رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لئلا يهرب من عار الإنجيل «لأن المسيح أرسلني... لأُبَشِّرَ، لا بحكمة كلامٍ لئلا يتعطَّل صليب المسيح» (1كو1: 17). عزم الرسول ألا يعرف بين الناس إلاّ المسيح وإياه مصلوبًا. لم تكن كرازته بكلام الحكمة الإنسانية المُقنع، بل ببرهان الروح والقوة، لكي لا يكون إيمان الناس بحكمة إنسانية بل بقوة الله (1كو2: 4، 5). لا يوجد فخ أمام الكارز بالإنجيل أخطر من هذا الفخ الذي خشيه الرسول واحتاط له، إذ من السهل جدًا أن يقع الكارز في خطية تنميق وتنظيم الأقوال لكي يُسرّ سامعيه. ما أكثر ما يُعتبر اليوم كرازة بالإنجيل مع أنه (حتى في الدوائر التبشرية) لو امتحن لوجد أنه لا يحوي سوى القليل جدًا من صليب المسيح، إذ قد جعل الكارزون همّهم في هذه الأيام أن يُحرّضوا على الاقتداء بحياة المسيح، وكثيرًا ما يذكرون صليب المسيح نفسه حاملاً معنى مخالفًا لمعناه الإنجيلي الحقيقي. إن صليبًا غير دموي ليس هو بصليب المسيح. لا يخشى الشيطان كارزًا ما إذا استطاع أن يحوّله عن الكرازة بالدم التكفيري، إذ بهذا التحويل يجعل صليب المسيح عديم التأثير. «إذًا عثرةُ الصليب قد بَطَلَتْ» (غل5: 11). |
|