|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب الأب يوسف أخو الأب بيمين، وقديسون آخرون باسم أنبا يوسف - المقدس يوسف حبيب
مقدمة يوجد كثيرون من القديسين باسم أنبا يوسف، وهناك خلط في سير بعضهم كما تبين ذلك من المراجع التي رجعنا إليها، وفي إيجاز نستطيع أن نستخلص بعض هذه الشخصيات. 1 - الأب يوسف أخو القديس أنبا بيمين كان شيخًا يكبر بيمين الذي تنيح في منتصف القرن الخامس الميلادي. 2 - الأب يوسف من انيفو (حاليًا المنزلة) ذكر عنه بلاديوس أن أولوجيوس أحد مشاهير الرهبان في القسطنطينية ذهب مع زملاء له لزيارة الأب يوسف في قلايته في "أنيفو". وفي مكان آخر يذكر أن بعض الآباء كانوا يمرون على "أنيفو" ليسألوا الأب يوسف بعض الأسئلة. 3 - الأب يوسف الاسقيطى ترهب وهو صبى بالاسقيط. 4 - الأب يوسف في عسقلان بفلسطين 5 - الأب يوسف المعاصر للقديس أنطونيوس الكبير المتنيح سنة 356 م، وقيل عنه أنه كان وقتئذ شيخًا. 6 - الأب يوسف الطبايسى المتوحد بمصر نسأل الله أن ينفعنا بصلوات هؤلاء القديسين، ولإلهنا المجد دائمًا أبديًا آمين. يوسف حبيب |
12 - 07 - 2014, 02:13 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأب يوسف أخو الأب بيمين، وقديسون آخرون باسم أنبا يوسف - المقدس يوسف حبيب
الأب يوسف أخو القديس الأنبا بيمن من شيوخ برية شيهيت عاش في القرن الخامس ويمتاز بدرايته في الإرشاد والإفراز (التمييز في الأمور الروحية) حتى أن الأنبا بيمن نفسه مع شهرته الفائقة في القداسة ومع ما ناله من مواهب صنع المعجزات كان يطلب إرشاده ويسأله فيما هو نافع للنفس وسنذكر ذلك فيما بعد.. مكانة الأب يوسف(1) رغم أن الأب بيمين كان شيخًا له دراية في الأمور الروحية إلا أنه كما ذكر عنه لما كان يزوره أحد ليستشيره في أي أمر من الأمور كان يرسله إلى الأب أيوب أخيه، وما ذلك إلا رفضًا منه الكرامة وإعطائها لأخيه الذي بالتالي كان هو أيضًا يعطى الكرامة للأب بيمين معتذرًا بأن مواهب هذا الأخير كثيرة - وكان الاثنان يعتذران في النهاية إلى الأب يوسف(2)! الأب يوسف كمرشد * سأل الأب يوسف الأب سيسوى(3) قائلًا: كم من الزمن يحتاج الإنسان لقطع الآلام(4)؟ قال له الشيخ: "هل تريد أن تعرف متى تقطع الآلام؟، أجاب الأب يوسف وقال له "نعم" - قال سيسوى "ينما تتحرك فيك الشهوة اقطعها حالًا". * كانت للأب يوسف حكمة خاصة في الإرشاد مثل الطبيب الحاذق المتدرب، وكان يعطى النصيحة لكل واحد حسب حالته الروحية واحتماله، لذلك، نراه في القصة التالية يعطى نصيحة للأب بيمين الشيخ الذي جاء يسترشد عن الأفكار الشريرة. سأله الأب بيمين قائلًا: ماذا يجب على أن أفعل عندما تحضر أفكار شريرة لذهني؟ هل أطردها أم أجابهها. فأجابه الأب المختبر قائلًا: دعها تدخل وحاربها بنشاط وكأنه يقول له: لماذا تهرب من الجهاد وأنت رجل شيخ(5)؟! ويبدو أن هذه الأفكار تكون غير متعلقة بشهوات الجسد، التي يجب طردها فورًا، وذهب إليه راهب آخر(6) وسأله نفس السؤال السابق فأجابه "لا تدع الأفكار تدخل إلى ذهنك بأي حال من الأحوال لكن اطردها فورًا"(7). سمع الأب بيمين بنصيحة الأخ فمضى لوقته إلى الأب يوسف يسأله عن هذا الازدواج في النصيحة بشأن الأفكار. وقال له: "يا أبى لقد أعطيت إرشادًا مختلفًا عن أمر واحد بعينه لكن لماذا؟". أجاب بان النصيحة الأخرى التي للأخ فهي الطريق الأسلم والأعم بكل النفوس، فيتحتم الهروب من الشر وطرد الأفكار الشريرة في الحال بكل يقظة ونشاط بالصلوات المستمرة والتدريب على كراهية الخطية ونبذها والشعور بمرارتها. وسأله أحد الإخوة: ماذا أفعل لأن الأفكار التي تقاتلني كثيرة ولا أعرف كيف أقاومها وأحاربها وأجاهد ضدها؟!" أجابه الشيخ: لا تقاتلها جميعها ولكن أعلن الحرب على واحدة فقط منها -الأكثر خطرًا- لأن كل الأفكار الشيطانية لها رأس واحد فقط ومن الضروري للإنسان أن يفهم وأن يقوم بالحرب ضد الرأس فقط لأنه فيما بعد سوف تسقط وتزول جميع الأفكار الأخرى تمامًا كما في الحرب إذا ظهر في الميدان أحد الرجال العظام فإن الرجال في الميدان الآخر يفعلون كل ما في طاقتهم لكي يقفوا ضد ذلك الرجل العظيم وحده، لأنه إذا قهر ذلك العملاق العظيم في الحرب فإن باقي الرجال الذين في المعركة سوف يولون الأدبار فارين، وبهذه الكيفية فإن هناك رأسًا واحدًا لكل الأفكار الشريرة التي تأتى من الشياطين سواء أكانت أفكار زنى -عيش مسرف- محبة المال.. أو الجولان من مكان لآخر. اقتنع الأخ وابتدأ يقاتل الخطية وعرف خطرها وأعلن الجهاد ضدها وهكذا تخلص من شر القتالات(8). تمييز أفكار الدينونة: سأل أحد الإخوة الأب وقال له: "إذا ما ريت شخصًا يفعل أمرًا ما وأخبرت الإخوة عنه، ولم أقصد من وراء ذلك دينونة أو النيل من كرامة.. بل كأني كلماتي بريئة وبسيطة فهل تحكم على هذا الحديث بأنه من الشرير؟ أجابه قائلًا " إذا كانت هناك خطية في القلب أو أي ضغينة أو حتى انفعال غضب أو ذكريات قديمة أو أي أمر يجعلك تنفعل وتثور أثناء الحديث فإن هذا الحديث يعتبر خطية إذا رددته، ولكن إذا كان الكلام يزيد المحبة ويضفى السلام فيخلو من الشر وبالتالي وبالتالي يكون مفيدًا. الأب يوسف يجتاز ضيقة شديدة(9) حدث مرة أن رأى الإخوة الأب يوسف حزينًا ومتكدرًا للغاية فسألوه لكي يخبرهم عن سبب حزنه، ولكنه لم يحادثهم.. وابتدأوا يقولون لبعضهم: ماذا يا ترى الذي أحزنه؟ إننا قد مكثنا معه سنين كثيرة ولم نره من قبل في مثل هذا الحزن والألم -ربما نكون قد أحزناه بطريقة ما- حينئذ ضربوا له مطانية قائلين: "ربما نكون قد أغضبناك في أمر ما فسامحنا لأجل محبة يسوع". فأجاب الشيخ وقال: "لا بل سامحوني أنتم أيها الإخوة فأنتم لم تخطئوا لي ولكنني متألم من ذاتي لأني أرى أنى في تأخر مستمر وأرجع للوراء. بدل من التقدم للأمام، أيضًا لأني أرى أننا في الوقت الحاضر نخسر أنفسنا أكثر من أي وقت مضى لأن التهاون وعدم الخوف قد تسلطا علينا، وقص عليهم ما كان الآباء يعملونه حينما كانوا يجتمعون معًا إذ كانوا يتجهون وينشغلون بقلوبهم في أمور الحياة الأبدية والمحبة تملأهم بعضهم نحو بعض، أما نحن فلست أعلم لماذا -طرأ علينا الاسترخاء حتى كثرت خطايانا (وأراد أن) وأكمل قائلًا إني متألم لأننا نعطى أنفسنا الكرامة ونرفع أنفسنا على حساب الآخرين وبالتالي نسلب الآخرين كرامتهم ونسيء إلى إخوتنا وليس هذا فحسب بل ونحو الضيوف الذين يأتون من العالم لزيارتنا- ولهؤلاء نكون حجر عثرة وسبب خسارة وذلك لأنهم يتخذوننا قدوة. وقد شكا الأب سلوانس والأب لوط للأب يوسف عدم استطاعتهما الاستمرار في النمو في حياتهما الروحية في هذا المكان وأنهما يريدان أن يغادرا هذا الموضع، وقد قال الأب لوط أن أحد الضيوف وبخه قائلًا إنني لا أظن أنك راهب بالفعل؟ أجابهما الأب يوسف قائلًا: "ماذا تظنون؟! هل نستمر على هذه الحال أو أن نقوم من تراخينا ونلاحظ جيدًا وصايا الإنجيل وروح آبائنا ونعمل على تنفيذها. وصدقوني إن كنتم لا تطيعوني في ذلك فإني أرحل بعيدًا عنكم. ولما قال الأب يوسف هذا الكلام على مسمع من الإخوة كان وقعه شديدًا عليهم ولم يستطع أحد أن يعلق بكلمة فحدث سكون لمدة طويلة وقام أحدهم ليقرع الجرس يدعو الرهبان الذين لما حضروا علموا ما قاله الأب يوسف وعرفوا مصدر حزنه وضيق نفسه وبدأ كل واحد منهم يبكته ضميره وأخيرًا قاموا بنفس واحدة وألقوا بأنفسهم أمامه قائلين: "سامحنا أيها ألأب من أجل محبة يسوع. حقًا لقد أغظنا الله بأعمالنا التي عملناها: وصنع الأب يوسف لهم مطانية أيضًا وقال لهم أن الله دعانا لكي ننال كمال الفضيلة، وأنا أرجوكم أن تأتوا وتصلوا معي وتتوسلوا إلى ألله لكي تجوز عنا قوات إبليس العدو، لأني كنت أراهم واقفين في غيظ يريدون الفتك بنا جميعًا إذا لم يقم الله وينهض لمعونتنا ويرحم شقاوتنا. ولما قال هذا وقعوا جميعًا على الأرض ورفع يوسف قلبه نحو السماء وابتدأ يصلى قائلًا: ".. لترتد أسلحتهم إلى قلوبهم وتنكسر سهامهم واجعلهم يا الله مثل التراب أمام الرياح وليقم الله الآن ولتتفرق جميع أعدائه يا الله خلصنا يا أيها السيد التفت إلى معونتنا وصلى جميع الإخوة صلوات المزامير معًا بعد ذلك، وكان هناك بكاء شديد من الإخوة ووقعوا على عنق الأب يوسف وقبلوه ثم قاموا من أمامه وقلوبهم تنطق: "يا الله القدوس، يا الله العظيم غير المائت اصنع معنا رحمة" وفي تلك الأثناء كانوا يسمعون أصوات غريبة كأنها أصوات فرسان وكان هناك كمن يتكلم بغيظ ويقول: "لا ينبغي لكم أن ترحموهم.. من هم الرهبان حتى يقفوا ضدنا؟ لولا معونة الله لهم لأهلكناهم.." فعلموا أن هذه قوة الشيطان الذي كان مرابضًا حولهم والتي حدثهم عنها الأب يوسف سابقًا. وجاء الإخوة إلى الأب يوسف قائلين: اغفر لنا وصل لأجلنا لكي يسامحنا الله لأننا أخطأنا إليه وأغظناه. حينئذ قال لهم الأب يوسف: تقووا في الرب وفي شدة قوته والتفتوا لذواتكم وتأملوا..! قد تأكدتم بأنفسكم إن عدونا يجول كأسد زائر راغبًا في أن يبتلع من يفترسه! فليترك كل واحد ماله على أخيه وتقووا بمحبة الرب يسوع واقتربوا إليه فيقترب إليكم وينهض لمعونتكم ضد عدوكم،وإذا لاحظتم روح آبائنا فإنى أؤكد لكم أن الشيطان لا يستطيع أن يضركم وأن البربر أيضًا سوف لا يأتون إلينا ولكن إذا توانيتم فصدقوني أن هذا المكان سوف يترك لكم خرابًا. وكانت محبة الإخوة تزداد بعضهم لبعض وعاشوا في محبة وخوف الله. وحدث بعد ذلك أن الأب يوسف أرسل أحد الإخوة ليستدعى الأب سلوانس والأب لوط، ولما علم هذان الأبوان بما حدث بين الإخوة شكرا الله، وكان لما حدث أثر بالغ في نفسيهما حتى إنهما لم يستطيعا أن يمنعا الدموع من أن تنهمر من أعينهما.. ، ومجد الجميع الله الذي لم يرفض الذين التجأوا إليه.. وأخذ الأب يوسف بعدئذ يكثر من افتقادهما وإرشادهما وتعزيتهما. وفيما يختص بالقوانين والأوامر التي وضعها الإخوة بينهم وبين أنفسهم قد ساروا بموجبها تمامًا في يقظة واجتهاد كل أيام حياتهم في خوف الله وفي عيشة مرضية حتى يوم نياحتهم. درس في الصلاة(10) ذهب الأب لوط إلى الأب يوسف مرة متضجرًا من الصلوات والأصوام وقال للأب يوسف إني أتلو صلواتي وأصوم قدر قوتي فماذا ينبغي أن أفعل أكثر!؟ ويبدو من السؤال كأنه كان غير مقتنع بما يفعل فلم تعد الصلاة والصوم مصدر إشباع ونمو له ولم يعرف كيف يصلى..! أما الأب يوسف فلم يجبه على السؤال بكلمة واحدة لكنه وقف للصلاة معه، وبينما كان الشيخ القديس في انسحاق روحي يرفع يديه ويصلى كان وجهه يضيء بمحبة الله وكانت يداه المرفوعتان تظهران كأنهما ملتهبتان من حرارة الصلاة - أما الأب لوط الذي كان يحس في ذلك الوقت أنه في حضرة الله فلم يستطع أن يقف على قدميه وطرح ذاته على الأرض وأخذ يقرع صدره قائلًا.. ويلي لقد أضعت زماني في الفتور والتهاون وظننت أنى شيء.. فقد أحس بعظمة الصلاة وقوتها، ولما انتهيا من صلاتهما وقبلا بعضهما انصرف الأب لوط دون أدنى كلمة واحدة.. فقد اختبر شيئًا جديدًا. وبعد أيام ليست بكثيرة زار الأب لوط الأب يوسف وسأله كيف يصلى فأجابه الشيخ إنك لم تصبح بعد راهبًا فتقوى لأن الراهب ينبغي أن يكون شعلة متوهجة. جهاده الأخير ونياحته روى عن الأب يوسف(11) أنه لما قارب أن يتنيح لم يفارقه شيوخ المنطقة ويقال أيضًا أنه نظر إلى النافذة ورأى الشيطان جالسًا كأنه يحاول أن يرعبه، ولكن الأب نادى تلميذه في ثبات وقال له أحضر لي عصا هنا لأن الشيطان يظن أنى أصبحت كهلًا لا أستطيع أن أقوم وأقاومه.. وأمسك بالعصا بقبضة يده وحاول القيام وفي تلك الأثناء تحول الشيطان إلى شكل كلب ألقى بنفسه من النافذة وهرب من الشيخ. ويظهر أن الشيخ عاش إلى سن متقدم جدًا فهو يكبر الأب بيمين رغم أن هذا الأخير تقدمت به السنون. من أقوال الأب يوسف: "نحن أخوة هذا الزمان نأكل وننبح الجسد، من أجل هذا لا ننمو مثل آبائنا لأن آباءنا كانوا يبغضون جميع نباح الجسد، ويحبون كل الضيقات من أجل الله، ولهذا اقتربوا إلى الله الحي". يوجد ثلاثة أمور مفضلة أولها أن يؤدى الإنسان عمله من أجل الله فقط ولهذا لا يرائي فيه وثانيهما أن يكون الإنسان إبان مرضه وفي أثناء تواتر المحن والتجارب عليه راضيًا شاكرًا وثالثهما أن يداوم الإنسان على طاعة أب روحي يعمل بحسب مشورته وبهذا يؤهل الإنسان نفسه لإكليل لا يفنى. _____ الحواشي والمراجع: (1) يوسف كلمة عبرية معناها "فرح القلب". (2) The Paradise of the Holy Fathers, P. 112. (3) سيسوى الكبير من مشاهير الرهبان في شيهيت نزح إلى الصحراء منذ حداثته وترهب تحت القيادة الرشيدة للأب هور وصل إلى قمة التواضع وأُعْطِيَت له موهبة المعجزات وتنيح حوالي سنة 429 م. - هو شوشاى وشيشاى. (4) قطع الآلام: أي الانتصار على الشهوات. (5) هذا التدريب لا يعطى إلا لمن صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر كما أنه يعطى لمن لهم قوة في الجهاد وقدرة على احتمال التعب وقمع النفس. ولا يعنى ترك الأفكار تدخل ويقبلها الإنسان ويتناقش معها بطلاقة ويرحب بها لئلا ينخدع فيسقط ولكنه يقصد زيادة في الجهاد بالنسبة لشيخ مختبر حتى يكون له أجر أكثر، فمن ترك الفكر يدخل إليه ينبغي أن يعلم أنه سيتقابل مع جليات الجبار. وعلى العموم فهذا تدريب خاص أعطاه مرشد روحي مسئول عنه ولا يعطى إلا في حالات روحية ممتازة استثنائية. (6) ذكر "بلاديوس" جزء ثان ص 260 أن ذلك الراهب كان قد جاء من طيبة إلى الإسقيط، ولما عاد من الإسقيط إلى طيبة أعلن أمام الجميع عما أخبره به الأب يوسف - وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الاهتمام بالإرشاد الروحي في ذلك الزمان. (7) ينبغى أن تعطى النصيحة لكل إنسان بالهروب فلا يدع الأفكار تدخل إلى قلبه لئلا يسقط. ولذا ينبغي على كل من تحاربه الأفكار الشريرة ولاسيما الشهوات الجسدية أن يشغل فكره دائمًا بأي أمر من الأمور النافعة والمحببة لنفسه - ويقول أحد المختبرين لشاب محارب "أملأ فكرك وقلبك بمحبة الرب يسوع دائمًا ولا تخف حينئذ من هجوم الخطية".. (8) وردت هذه القصة بالبستان الجزء الثالث ص 76 كالآتي: "سأل أخ شيخًا قائلًا: أي شيء أصنع فإن أفكارًا كثيرة تقاتلنى ولست أدرى كيف أقاتلها؟ قال له الشيخ: "لا تقاتل مقابل الكل دفعة واحدة ولكن قاتل واحدة فقط لأن الأفكار لها رئيس فاجعل همك إلى رئيسها، فإذا هزمت ذلك الفكر فقد إنهزمت البقية". (9) The book of paradise ص 683-685 ومن ص 890-893. (10) The book of paradise ص 950. (11) عن Budge ص 25 الجزء الثاني، وكتاب Wit and Wisdom ص 32. |
||||
12 - 07 - 2014, 02:15 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأب يوسف أخو الأب بيمين، وقديسون آخرون باسم أنبا يوسف - المقدس يوسف حبيب
الأب يوسف من أنيفو هذا القديس من رجال القرن الرابع، وكانت له طريقة خاصة في معاملة الناس، ضيوفًا كانوا أو إخوة، وكان يلقب (بمبغض الرياء) - فهو لم يخضع لنظم الحياة النسكية كقوانين جامدة يلتزم بالسير بموجبها بقدر ما استعان بها كوسائل فعالة للنمو في حياة التقوى والفضائل فكان يهتم بزائريه اهتمامًا خاصًا، وإليك بعض من نواحي حياته المتعددة الأطراف. ضيافته للغرباء زاره مرة أحد الآباء يدعى أولوجيوس -وكان هذا الأب يحيا حياة صارمة في التقشف في مدينة القسطنطينية حتى نال صيتًا وشهرة فائقة وكان الأب يوسف رئيسًا لقرية تميوس بمركز السنبلاوين مكانها الآن تمى الأمديد- وكان على جانب كبير من المعرفة حتى أنه كان يتحدث مع ضيوفه باليونانية دون حاجة إلى مترجم وربما لشهرته هذه جاء الأب أولوجيوس لزيارته في قلايته في "أنيفو". رحب المتوحد بهؤلاء الغرباء وقبلهم بسرور حسب عادته وأوصى تلميذه أن يصنع بعض الأطعمة الجيدة التي توافق الضيوف وتعبر عن إكرامه لهم وقدم لهم أفضل ما كان عنده واستضافهم بمحبة تثيرالعجب، وأما الأب أولوجيوس فلم يرد أن يأكل من هذه الأطعمة، وظل مطرقًا رأسه إلى أسفل ولم يرد أن يشارك الاخوة في طعامهم وقال أحد الإخوة من أتباع أولوجيوس للأب يوسف: "يا أبى إن الأب أولوجيوس لا يأكل هذه الأطعمة!" أما الأب يوسف فلم يتكلم بل كان يأكل صامتًا ولم يجب بشيء وظلوا على هذا الحال ثلاثة أيام، وزاد الأمر دهشة أن ضيوفة لم يسمعوه طيلة هذه المدة يصلى أو يرتل بالمزامير لأنه كان يفعل ذلك خفية دون أن يعلم به أحد. ويبدو أن الإخوة قد خاب ظنهم إذ كانوا يتوقعون أن يروا رجلًا ممتازًا ومواهبه وتركوا أنيفو وهم غير متأثرين. عبادة القديس الخفية مضى الإخوة في طريقهم وكأنهم يوبخون أنفسهم لأنهم لم يستطيعوا أن ينتفعوا شيئًا! لكن الله الذي يرى في الخفاء أراد أن يظهر عبادة هذا القديس الخفية ويعلن أمام هؤلاء جمال العشرة الداخلية السرية فسمح بأن يضلوا الطريق، فاضطروا أن يعودوا في نفس اليوم إلى قلاية القديس مرة ثانية(2)، ولما اقتربوا من الباب سمعوا الأب يوسف يرتل بصوت عال فتوقفوا فترة أمام الباب وانتظروا أن ينتهي من ألحانه الجميلة فلم ينته وأخيرًا قرعوا الباب ولما فتح الباب كان وجهه بشوشًا عليه إمارات السرور والمحبة وجرى أحد تلاميذ أولوجيوس داخل القلاية لكي يحمل قليلًا من الماء إلى أولوجيوس الذي كان شديد العطش، وما كاد أواوجيوس يشرب من الماء حتى توقف ولم يستطع أن يشرب لأنه كان في فمه شديد الملوحة! لقد شعروا جميعًا أن الله وحده هو الذي هيأ لهم العودة إلى الأب ولقد أثار هذا الدهشة في قلب اولوجيوس وتلاميذه وتعجبوا كيف أن الأب لم يكن يرتل حين كانوا في ضيافته لكنهم لما عادوا وجدوه لا يكف عن التسبيح كما أنهم لما كانوا في ضيافته كان يأكل معهم أشهى الأطعمة لكنهم الآن وجدوا أن الماء الذي كان يشرب منه ماء مالح. ألح عليه الأب أولجيوس أن يعرفه عن هذا السر، فلم يجب الأب يوسف الذي كان متحفظًا في كلامه، لكنه أوضح أنه من المستطاع أن يكون الإنسان متقشفًا جدًا دون أن يحمل زواره متاعب تقشفه، هذا فضلًا عن أن حياة القداسة هي حياة داخلية، وقال لمحدثه بوداعة: "لقد شربت الماء الذي يشربه جميع الأخوة عادة لكنه كان ينقصه حلاوة المحبة، ففهم أولوجيوس الدرس وخرج منتفعًا. إخفاء فضائله جاء مرة إلى الأب يوسف بعض الأخوة في أنيفو وسألوه قائلين: "كيف يمكن أن نقابل الأخوة الذين يزوروننا؟ وهل يكون إكرامنا لهم معطلًا لنظام حياتنا الروحية" أما الأب يوسف فلم يجب بشيء بل ذهب في هدوء وأحضر مقعدين بسيطين وطلب إليهم أن يجلسوا ثم تغيب برهة داخل قلايته حيث لبس ملابس رثة وأتى وجلس بينهم وبعد برهة أبدل هذه الملابس بملابس جديدة ثم ارتدى ملابسه العادية - وأما الضيوف فكانوا متحيرين ولم يفهموا ما فعله هذا الأب وهموا بسؤاله فقال لهم الأب يوسف في وداعة قد رأيتم جيدًا أنى ما تغيرت بارتداء أي نوع من أنواع الملابس.. أنا نفسي مهما ارتديت من مختلف الثياب، وأن المظهر الخارجي لا يغير من الحقيقة. فاذهبوا وأكرموا إخوتنا الضيوف وليكن ذلك دائمًا بسرور - ولدينا متسع من الوقت للبكاء على خطايانا عندما نخلو إلى أنفسنا. ولما سمعوا هذه الكلمات مجدوا الله وفهموا روح تعاليم الكتاب المقدس وانصرفوا فرحين. إن الأب يوسف الذي نحن بصدده كتب عنه يوحنا كاسيان المؤرخ الشهير لأنه كان قد تقابل معه شخصيًا بل أقام من أجله ومن أجل آخرين سبع سنوات في مصر، وقد خلف لنا كاسيان الكثير من أقوال هذا القديس وسننشرها في كتاب خاص بها إن شاء الله. _____ الحواشي والمراجع: ← عن كتاب Nicene and Past Nicene Fathers, Vol XI - John Cassian. (1) كانت مدينة عظيمة هدمها الزلزال وهي المنزلة حاليًا. (2) ذكر "شينو" أن الله أنزل هناك ضبابًا كثيفًا حتى أنهم ضلوا الطريق دون أن يدروا ووجدوا أنفسهم قد عادوا أمام القلاية التي تركوها. |
||||
12 - 07 - 2014, 02:16 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأب يوسف أخو الأب بيمين، وقديسون آخرون باسم أنبا يوسف - المقدس يوسف حبيب
الأب يوسف الإسقيطي هو أب قديس من آباء البرية ترهب وهو صبى في الإسقيط، انتصر على الشهوات وتعلم حياة الفقه في سنى حياته المبكرة وكان حارًا في العبادة مداومًا على الصوم والصلاة والسهر، ضرب لنا مثالًا في كيفية استخدام هذه الأسلحة، وبنعمة المسيح المؤازرة له والاتكال عليه انتصر مشجعًا نفوسنا. روى أن رجلًا من العلمانيين كان معه ابن فطيم، فذهب به إلى الإسقيط ولما طالت مدة إقامتهما هناك كبر الصبي ونشأ فرهبنة.. ، وحدث بعد رهبانيته بقليل أن بدأت الشياطين تحرك فيه الشهوة الرديئة، فقال لأبيه "إني ماض من ههنا إلى العالم لأني لست قادرًا على أن أصبر على هذا القتال الصعب"، لكن أباه عزاه وكان يطلب إليه ألا يمضى، لكن الشاب كان يعود إليه ويقول: "يا أبى لست قادرًا أن أقيم ههنا، اتركني أمضى" فقال له أبوه أخيرًا "أطعني يا ابني هذه المرة فقط وخذ معك ثمانين خبزة وخذ كذلك من الخوص ما يكفى لعملك مدة أربعين يومًا وامض إلى البرية الداخلية وأقم هناك إلى أن تفرغ من خبزك وعملك، وبعد ذلك لتكن مشيئة الله"، فأطاعه الحدث ودخل إلى البرية الداخلية، وأقام بها يتعب ويضفر الخوص ويأكل خبزًا يابسًا، فلما أتم عشرين يومًا ظهر له الشيطان في شكل سوداء.. وقال له أنا الذي أزرع في قلوب الناس الأفكار الرديئة وأجعلهم يشتهون.. لكن الله لم يتركني أخدعك وأسقطك في الهلاك، فشكر الشاب الله وعاد إليه أبيه قائلًا: "لست أريد أن أمضى إلى العالم يا أبى، لأني قد رأيت العدو وتأففت من رائحته(1). _____ الحواشي والمراجع: (1) عن بستان الرهبان. |
||||
12 - 07 - 2014, 02:17 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأب يوسف أخو الأب بيمين، وقديسون آخرون باسم أنبا يوسف - المقدس يوسف حبيب
الأب يوسف قس إسكالون بفلسطين كان هذا الأب قسًا على هذه المدينة وكان الفساد منتشرًا فيها وكان هذا الأب يجاهد لكي يكسب المسيح شعبًا من هذه المدينة وكانت له خبرات كثيرة في كيفية مناقشة البعيدين كما أن قصصًا كثيرة في كيفية مناقشة البعيدين كثيرة منسوبة إليه بشأن الطهارة والعفة وقد روى لنا هذا الأب إحدى القصص عن أحد التجار الأغنياء الذي كان قد اقترض من أصدقائه بعض السلع ليتاجر بها لكنه فقد كل شيء على أثر عاصفة شديدة أغرقت سفينته ونجا بنفسه أخيرًا. لما رجع إلى المدينة وطالبه دائنوه لم يستطع أن يوفيهم شيئًا فاستولوا على كل بيته ولما لم يكفهم ذلك أمسكوه وسلموه إلى السجن فبقيت زوجته بلا عائل تتسول. واستطرد الأب يوسف يقول ظل هذا التاجر المتقى الرب محتملًا وشاكرًا ومتمسكًا بكماله لكن إبليس -خزاه الله- أراد أن يجربه خاصة والعائلة مشتتة بهذه المحنة. حدث أن أحد وجهاء المدينة دخل في قلبه الشيطان وأراد أن يفسد طهارة المرأة وأغراها بأن يوفى جزءًا كبيرًا مما على زوجها، وحالما سمعت المرأة القديسة هذا الكلام هربت من أمام وجهه بسرعة وهي تقول قلبًا نقيًا أخلقه في يا الله ثم هتفت من أعماق قلبها ألست أنت يا رب توفى عن المديونين؟ ذهبت المرأة إلى زوجها وكانت حزينة النفس جدًا حتى أنها بكت فسألها زوجها ظانًا أنها حزينة من ضيقتها وأراد أن يطيب نفسها ولكنها أخبرته عن سبب حزنها. وجلسا سويًا يتعزيان بكلام الله ثم صليا وودعا بعضهما بعضًا وكان زوجها يقول لها: "إن لي رجاء في إلهنا أنه سوف لا يهملنا أو يتركنا أبدًا". ثم قال الأب يوسف أنظروا يا إخوتي كم أن الله يبقى أمينًا إلى الأبد فقد سمح الرب أن يسمع هذا الكلام أحد المسجونين فكان له وقع عجيب حتى اهتزت نفسه بهذا الكلام وتعجب كيف أن حياة الطهارة ثمينة بهذا المقدار وما هو مقدار السعادة والتعزية التي أعطاها الله لهؤلاء الذين يتقونه.. وقال في نفسه ينبغي على أن أرجع إلى الله لعله يقبلني لأني سمعت أن الله يقبل الخطاة، وأنها فرصة ثمينة للتوبة،وعلى أن أصنع رحمة مع التاجر. ثم تحدث إلى التاجر وقال له قد علمت أنك متقى الله وقد تعزيت بالأمس بما سمعته من كلام الحياة الذي كلمت به زوجتك. والآن إن إلهك حرك قلبي الجامد للتوبة خاصة وإني بعد أيام سوف أحاكم من أجل أعمالي الرديئة فتعال أخبرك ماذا تفعل من أجلى لكي تخلص نفسي، إن لي بعض الثروة كنت قد خبأتها في المكان (الفلاني) فأرجو أن تذهب امرأتك وتنقب عنها ومتى وجدتها تسدد منها ما عليك من دين، وهكذا تخلص التاجر من السجن وعاد لمنزله فرحًا وعاش مع زوجته في سعادة، وأخذ يزور المسجون التائب وينفق عليه حتى يوم الإفراج. _____ الحواشي والمراجع: (1) مدينة اسكالون من أقدم مدن العالم كان بها هيكل إله الجمال عند الإغريق وكانت موطنًا لهيرودس الكبير ولكنها خربت كلية منذ 1270 م. |
||||
12 - 07 - 2014, 02:18 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأب يوسف أخو الأب بيمين، وقديسون آخرون باسم أنبا يوسف - المقدس يوسف حبيب
الأب يوسف المعاصر للقديس أنطونيوس من رجال القرن الرابع كما يؤخذ ذلك من زيارته للأنبا أنطونيوس، وعرف بفضائله وبكلماته النموذجية التي نقلت شفاهًا بين الرهبان من أجل البنيان الهام للنفوس - وكان هذا الأب من مشاهير شيوخ البرية الممتازين. وذكر بلاديوس عنه: ذهب الأب يوسف يومًا بصحبة اثنين من المتوحدين المتقدمين في الأيام لزيارة الأنبا أنطونيوس الكبير في الجبل، وأراد أبو المتوحدين أن يمتحنهم فوجه حديثه إلى الكتب المقدسة وسألهم الواحد بعد الآخر، وكان كل واحد يجيب حسب قوته، وكان القديس أنطونيوس يقول عند كل رد أنه ليس بالرد المطلوب، ولما جاء دور الأب يوسف سأله: "وأنت كيف تشرح هذا الجزء؟" فرد الأب يوسف بتواضع: "القول الحق يا أبى لا أعرف، فأنا غير قادر على ذلك تمامًا" فرد القديس أنطونيوس قائلًا: حقًا إن الأب يوسف وحده هو الذي وجد الطريق ليقول الرد الصحيح وهو لا أعرف. |
||||
12 - 07 - 2014, 02:19 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الأب يوسف أخو الأب بيمين، وقديسون آخرون باسم أنبا يوسف - المقدس يوسف حبيب
الأب يوسف الطبايسي المتوحد بمصر | التبايسي أو "التبايسي"، وقد ذكر "شينو" هذا الاسم وذكر تحت هذا العنوان بعض القصص(1)، كما أورد بستان الرهبان(2) بعض الأقوال منسوبة إليه. _____ الحواشي والمراجع: (1) شينو من 133-136. (2) ص 49 جزء ثان. |
||||
|