبات التي تعطيهم الإكتفاء النفسي فيظنّون أنّهم فرحون. هذه أفراح العالم، كلّها التي لا تُشبِع إنسانًا، بل يبقى يبحث عن الفرح الحقيقيّ الذي ينقصه دائماً. عن أي فرح يكلّمنا يسوع؟ ما هذا الفرح الذي لا ينزعه أحدٌ منّا؟ للإنسان ثلاثة أبعاد للفرح: هناك الفرح الجسدي الذي يسمّى الّلذة، وهناك الفرح النفسيّ الذي يسمّى السعادة، وهناك فرح واحد حقيقي هوَ الفرح الروحي وهوَ ما يعطينا إيّاه ربّنا يسوع. يوم الجمعة العظيمة كان وضع التلاميذ والمريمات يُرثى له: حزنٌ عميق جدّاً، كآبة عظيمة، يأسٌ كامل. ولكن فجر الأحد تغيّر كلّ شيء: فرَح تام عميق ثابت. قال يسوع قبل صلبه: "الحقّ الحقّ أقول لكم، إنّكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح. إنّكم ستحزنون ولكن حزنكم يتحوّل إلى فرح... عندكم الآن حزن ولكن سأراكم أيضاً، فتفرح قلوبَكُم ولا ينزِع أحدٌ فرحَكُم منكُم". |
|