سلسلة الارتباط والزواج
يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته
يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته
ان الهنا الصالح أعطى هذه الوصية للرجل أولا. هذه الوصية جاءت في سفر التكوين الإصحاح الثاني. إن سر الزيجة هو أول سر أسسه الرب الإله فهو قال من خلال فم أبينا آدم عندما رأى أمنا حواء (فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرأ أخذت. لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا) [تك23:2و24] الله خلق حواء من عظم ولحم آدم لذاك في سر الزيجة يصير الاثنان جسد واحد بواسطة الروح القدس ولا يجوز الطلاق ألا في علة الزنى. وقد يسأل البعض ماذا لو كنت أعيش في مرارة مع زوجي ولا أطيق الحياة معه من اجل الظلم الذي أعانيه. تستطيع المرأة أن تفارق زوجها ولكن لا يجوز لها الطلاق(وأما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب أن لا تفارق المرأة رجلها. وان فارقته فلتلبث غير متزوجة أو لتصالح رجلها.ولا يترك الرجل امرأته.) [ا كو10:7و11] واضح هنا أن الحل الذي يفضله ربنا يسوع أن لا تفارق المرأة رجلها ولكن إن كانت المعيشة مستحيلة فتستطيع أن تفارقه. طبعا في هذه الحالة تمزق العائلة سيكون أمر حتمي خاصة في حالة وجود الأولاد وهذا غير مرغوب بالمرة. و كذلك أوصى ربنا الرجل أن لا يفارق امرأته.
ولكي يدوم الزواج بدون عوائق كثيرة ولكي يتم الارتباط لابد من الترك أولا {ترك الأب وألام} لكي يتم الالتصاق بين الرجل والمرأة . إن هذا الترك هو من أهم أسس الزيجة الناجحة لكي تتغلب على متاعب هذه الحياة. ان الهنا الصالح هو بذاته الذي أسس هذا المبدأ.
سامحوني إن كان أحد لا يتفق مع هذا المبدأ لان هذا ليس كلامي بل كلام الإله البار.
مشكلة الحماة في البيئة الشرقية
أريد أن اذكر إن مشكلة الحماة والحما واضحة جدا في البيئة الشرقية وهذا لأن الأسرة المسيحية لا تطبق ما يقوله الإنجيل ولكنها تطبق ما يقوله دين آخر وهو الإسلام. للأسف الشديد الرعاة المسيحيين لا يعلموا ما يقوله الإنجيل عن أول وصية أعطاها الله لأدم وهي (هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي.هذه تدعى امرأة لأنها من أمرء أخذت. لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا.){تك 2: 23و24} كان أدم هو أول من نطق بهذا القانون الذي يحفظ كيان الأسرة بإرشاد من الروح القدس. وذكرها ربنا يسوع المسيح أيضا (وقال.من اجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا. إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد) {مت 19: 4-6} وأيضا (ولكن من بدء الخليقة ذكرا وأنثى خلقهما الله. من اجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته. ويكون الاثنان جسدا واحدا.إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد) {مر10: 6-8} وذكر بولس الرسول هذا القانون بإيضاح اكثر في رسالته إلى أهل أفسس الإصحاح الخامس‘ والذي تتجاهله العائلة الشرقية‘ عمدا أم جهلا‘ الله يعلم. واضح جدا من الآيات السابقة إن قصد الله الأزلي والأبدي أن الرجل يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا. أريد أن أوضح أن الإنجيل استخدم عشر كلمات عبرية للتعبير عن كلمة يترك في آيات مختلفة وكل كلمة عبرية استخدمت في كلمة يترك استخدمت في معاني أخرى‘ أما كلمة يترك التي استخدمت في الآية التي قالها أبونا أدم فهي تعني الآتي: يترك‘ يترك بدون رجعة‘ ينفصل‘ يبعد نفسه تماما. من هذه الكلمات نرى أن الله عندما قال على فم أبونا أدم وما قاله يسوع المسيح في الآية السابقة أن الرجل يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته فهي تعني الترك ولا تعني أي شيء أخر. إن من اكثر التأملات الرائعة التي قرأتها هو ما قاله يوحنا ذهبي الفم عن تفسير الرسالة إلي أهل أفسس في مجموعة نيقية المجموعة الأولى والمجلد الثالث عشر صفحة 308و309و310 فيها يشرح هذا القديس كيف يوصي الله الزوج بأن يترك أبواه الذين ولدوه ويلتصق بزوجته‘ الإنسانة التي لم يعاشرها من قبل وربما لم يعرفها جيدا‘ ويكون الاثنان جسدا واحدا ويفسر إن ما قاله بولس الرسول انه سر عظيم فعلا لكي تتكون بينهم علاقة مثل علاقة المسيح بالكنيسة. كنت أتمنى أن أترجم ما قاله القديس يوحنا ولكن لضيق مساحة المقالة اكتفي بما ذكرته.
الترك والالتصاق
إن لم يحدث الترك أولا بين الابن ووالديه لن يتم الالتصاق بينه وبين زوجته إطلاقا لأن الزوجة لن تشعر إنها أهم شيء في حياة زوجها، ستشعر إن بين زوجها وبينها شخص آخر وهي أمه. وإذا كانت العلاقة قوية جدا بين الابن وأمه وإن ألام متمسكة بابنها بشدة سيصل إحساس الزوجة بأن زوجها يخونها مع امرأة أخرى. وإذا سأل الزوج زوجته وأعطاها حرية الرأي في ماذا هو شعورها تجاه أمه، والتي هو مرتبط بها سيسمع رأيها في أمه والذي سوف يزعجه. إن من اصعب الأشياء على الزوجة المصرية هو ارتباط حماتها المريض بابنها والذي هو زوجها لأن المفروض إن الزوجة تأخذ المكان الأول في حياة زوجها وليس أمه أو أبوه. أنا اسمع في المشورة الروحية معاناة شديدة جدا من الزوجة المصرية والتي لن يسمعها أب الاعتراف لأننا كلنا نعرف ما هو رأي غالبية أب الاعتراف سيكون الأتي: عيشي في سلام ودي أمه يعني لازم يطيعها ورأيها لازم يمشي. إن هذا الكلام هو مخالف تماما لرأي الإنجيل ويجب على كل أب اعتراف أن يراعي وصية إلهنا الصالح وينصح الزوج بالوصية التي تقول يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته. نعم توجد وصية تقول يكرم الرجل أباه وأمه وسوف نتكلم بالتفصيل عن ماذا تقصده هذه الآية.
جسد واحد
ولذلك نحن نرى العائلة الشرقية تعاني اشد المعاناة من التفكك الأسري لأنه ينعدم الشعور بأن الزوج والزوجة جسد واحد. إذا شعر الزوج انه جسد واحد مع امرأته فستأخذ زوجته المكانة الأولى في حياته وان لم تشعر الزوجة إنها تأخذ المكانة الأولى في قلب زوجها فلن تشعر أنها وزوجها جسد واحد. لابد أن كل من الزوجين ُيشعر الآخر بأنه أهم إنسان في حياته.
العائلة الشرقية
اقف هنا وأريد أن أوضح شيئا وهو أني خدمت مع جنسيات مختلفة كثيرة والمعاناة بين أهل الزوج أو أهل الزوجة واضح جدا بين الشعوب الشرقية ولكنه تقريبا منعدم بين الشعوب الغربية المتحضرة فكل من الوالدين يعرف جيدا انه عندما يتزوج أحد أبنائهم‘ ابن آم ابنة‘فهم يدركون جيدا انهم سيكونون أسرة جديدة منفصلة عنهم. فالأبناء مسؤولون عن حياتهم ولا مجال للتدخل إطلاقا من الأهل ولا حتى التأثير العاطفي على الأبناء. وإذا وجدت هذه المشكلة فغالبية المجتمع سوف يروا الحماة أو الحما الذي يسبب المشكلة انه شخصية متعبة وغالبا ما يوصف هذا الشخص انه مريض نفسيا وعلى الابن أو الابنة أن لا يسمحوا للأهالي أن يتمادوا في هذا التصرف الغلط وهو التدخل في حياة أبنائهم. وسوف اشرح بالتفصيل في مقالة قادمة ما هو موقف الإنجيل من الأهالي عندما لا يقدروا أهمية سر الزيجة العظيم بين الزوج والزوجة.
سر الزيجة
أريد أن اقف هنا وأسال رعاة الكنيسة الآتي: إن الكنيسة تعتبر سر الزيجة من الأسرار المقدسة‘ فلماذا لا تتعاملوا مع الإشكالات الأسرية التي تسببها الأهالي تصرف يليق بقدسية هذا السر؟ لماذا لا تخبروا الأهل بأن يبعدوا عن اسر أبنائهم وبناتهم ويتركوهم في حالهم حتى يختاروا حياتهم بقرار منهم. وان اخطئوا فسوف يتعلمون من خطأهم. يجب أن الرعاة يخبروا الأهالي بأن يبعدوا عن حياة أبنائهم تماما وكما قلنا إذا اخطئوا فسوف يتعلموا من خطأهم.
إذا كانت الزوجة أهم من الأب والأم‘ والزوجة عليها أن تخضع لزوجها في العلاقات الأسرية فمن الطبيعي إن الاخوة والأخوات ليس لهم أهمية عند الزوج وعلى الزوجة أن تعتبر شريك حياتها أهم من الاخوة والأخوات. إن أي زوج أو زوجة يعطوا أهمية لوالديهم أو لأشقائهم اكثر من شريك أو شريكة الحياة لا يستحقوا أن يدعوا مسيحيين لأنهم مخالفين للإنجيل تماما.
حكاية حقيقية
قال لي زوج يعاني من حماته هذه القصة المؤلمة والمضحكة في نفس الوقت‘ قال: عندما كانوا يضعوا الأساس لبناء كنيسة في سيدني قال أحد الرعاة الآتي؛ إذا كان أحد يريد أن يضع طلبة مكتوبة في ورقة ويضعها بين الأسمنت فيستطيع أن يفعل ذلك. واكمل أخونا هذا وقال ذهبت إلى العربية وكتبت جواب مطول من خمس صفحات اشكي فيه همي من زوجتي وحماتي واخبر ربنا بالعذاب الذي أعيش فيه. مع العلم بأن هذه الزوجة ووالدتها يذهبون إلى الكنيسة باستمرار ومواظبين على التناول. كان هذا الزوج يئن من عمق قلبه من معاملة حماته الفظيعة له. وكان يشتكي لراعي الكنيسة من حماته كثيرا ولم يأخذ راعي الكنيسة أي موقف مع هذه الحماة لأن لها أولاد كثيرين وهو ليس له قريب واحد هنا‘ هل هذا تطبيق للإنجيل يا رعاة الله الذين تحكمون بالعدل وكلمة الله؟ نحن نؤمن بأن الكنيسة الأرثوذكسية هي أغنى كنائس العالم في الأسس الخاصة بالترابط الأسري‘ ولما لا وهي التي تعتقد بأن الزواج بين اثنين سر مقدس من أسرار الكنيسة.. ليت كل من يسمي نفسه بأبن الكنيسة القبطية أن يعرف هذه الحقيقة ويعمل بها بل ويعلمها للآخرين..
لنا بقية لنتكلم عن هذا الموضوع الهام والشائك والمدمر للأسرة المسيحية وسنتكلم عن ما معنى إكرام الوالدين؟ هل نطيعهم أم نسد احتياجهم أم لا نهينهم؟ الرجاء المتابعة
يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته
أريد أن اذكر أني من خلال خدمتي قابلت أمثلة رائعة من أهل الزوج‘ أمثلة تستحق كل تقدير وإكرام. فيها رأيت الأم الحكيمة تتعامل مع زوجة ابنها كابنة حقيقية لها ولهذا أرى زوجة الابن تتعامل مع حماتها و كأنها أمها. وقابلت أيضا أمثلة محزنة لأهل الزوج وكأن زوجة الابن ليس لها حق في حياة وقلب زوجها. كل تصرفاتها مرصودة من كل أفراد عائلة زوجها. وكلماتي القادمة موجهة فقط لأهل الزوج الذين يكونون سبب مرارة للزوجة. واصلي أن كل من يقرأ هذه المقالة أن يسأل نفسه بكل أمانة‘ هل أنا من النوع الأول الذي يعطي الحب والتشجيع{لابد من التشجيع لان الحياة الزوجية للزوجة والزوج في أولها صعبة جدا} آم أنا من النوع الثاني الذي يتصيد غلطة للزوجة‘ هل انتقد كل ما تفعله من تدبير منزلي ولبس وتصرفات اجتماعية وكلام؟
عندما تعرض علي مشكلة زوجية وارى أن الزوجة في هذا الموقف مظلومة أسال هذه الأسئلة: هل أب وأم زوجك لهم تأثير على زوجك؟ هل هم على علاقة جيدة معك؟ هل أم زوجك في تنافس معك على حب زوجك؟ هل هي تتنافس معك في مقدرتك على تدبير المنزل؟ إذا كانت الإجابة نعم على بعض أو كل هذه الأسئلة يكون ردي أنت محتاجة أن تصلي بحرارة لكي يمد ربنا يسوع يده الحنونة ويوضح لزوجك أن المكانة الأولى في قلبه هي لك وليس لوالديه وأحاول أن اقنع الزوج بأن يضع حدا لتدخل الوالدين في شئون الحياة الزوجية وان لم يأتي هذا التصرف بنتيجة يحاول أن يضع حدا اكبر‘ وهكذا إلى أن يعرف آهل الزوج إن المكانة الأولى للزوجة بحسب كلمة الإنجيل.
اصلي أيضا أن الرعاة والخدام لا يأخذوا موقف{ معلهش ويا بخت ما بات مظلوم ولا بات ظالم}هذا موقف سلبي وأيضا هو ضد الإنجيل. آما إلى الزوجة التي تعاني من أهل الزوج فأنصحها أن تفعل ما فعلته أمنا سارة مع أبينا إبراهيم وهي أن تضع الأمر في يدي الله وقالت له :.يقضي الرب بيني وبينك [تك16: 4و5] أحبائي إن الإنجيل لا يذكر لنا أي وصية لمجرد حشو صفحاته‘ حاشا لله الأمين القدوس أن يفعل ذلك بل لأنها وصية مهمة. وعندما تتقدم وصية مثل(لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا) باقي الوصايا‘ ويذكر أيضا ربنا يسوع نفس الكلام في إنجيل متى 19وانجيل مر قس 10 وبولس الرسول في أفسس 5 فأن ذلك لأهمية هذه الوصية. صدقوني إن لم يترك الرجل أباه وأمه لن يستطيع أن يلتصق بامرأته‘ أن هذا ما قاله الله منذ بدء الخليقة.
يتبع