شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
ملوك الأول 4 - تفسير سفر الملوك الاول
الآيات 1-20:- وكان الملك سليمان ملكا على جميع إسرائيل. وهؤلاء هم الرؤساء الذين له عزرياهو بن صادوق الكاهن. واليحورف واخيا ابنا شيشا كاتبان ويهوشافاط بن اخيلود المسجل. وبناياهو بن يهوياداع على الجيش وصادوق وابياثار كاهنان. وعزرياهو بن ناثان على الوكلاء وزابود بن ناثان كاهن وصاحب الملك. واخيشار على البيت وادونيرام بن عبدًا على التسخير. وكان لسليمان اثنا عشر وكيلا على جميع إسرائيل يمتارون للملك وبيته كان على الواحد أن يمتار شهرا في السنة. وهذه اسماؤهم ابن حور في جبل افرايم. ابن دقر في ماقص وشعلبيم وبيت شمس وايلون بيت حانان. ابن حسد في اربوت كانت له سوكوه وكل ارض حافر. ابن ابيناداب في كل مرتفعات دور كانت طافة بنت سليمان له امراة. بعنا بن اخيلود في تعنك ومجدو وكل بيت شأن التي بجانب صرتان تحت يزرعيل من بيت شأن إلىآبل محولة الى معبر يقمعام. ابن جابر في راموت جلعاد له حووت يائير ابن منسى التي في جلعاد وله كورة ارجوب التي في باشان ستون مدينة عظيمة باسوار وعوارض من نحاس. اخيناداب بن عدو في محنايم. - اخيمعص في نفتالي وهو أيضًا اخذ باسمة بنت سليمان امراة. بعنا بن حوشاي في اشير وبعلوت. ويهوشافاط بن فاروح في يساكر. شمعي بن ايلا في بنيامين. جابر بن اوري في ارض جلعاد ارض سيحون ملك الأموريين وعوج ملك باشان ووكيل واحد الذي في الأرض. وكان يهوذا وإسرائيل كثيرين كالرمل الذي على البحر في الكثرة ياكلون ويشربون ويفرحون.
فيما يلي نجد ما يشبه مجلس الوزراء لتدبير شئون الدولة في (1) على جميع إسرائيل وكانت المملكة قد وصلت أيام سليمان إلى أوج اتساعها ومجدها. عزرياهو بن صادوق = صادوق هو أبو أخيمعص وأخيمعص أبو عزرياهو 1 أي 9:6 وعزرياهو هنا منسوب لجده لشهرة صادوق. كاتبان ومسجل ويكتبان أخبار المملكة التي أخذ منها كتاب الأسفار صادوق وأبياثار كاهنان= أبياثار كان كاهنا وقد عزله سليمان. والآن يصير لدينا كاهنان صادوق وحفيده عزرياهو. وهناك احتمالين:
1.أن يكون صادوق كاهنا في أورشليم بينما عزرياهو كاهنا في جبعون.
2.ربما قوله في آية (2) عن عزرياهو أنه الكاهن أن يفهم هذا أن الكاهن هنا وظيفة إدارة عظيمة بمعنى شفيع كما كان أولاد داود (2 صم 18:8) وراجع (2 صم 26:20) ولأن هذه الوظيفة ذكرت أولا فربما تكون منصبا عاليا كرئيس وزراء. وهكذا كان زابود بنناثان كاهن وصاحب الملك = وهذه الوظيفة تعني مشير للملك.
لقاء الملك سليمان النبي و ملكأ سبأ الحبشية، ميكادا، من معرض الألفية الحبشية، زيارة موقع الأنبا تكلا إلى أثيوبيا 2008
وفي (5) الوكلاء = هم معينين على أعمال مختلفة وسيأتي أسماؤهم في (7) فمنهم من كان مكلفًا بجمع الضرائب ومنهم من كلف بالإشراف على الهيكل ومنهم من كلف ببناء المخازن أخيشار على البيتهذه وظيفة جديدة ألا وهي ترتيب البيت (بيت الملك لذلك تعجبت ملكة سبأ من حسن ترتيب البيت. التسخير = أي الجزية وكان هذا لبناء الهيكل وأبنية سليمان العظيمة ومدن المخازن. وكان التسخير مكروها عند الشعب لذلك رجموا أدونيرام في زمن رحبعام. وفي (7) 12وكيل = لكل وكيل قطيعة من المملكة يأخذ منها لأجل الملك ولكل واحد منهم شهر معين يمتار فيه، أي يقدم لسليمان الجزية في شهر معين حتى يضمن سليمان الجزية كل العام ولذلك كانت مباني سليمان حمل على الشعب.
وكان اثنين من الوكلاء متزوجين إثنتين من بنات سليمان مما يثبت أنه يعتقد أن الزيجات السياسية تضمن استقراره (لذلك تزوج بنت فرعون) ويوجد بعض الأسماء هنا منسوبة للآباء ولم تذكر أسماؤهم هم مثل ابن حور في جبل أفرايم إبن دقر فى... وغالبًا فهم معينين مجاملة لآبائهم المشهورين. وفي (20) يأكلونويشربون ويفرحون = الكل يفرح لأن سليمان يملك وهكذا في مملكة المسيح (تناول من الجسد والدم + سلام وفرح) وهذا لأن سليمان رمز للمسيح وشعبه أي شعب سليمان كالرمل من الكثرة... وهكذا شعب المسيح لا يحصى ولا يعد. فسليمان إمتاز بالحكمة والمسيح هو أقنوم الحكمة.
الآيات 21-28:- وكان سليمان متسلطا على جميع الممالك من النهر إلى ارض فلسطين والى تخوم مصر كانوا يقدمون الهدايا ويخدمون سليمان كل أيام حياته. وكان طعام سليمان لليوم الواحد ثلاثين كر سميذ وستين كر دقيق. وعشرة ثيران مسمنة وعشرين ثورا من المراعي ومئة خروف ما عدا الايائل والظباء واليحامير والاوز المسمن. لانه كان متسلطا على كل ما عبر النهر من تفسح إلى غزة على كل ملوك عبر النهر وكان له صلح من جميع جوانبه حواليه. وسكن يهوذا وإسرائيل امنين كل واحد تحت كرمته وتحت تينته من دان إلى بئر سبع كل أيام سليمان. وكان لسليمان اربعون الف مذود لخيل مركباته واثنا عشر الف فارس.
وهؤلاء الوكلاء كانوا يمتارون للملك سليمان ولكل من تقدم إلى مائدة الملك سليمان كل واحد في شهره لم يكونوا يحتاجون إلى شيء. وكانوا ياتون بشعير وتبن للخيل والجياد إلى الموضع الذي يكون فيه كل واحد حسب قضائه.
راجع الخريطة في المقدمة لترى اتساع مملكة سليمان. جميع الممالك = كل مقاطعة لها والى وهو كملك صغير تحت حكم سليمان. من النهر = النهر هو نهر الفرات. الهدايا = هي جزية وسميت هكذا لكنها كانت إجبارية. الكر= 400 لتر اليحامير = حيوانات من فصيلة الأيائل كمية الطعام المذكورة تكفى لإطعام 3000-4800 فرد. فسليمان هو رمز للمسيح الذي أشبع 5000 نفس وهو يشبعنا من مائدته يوميًا. كل ما عبر النهر= أي كل ما هو غربى نهر الفرات. تفسح = على نهر الفرات جهة الغرب. تحت كرمته وتحت تينته = دليل الراحة والأمان والخصب. 40000مذود = (راجع المقدمة). ولكن زيادة الخيول هو ضد الشريعة راجع تث 16:17. فالخيل رمز للقوة والله يريد أن ملوك إسرائيل يعرفون أن القوة هي قوة الله وليست قوتهم أو قوة وعدد خيولهم وفرسانهم. ملحوظة:- هناك تفسير آخر لاختلاف عدد المذاود بين سفر الملوك وسفر الأيام وهي أن عدد سفرالأيام مأخوذ في أول فترة حكم سليمان (4000) وعدد سفر الملوك في أواخر فترة حكمة (40000) وكان لسليمان خيل ومركبات أكثر ممن حوله من الملوك. ولم تكن المملكة مشرقة ومزدهرة كما كانت أيام سليمان رمزًا لملكوت المسيح. وقد خضع لسليمان ودفع الجزية (أرام سوريا / موآب / عمون) ولكن فلسطين لم تخضع ربما بإتفاق. لقد خضعوا منذ أيام داود واستمر الخضوع أيام سليمان.
الآيات 29-34:- واعطى الله سليمان حكمة وفهما كثيرا جدًا ورحبة قلب كالرمل الذي على شاطئ البحر. وفاقت حكمة سليمان حكمة جميع بني المشرق وكل حكمة مصر. وكان احكم من جميع الناس من ايثان الازراحي وهيمان وكلكول ودردع بني ماحول وكان صيته في جميع الامم حواليه. وتكلم بثلاثة آلاف مثل وكانت نشائده الفا وخمسا. وتكلم عن الاشجار من الارز الذي في لبنان إلى الزوفا النابت في الحائط وتكلم عن البهائم وعن الطير وعن الدبيب وعن السمك. وكانوا ياتون من جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان من جميع ملوك الأرض الذين سمعوا بحكمته. رحبة قلب كالرمل الذي على شاطئ البحر = إشارة إلى اتساع فكره وغزارة علمه في جميع الفروع على اختلاف أنواعها كما أن الرمل يحيط ببحر عميق هكذا حكمة سليمان كانت عميقة وكان علمه ممتدا في علوم النبات والحيوان والشعر والفلسفة والأمثال والبناء والزراعة والسياسة والحكمة في التدبير. بنى المشرق = إمتازوا بالحكمة كأصحاب أيوب ومثل المجوس (من بابل والفرس) ومثل المصريين والعرب وبعض أمثال سليمان نجدها في سفر الأمثال والباقي لم يدون. ونشائد = كنشيد الأناشيد وبعض المزامير 127،72 ولاحظ أن له أمثال وأناشيد كثيرة لم تسجل فما تم تسجيله هو الموحى به من الله فقط.
ورحبة قلب تشير أيضًا لعدم ضيقه من أي شيء فحكمته قادرة على حل أي مشكلة. وكل هذا لأن الله أعطاه والله قادر أن يعطى دائمًا أبنائه حكمة. ومن حكمته أرسل الملوك الذين حوله سفراء له ليستفيدوا منه. هو مثال للمسيح المذخر فيه كل كنوز المعرفة وفي آية (33) تكلم في الأشجار من الأرز (أكبر الأشجار) إلى الزوفا (أصغر النباتات) فهو خبير في كل شيء؟