رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المحاكمة الدينية (ع 57-68): +57 وَالَّذِينَ أَمْسَكُوا يَسُوعَ مَضَوْا بِهِ إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، حَيْثُ اجْتَمَعَ الْكَتَبَةُ وَالشُّيُوخُ. 58 وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ إِلَى دَاخِل وَجَلَسَ بَيْنَ الْخُدَّامِ لِيَنْظُرَ النِّهَايَةَ. 59 وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ، 60 فَلَمْ يَجِدُوا. وَمَعَ أَنَّهُ جَاءَ شُهُودُ زُورٍ كَثِيرُونَ، لَمْ يَجِدُوا. وَلكِنْ أَخِيرًا تَقَدَّمَ شَاهِدَا زُورٍ 61 وَقَالاَ: «هذَا قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللهِ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». 62 فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هذَانِ عَلَيْكَ؟» 63 وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟» 64 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ». 65 فَمَزَّقَ رَئِيسُ اكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلًا: «قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ! 66 مَاذَا تَرَوْنَ؟» فَأَجَابُوا وَقَالوُا: «إِنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ». 67 حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ 68 قَائِلِينَ: «تَنَبَّأْ لَنَا أَيُّهَا الْمَسِيحُ، مَنْ ضَرَبَكَ؟». ع57: تم اقتياد يسوع إلى دار قيافا رئيس الكهنة، حيث اجتمع الكتبة والشيوخ تمهيدا لمحاكمته (اُنظر تفسير ع66). ع58: رغم ضعف التلاميذ وهروبهم، فإن محبة بطرس قد دفعته لأن يتبع الجمع الذي قبض على المسيح، ويدخل ويجلس في الساحة الخارجية لبيت رئيس الكهنة، ليعلم ماذا يصنعون بمعلمه. وكذلك تبعه يوحنا تلميذه الذي استطاع أن يدخل داخل البيت، إذ كانت له علاقة برئيس الكهنة (يو 18: 15)، ولكنهما، رغم محبتهما، لم يستطيعا أن يدافعا عنه لضعفهما البشرى. ع59-61: عجز اليهود طوال حياة المسيح أن يجدوا خطأ واحدا فيه، رغم محاولاتهم الكثيرة لاصطياده بكلمة. وفي هذه المحاكمة، كانوا مصرين أن يجدوا فيه أي خطأ، ولو بشهادة زور. فجمعوا كثيرين ليلفقوا له التهم الباطلة، ولكنهم لم يتفقوا، وظهر كذبهم أمام الحاضرين، فلم يستطيعوا الاستناد على كل الشهادات الزور. ثم قام في النهاية رجلان، يشهدان على المسيح شهادة زور، وهي قوله أنه يستطيع هدم هيكل سليمان ثم يبنيه في ثلاثة أيام. وهذا لم يحدث، بل إنه قال لتلاميذه: "انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه" (يو 2: 19). وكان المسيح يقصد هيكل جسده، أي أنهم يصلبونه، ويقوم في اليوم الثالث. ولم يستطيعا إثبات شهادتهما، فصار المجمع كله في حيرة، وعجز عن اتهام المسيح. وقد فهم الكهنة كلام المسيح أنه قاله عن جسده وليس عن الهيكل، بدليل كلامهم مع بيلاطس بعد موت المسيح، عندما قالوا: "تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي، إنى بعد ثلاثة أيام أقوم" (مت 27: 63). "شاهدا زور": لأن عدد اثنين هو أقل عدد لاعتماد الشهادة بحسب الشريعة. ع62: احتار رئيس الكهنة، إذ لم يجد أية تهمة على المسيح، فسأله لماذا لا يجيب على الشهادة التي قدمها الشاهدان، لعله يجد في إجابته أي خطأ يدينه عليه. ع63: "استحلفك":أي القسم بالله كما تنص الشريعة لتأكيد الكلام. كان المسيح صامتا، ولم يرد على كل الاتهامات الباطلة، لأنه يعرف كراهيتهم ومقاومتهم له، وأنهم لا يريدون أن يعرفوا الحق. وفي حيرة وضيق، سأله رئيس الكهنة هل هو المسيا المنتظر، أي المسيح ابن الله؟ وللأسف، لم يكن يقصد أن يفهم، لأن النبوات التي يعرفها في الكتب المقدسة تؤكد أنه هو، ولكنه كان يريد أن يمسك أي خطأ عليه، مثل الادعاء أنه المسيح وهو مجرد رجل عادي. ع64: رد عليه المسيح قائلًا: "أنت قلت"،أي الموافقة. وقد أجاب بهذا ليُنهى حيرتهم، ويعطيهم فرصة ودليلا ليصلبوه ويقتلوه، فهو يسلّم نفسه بإرادته لأجل خلاصنا. بل أعلن بوضوح لاهوته قائلًا أنه سيجلس عن يمين العظمة الإلهية، أي في كمال القوة والمجد الإلهي، ويظل في مجده حتى مجيئه الثاني على سحاب السماء ليدين العالم حسبما ذكرت النبوات (مز 110: 1)، وكما أعلن بنفسه في حديثه عن الدينونة (ص 24: 30). "من الآن": أي بعد ساعات، سيتمم الفداء على الصليب، ويرتفع إلى مجده في السماء. "ابن الإنسان": أي الذي ترونه فيَّ من صورة الضعف كإنسان، سيتحوّل بعد ساعات إلى مجده السماوي، وهو الذي سيدينكم. فإن كنتم تحاكموننى الآن، فأنا سأحاكمكم حكما أبديا في اليوم الأخير. ع65: أخيرا وجد رئيس الكهنة سببا للحكم عليه بالموت، فمزق ثيابه تعبيرًا عن ضيقه لهذا التجديف. وكان هذا التمزيق معناه نهاية الكهنوت اليهودي، ليبدأ الكهنوت المسيحي بالمسيح رئيس الكهنة الذي قدّم نفسه ذبيحة على الصليب، مخلّصا لكل المؤمنين به. وهذا يُظهر مدى شر رئيس الكهنة، الذي لم يفحص هل هو المسيح ابن الله أم لا، بل اعتبر كلامه تجديفًا، واتخذها فرصة للحكم عليه، وهيَّج المجمع لإصدار حكم الموت على المسيح. ع66: طلب رئيس الكهنة من المجمع أن يحكموا على المسيح، فأصدروا حكمهم عليه بالموت باعتباره مجدفا، والشريعة تقضى برجم المجدف، ولكنهم لم يرجموه خوفا من الشعب، بل طلبوا تأييد السلطة المدنية لحكم الموت، ونالوا ذلك عن طريق بيلاطس الذي أمر بصلبه، لأن الرومان يحكمون بالصلب على المجرمين. وجدير بالذكر أنه قد تمت محاكمة المسيح ست مرات: الأولى: في بيت حَنَّانَ حما قَيَافَا ورئيس الكهنة السابق (يو 18: 19-24). الثانية: المذكورة في (ع57)، وكانت في بيت قَيَافَا رئيس الكهنة الحالي، حيث اجتمع الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب، ليحاكموه ويمسكوا أخطاء عليه بحسب ناموسهم، فتكون لهم حجة في قتله. وحوكم المحاكمة الثالثة في صباح يوم الجمعة (مت 27: 1-2)، أمام مجمع السنهدريم، لأنه لا يصح بحسب الشريعة إصدار الحكم ليلا، فاعتمدوا حكم قَيَافَا في صباح الجمعة (يو 18: 28). ثم تمت محاكمته مدنيا ثلاث مرات أخرى، اثنتين أمام بيلاطس (مت 27: 2-24؛ مر 15: 1-15)، وواحدة أمام هيرودس (لو 23: 6-12). ع67-68: بدأ الاستهزاء بالمسيح وتعذيبه، فبصق جنود رؤساء الكهنة عليه ولكموه، وغطوا وجهه ثم لطموه، قائلين: "تنبأ لنا أيها المسيح من ضربك." أي أنه يدّعى النبوة وهو رجل ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المحاكمة بالنزال |
المحاكمة الظالمة |
المحاكمة |
المحاكمة |
المحاكمة |