الطاعة للمدبر هي أجمل ما يتحلّى به التلميذ، ولكنها ليست طاعة ُمطلقة بلا وعي ولا معرفة، بل طاعة مستنيرة، وهي في الوقت ذاته عمل صعب للغاية، يتطلب اتضاع كبير، ففي إمكان الإنسان أن يفعل أي شيء ما دام برغبته هو، ولكنه في الطاعة يصير محمولًا على مشيئة آخر. وليس المطلوب من الإنسان أن يكون ساذجًا لكي يقتني الطاعة الكاملة، وإنما هو يثق في معلمه كما يثق في أن الله يتكلم فيه، وأنه من أجل طاعته سوف ُيحوّل الله أوامر معلّمه إلى خيره. يقول القديس أنطونيوس "الطاعة ُتخليك مسئولية الطريق".
أخيرًا:
علينا أن نصلي إلى الله بإلحاح لكي يهبنا روح الإفراز، والاستنارة التي بها يتسع أفقنا الروحي واللاهوتي، لنستطيع أن نميّز بين الجيد والرديء، وندرك أبعاد الحب الإلهي.. "أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله" (أفسس 3: 18، 19).