الهاربون يقودون الإخــوان الآن؟

[Mary Naeem]

الهاربون يقودون الإخــوان الآن؟




قيادات فى مصر وخارجها تدير مكتب الإرشاد.. وتنــــــــــــــــــسق مع التنظيم الدولى لضرب 30 يونيو.. وترسم خريطة الإرهاب فى مصر

فى ظل غياب شبه كامل لقيادات مكتب الإرشاد عن المشهد الحالى، إما لظروف السجن على ذمة قضايا قتل أو تحريض على القتل، وإما جراء الهروب من القبضة الأمنية، فإن هناك أسماء أخرى ربما لم تكن بقوة أو تأثير القيادات العليا فى الجماعة فى السنوات الماضية، أصبحت مسؤولة عن إدارتها بشكل كامل، لعل أهمهم الدكتور محمد على بشر وعمرو دراج، فضلا عما يثار حول دور بعض الهاربين أو الموجودين خارج البلاد مثل محمود حسين وجمعة أمين ومحمود عزت وغيرهم.
الدكتور محمد على بشر، مسؤول ملف المفاوضات حاليا مع السلطة، هو عضو مكتب الإرشاد سابقا، وعضو مجلس شورى الإخوان، وهو الرجل المكوكى داخل التنظيم فى الفترة الحالية لم يغمض جفنه لبرهة منذ 30 يونيو، يتحرك بشكل سريع وبحرية كبيرة منذ عزل مرسى، بينما يقود التحالفات ويلتقى وسطاء ممثلين عن كل التيارات الإسلامية من أجل الوصول إلى حلول للأزمة الراهنة بشكل يضمن للإخوان البقاء فى الشارع السياسى ويمكن التنظيم من الإفلات من الحل والتفكك.
بشر عقد اجتماعات متتالية مع قيادات من حزب النور والجماعة الإسلامية التى تتبنى الوساطة حاليا بين الإخوان والسلطة، فى عدة أماكن متفرقة فى القاهرة منها نقابة المهندسين، وأحد الفنادق بوسط القاهرة. فى حين أنه أكد عدم ممانعة جماعته فى التواصل مع السلطة الحالية فى مصر للتوصل إلى حل للأزمة الراهنة، وهو يقاتل من أجل إنقاذ ما تبقى من فكرة حسن البنا، وتعتمد عليه الجماعة باعتباره مفاوضا قديما منذ فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، يعرف كل تاريخ جماعته فى سنوات المحن، لديه علاقات قوية بكل من الجيش وحكومة الدكتور حازم الببلاوى، ويستطيع حل الأزمة.
عمرو دراج وزير التخطيط والتعاون الدولى السابق فى حكومة هشام قنديل وعضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة والقيادى البارز بجماعة الإخوان المسلمين يساعد الدكتور محمد على بشر فى ملف المفاوضات مع السلطة والقوى السياسية، وقد حضر كل الاجتماعات معهم، وهو أيضا يجيد التفاوض والتعامل مع وسائل الإعلام.
محمود عزت، مرشد الجماعة المؤقت، الذى يلقّب بثعلب الجماعة، الذى يواجه تهما لا تختلف عن تهم قيادات الجماعة الأخرى، فهو العقل المدبر لكل أعمال العنف التى وقعت منذ أن تولى الإخوان حكم مصر حتى الآن، وهو صاحب قرار فض اعتصام الاتحادية، وما نتج عنه من أعمال عنف جراء اشتباكات وقعت بين الإخوان والمتظاهرين السلميين بعد الإعلان الدستورى الاستبدادى الذى أصدره مرسى فى نوفمبر 2012، وهو أيضا مهندس اشتباكات المنصة التى قام بها الإخوان فى أثناء اعتصامهم فى رابعة العدوية، وقائد عمليات حرق الأقسام والشرطة ومبانى المحافظات بعد فض الاعتصام.
محمود عزت يجرى اتصالاته على قدم وثاق مع قيادات التنظيم الدولى للإخوان، ويستقبل كل أوامر التنظيم ليبلغها للقيادات والأعضاء داخل مصر. دوره فى الوقت الحالى لا يتخطى كونه صورة وديكورا تفرضهما لائحة الجماعة الداخلية، وإن كان بعيدا نسيبا عن صناعة القرار داخل التنظيم الذى يدار من الخارج تحت إشراف قيادات التنظيم الدولى.
محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، الذى غادر القاهرة منذ نحو أسبوعين على قوائم العمرة متجها إلى المملكة العربية السعودية ومنها إلى العاصمة التركية إسطنبول، حيث اجتمع مع رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، وعقد عدة اجتماعات مع قيادات التنظيم الدولى، وجوده خارج القاهرة لا سيما بالقرب من قيادات التنظيم الدولى جعل له الدور الأكبر بين قيادات جماعة الإخوان المسلمين للتحرك بشكل حر بعيدا عن الملاحقة الأمنية التى تتربص القيادات فى القاهرة. حسين شارك فى عدد كبير من الاجتماعات التى عقدها قيادات التنظيم الدولى فى تركيا، ويقوم بدور خاص فى خطة إعادة هيكلة التنظيم داخل مصر من أجل استيعاب الحركات الشبابية التى خرجت جراء الأزمة، ووضع إطار منهجى للجماعة فى ما بعد سقوط مرسى بهدف إحياء التنظيم.
عصام العريان، نائب رئيس الحزب، الذى لم يظهر منذ آخر أيام اعتصام «رابعة العدوية» هاربا مع محمد البلتاجى وهو متهم بالتحريض على قتل المتظاهرين، كشف فى تصريحات له أنه يرحب بوساطة الرئيس الفرنسى لكن على قاعدة عودة الرئيس المنتخب، وردا على عرض أولاند «الوساطة» لحل الأزمة المصرية، قال العريان: «نرحب بكل المبادرات، وليس لنا أى اعتراض على أى مبادرة، لكن على قاعدة: عودة الرئيس المنتخب (محمد مرسي)، والدستور المستفتى عليه، والمجلس النيابى المنتخب (مجلس الشورى).
جمعة أمين المرشد الفعلى لجماعة الإخوان المسلمين، «حارس الأصول العشرين» كما يلقبه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، الذى يعد أهم حراس أصول وأركان البيعة فى (رسالة التعليم) المرجع الأساسى للإخوان، ويعد أمين عضوا أساسيا فى لجنة التربية داخل الجماعة، وهى من أهم لجان إعداد معتقدات الإخوان، سافر هاربا إلى لندن فى رحلة قال إنها رحلة علاجية، ويدير الجماعة بالتنسيق مع عدد من قيادات التنظيم الدولى هناك، يقيم حاليا فى مكان غير معلوم فى لندن، حيث يقوم من هناك بتنظيم رد فعل الإخوان المسلمين على الإطاحة بمرسى.
حسن مالك رجل الأعمال الإخوانى، الممول الرئيسى لاعتصام رابعة العدوية، يدير حسن مالك كل استثمارات الإخوان حاليا، خصوصا بعد القبض على قيادات الجماعة والمهندس خيرت الشاطر، بعيدا عن أنظار الأمن، والغريب أنه الوحيد من قيادات الجماعة الذى لم يصدر قرار بضبطه.
عبد الرحمن البر، المفتى الخاص لجماعة الإخوان المسلمين وعضو مكتب الإرشاد، وصاحب العمامة الأزهرية التى لم تمنعه عن إثارة الفتنة لخدمة مصالح جماعته، مطلوب لدى العدالة بتهمة التحريض على اقتحام قسم الأزبكية والاشتباكات التى وقعت بميدان رمسيس الجمعة الماضية، الذى طالب ضباط الشرطة والجيش بعصيان أوامر قادتهم، وخاطب الفريق أول عبد الفتاح السيسى،
صلاح سلطان، أمين عام الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين سابقا، هو المحرض الأكبر على أحداث رمسيس، حيث أمسك بالميكروفون محرضا على اقتحام قسم الأزبكية على مرأى ومسمع من الجميع.

وائل الابراشى