|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* تحدث الكتاب المقدس عن الغنى والممتلكات بطرق ثلاث: ما هو صالح، وما هو رديء، وما هو ليس بصالحٍ ولا رديء. فالممتلكات الرديئة تلك التي قيل عنها:" (الأغنياء) الأشبال احتاجت وجاعت" (مز 34: 1). "ويل لكم أيها الأغنياء، لأنكم قد نلتم عزاءكم" (لو 6: 24). الزهد في هذا الغنى فيه سمو في الكمال، إذ يقول الرب عن الفقراء: "طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات" (مت 5: 3)، وجاء في المزمور: "هذا المسكين صرخ، والرب سمعه" (مز 34: 6) وأيضًا: "الفقير والبائس يسبحان اسمك" (مز 74: 21). الغني الصالح هو ما يمتلكه من يسعى إلى عمل الفضيلة العظيمة عن استحقاق، صانع البرّ الذي يمدحه داود، قائلًا: "نسله يكون قويًا في الأرض، جيل المستقيمين يُبارَك، رغد وغنى في بيته وبرّه قائم إلى الأبد" (مز 112: 2-3). وقيل أيضًا: "فدية نفس رجل غناه" (أم 13: 8). وعن هذه الثروات كُتب في سفر الرؤيا عن ذاك المفتقر والمُعدم من هذا الغنى... "أنا مزمع أن أتقيأك من فمي، لأنك تقول أنا غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء، ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وأعمي وعريان، أشير عليك أن تشتري مني ذهبًا مُصفى بالنار لكي تستغني، وثيابًا بيضًا لكي تلبس، فلا يظهر خزي عريتك" (رؤ 3: 16- 18). يوجد أيضًا الغنى الذي ليس بصالحٍ ولا رديء، فيُمكن أن يكون صالحًا أو رديئًا حسب رغبة مستخدمه وشخصيته. في ذلك يقول الرسول الطوباوي: "أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى، بل على الله الحيَ الذي يمنحنا كل شيءٍ بغنى للتمتع، وأن يصنعوا صلاحًا، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء، وكرماء في التوزيع، مدَّخرين لأنفسهم أساسًا حسنًا للمستقبل، لكي يمسكوا بالحياة الأبدية" (1 تي 6: 17-19). هذا الغني احتفظ به الغني المذكور في الإنجيل ولم يقبل أن يعطي الفقراء، بينما كان لعازر المسكين ملقى عند بابه يرغب أن يقتات بالفتات الساقط من مائدته، لذلك حُكم عليه بالنيران غير المحتملة ولهيب جهنم الأبدية (لو 14: 19 الخ) . الأب بفنوتيوس |
|