يقول القديس هيبوليتس الروماني:
[الأمور التي نُطق بها قديمًا بواسطة الناموس والأنبياء كلها قد خُتمت، ولم تكن معروفة للناس، هذا يعلنه إشعياء بقوله: "السفر المختوم الذي يدفعونه لعارف الكتابة قائلين: اقرأ هذا، فيقول: لا أستطيع لأنه مختوم" (إش 29: 11). إنه لائق وضروري أن تكون الأشياء التي نطق بها الأنبياء قديمًا مختومة بالنسبة للفرِّيسيين غير المؤمنين، الذين ظنُوا أنهم يفهمون حرف الناموس، بينما تكون مكشوفة بالنسبة للمؤمنين. لقد كانت الأمور القديمة مختومة، أما الآن فبنعمة الله الرب جميعها مكشوفة للقدِّيسين. فقد كان هو نفسه (الله) هو الختم والكنيسة هي المفتاح: "الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح"، كما يقول يوحنا (رؤ 3: 7)... لهذا السبب يقول الملاك لدانيال: "اختم الكلمات، فإن الرؤيا إلى وقت النهاية". أما بالنسبة للمسيح فلا يُقال "اختم" بل فك الأشياء التي كانت مربوطة قديمًا، لكي بنعمته تُعرف إرادة الآب، ونؤمن بذاك الذي أرسله لخلاص البشر، ربنا يسوع].