يشير مثل الخميرة الى التفاوت بين صغر الخميرة وضخامة العجين، لكنه يُضيف ايضا فكرة اختفاء الخميرة وتحوّل العجين، ويشدِّد على تحوّل الدقيق كله بفعل هذا الخمير القليل.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم صورة فعّالة لملكوت السماوات، حيث انه لا يُمكن للدقيق أن يختمر ما لم تُدفن فيه الخميرة أو تحبس في داخله.
فالعمل الخفي في التغيير له أهميته في الكنيسة، فلا نتوقف فقط عند المظاهر، والشكليات والمراسيم بل عند الجوهر اي الايمان بكلمة الله عملا بقول بولس الرسول: "لا نَهدِفُ إِلى ما يُرى، بل إِلى ما لا يُرى. فالَّذي يُرى إِنَّما هو إِلى حِين، وأَمَّا ما لا يُرى فهو لِلأَبَد. (2 قورنتس 4: 18)، وهكذا يفعل الانجيل العجائب في القلوب. فالمثل لا يدعونا فقط الى عدم الخوف لقلة عددْنا، وانما ايضا الى التغيير من خلال العمل الخفي.