|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اهتمام الله بالطيور السبت 29 سبتمبر 2012 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث أول تأمل نأخذه من طيور السماء هو اهتمام الرب بها. وهذا هو الذي ذكره الرب في العظة علي الجبل إذ قال انظروا إلي طيور السماء:إنها لاتزرع ولاتحصد ولاتجمع إلي مخازن وأبوكم السماوي يقوتهامت6:26. ليس فقط الطيور الجميلة,وإنما أيضا يعطي طعاما لفراخ الغربان التي تدعوهمز147:9. وهكذا أعطانا الرب درسا في عنايته بنا,من تأمل عناية الله بهذه الطيور. 0إنه يعتني بالطير في غذائه وفي حمايته له. وهكذا يقوللاتخافوا من الذين يقتلون الجسد..أليس عصفوران يباعان بفلس, واحد منهما لايسقط بدون أبيكم فلا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرةمت10:28-31إنه درس لنا إن كان الله يهتم بحماية عصفور ثمنه نصف فلس فكم بالحري يهتم بنا لذلك قال في هذه المناسبة وأما أنتم فحتي شعور رءوسكم جميعا محصاةمت10:30لو12:7,6. وفي حمايته لهذه الطيور الصغيرة والتأمل في ذلك لنثق في حمايته لنا,يقول المرتل في المزمورنجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ انكسر ,نحن نجونا, عوننا من عند الرب الذي صنع السموات والأرضمز124:8,7. 0ومن اهتمام الله بالطيور أنه منحها مواهب معينة: مواهب في الغناء كما منح البلبل الغريد ,والعصفور المغني,والحمامة التي تهدل وغير ذلك من الطيور المتعددة الأصوات في جمالها. ومنح الله الطيور جمالا,مثل الطاووس في جمال ريشه وذيله. ومنح بعضها قوة مثل النسور التي قيل عنها في سفر أشعياء النبي وأما منتظرو الرب فيجدون قوة.يرفعون أجنحة كالنسور يركضون ولايتعبون,يمشون ولايعيونأش40:31وقيل في المزمور يجدد مثل النسر شبابكمز103:5. 0ومن اهتمام الرب بالطيور,إنه راعي مشاعر الأمومة عندها. وهكذا قال في سفر التثنيةإذا اتفق قدامك عش طائر في الطريق في شجرة ما أو علي الأرض فيه فراخ أو بيض والأم حاضنة الفراخ أو البيض فلا تأخذ الأم مع الأولاد أطلق الأم,وخذ لنفسك الأولاد...تث22:7,6. 0 أيضا نلاحظ أن الرب قد كلف بعض الطيور بمسئوليات قامت بها: كلف بعض الغربان بإعالة إيليا النبي وقت المجاعة فأمره أن يختبيء عند نهر كريث,وقال لهفتشرب من النهر وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك1مل17:4,3وبالمثل قامت الغربان بإعالة القديس الأنبا بولا السائح. ولاننسي الدور الذي قامت به الحمامة في أيام أبينا نوح إذ أحضرت له ورقة زيتون خضراء في فمها مبشرة بأن مياه الطوفان قد قلت عن الأرضتك8:11. نلاحظ أيضا أنه من المهام التي يقوم بها الهدهد وبعض طيور أخري,إنها تنظف الأرض الزراعية من الديدان وهبها الله هذه المهمة. 0من الأمور التي سمح بها الله أن تكون الطيور ذبيحة للمحرقة. فأمر بتقديمها من اليمام أو من أفراخ الحماملا1:14يقدمها الفقير الذي لايقدر أن يقدم محرقة من البهائم أو من الغنم ومع ذلك فإنه علي الرغم من صغرها تكون محرقة وقود رائحة سرور للربلا1:17مثلها كباقي الذبائح الكبيرة. وكانت هكذا الذبيحة التي قدمتها السيدة العذراء حينما دخلت بابنها الرب يسوع إلي الهيكل في اليوم الأربعين من ميلاده بالجسد فقدمت ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حماملو2:22-24. 0ومن اهتمام الرب بالطيور إنها كانت تمثل واحدا من الأحياء الأربعة التي حول العرش الإلهي: كما ورد في سفر الرؤيا إنالرابع شبه نسر طائررؤ4:7هذا هو الذي رآه القديس يوحنا الإنجيلي في رؤياه وأيضا ما رآه حزقيال النبي عندما انفتحت له السموات وهو مسبي عند نهر خابور فرأي الأحياء الأربعة ومنها وجه نسرحز1:10وكرر ذلك في رؤيته للكاروبيم فقالوالرابع وجه نسرحز10:14. ولما تحدث القديس يوحنا الرائي عنآية عظيمة في السماء:امرأة متسربلة بالشمس ,واقمر تحت رجليهارؤ12:1قال في مقاومة التمني لهافأعطيت المرأة جناحي النسر العظيم لكي تطير إلي البرية..رؤ12:14 هذه فكرة موجزة عن اهتمام الرب بالطيور في ذاتها أو في رموزها ننتقل بعد ذلك للحديث عن فضائل الطيور لنتأملها. نتعلم من الطيور: أول درس نتأمله ونتعلمه هو القناعة والإيمان. يقول عنها الرب إنهالاتجمع إلي مخازنوذكر أن السبب في ذلك هو عبارةأبوكم السماوي يقوتهامت6:26إنها تؤمن بهذه الحقيقة أو علي الأقل:لقد وضع الله ذلك في طبعها لنتعلمه منها ولقد اختبرت ذلك بنفسي في تأملي للطير: كنت في أحد الأيام جالسا أمام قلايتي في حديقة الدير وكان أحد العمال وهو ينقل القمح من مكان إلي آخر قد وقع بعض منه علي الأرض,كمية كقبضة اليد,فجاءت عصفورة وأخذت حبة واحدة أو حبتين وطارت,تركت كل ذلك الرزق لم تصنع لها عشا إلي جواره ولم تنقله إلي عش لها.ولم تفكر في أنه ينفعها في المستقبل وإنما بكل قناعة التقطت حبة واحدة وطارت وهي تؤمن بأن الله يقوتها حيثما تذهب. 0كما أنها لاتهتم لحياتها بما تأكله فالله هو المهتم بها. وتشبها بها علمنا الرب قائلا:لاتهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربونمت6:25كونوا مثل هذه العصفورة القانعة التيتكنز لها لاكنوزا علي الأرضمت6:19بعكس الإنسان الذي يهتم بما يأكل ويشرب ويلبس! تعلمت من العصفورة أيضا أنها لاتحمل هما لاتهتم بمشكلة أين تجد طعاما حينما تطير إلي مكان آخر فأبوكم السماوي يقوتها,في كل موضع. لذلك قال لنا الرب لاتهتموا بما تأكلونأو لاتهتموا أي لاتحملوا هما بسبب ذلك وتعلموا من طيور السماء. الطير يستخدم الإيمان فلا يحمل هما,أما الإنسان فيستخدم العقل فيهتم. عقله يتعبه ويقول له:ماذا ستفعل غدا, اهتم واستعد له بينما يقول لنا الرب لا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه,يكفي اليوم شرهمت6:34يكفيه شرا عدم الإيمان بأن الله سيرعي حياتنا في الغد.وعدم الإيمان هذا هو الذي يجعلنا نهتم للغد. إنني لم أر في حياتي كلها عصفورة تهتم للغد. إن الغد في يد الله وهو المهتم به وبنا. هناك بعض من الطير المهاجر كالوز العراقي مثلا,يطير إلي مسافات بعيدة جدا يعبر فيها قارات أو محيطات ولايهتم أين يجد رزقه حينما يصل بل يوقن أنه في كل مكان يصل إليه, الله يعد له رزقا هناك. 0العصفورة تطير:لاتحمل هما لأكلها,ولاهما لسكناها. تترك هذه الشجرة إلي غيرها,وهذه الحديقة وهذا المكان إلي غيرهما لاتتمسك بمكان معين أو أقول أنه ليس لها عنوان ثابت يزورها فيه أصحابها.. تذكرني بالسواح أو بقصيدةسائحالتي قلت فيها: ليس لي دير فكل البيد والآكام ديري لا ولاسور فلن يرتاح في الأسوار فكري أنا طير هائم في الجو لم أشغف بوكر أنا في الدنيا طليق في إقاماتي وسيري حقا إن حياة التجرد موجودة عند الطير ليتنا نتعلمها منه. يعجبنا في الطيور أيضا انتسابها للسماء,فهي طيور السماء. وهكذا لقبها الرب في قولهانظروا طيور السماءمت6:26لاتستريح إلي البقاء في الأرض ولا تبني لها بيوتا ثابتة علي الأرض إنما هي منطلقة علي الدوام إلي السماء قد تستريح قليلا لأجل ضرورة لتأكل أو تشرب أو لتبيض وترعي فراخها ولكنها تعود بسرعة لتطير في السماء فهذا هو موضعها الأصلي الذي تنتسب إليه وتعلم فراخها أيضا أن تطير في السماء. ليتنا نتعلم من الطيور أن ننتسب إلي السماء مثلها.. والطير حينما يطير في السماء إنما يفرد جناحيه ويصير علامة الصليب حسبما لاحظ القديس أثناسيوس الرسولي أليس هذا درسا آخر لنا أن ننطلق دوما إلي السماء بعلامة الصليب هذه؟! نتعلم من الطير أيضا:حياة الفرح ودوام الغناء. إنها دائما تغني في طيرانها وفي وقوفها علي غصن ,تذكرنا بقول الرسولافرحوا في الرب كل حين,وأقول أيضا افرحوافي4:4..حتي حينما يطردها البعض من عش لها تطير فرحة.. إن حياة التجرد علمتها الفرح وعلمتها الغناء. جميل إن احدي ترجمات المزمور تقولغنوا للرب أغنية جديدةمز96:1أورنموا للرب ترنيمة جديدةوفي ترجمات كنيستنا القبطية سبحوا الرب تسبحة جديدة أتري العصفورة وهي تنفذ هذا المزمور تسبح الرب وهي تغني. 0والطير وهو يغني,يحيا في سلام قلبي ولايخاف. فخاخ كثيرة منصوبة له وإلي جوارها قول المزمورنجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ انكسر ونحن نجونامز124:7وكذلك تغني العصافير علي الرغم من نبال الصيادين ومن وجود بعض الطيور الجارحة,ولكنها مع كل ذلك تغني في فرح وسلام وهي تصغي إلي قول الربتفرح قلوبكم ولاينزع أحد فرحكم منكميو16:22. إنه سلام داخلي لايعرف خوفا علي الرغم من الأخطار الخارجية وعلي الرغم من أن هذه الطيور الصغيرة مخلوقات ضعيفة ولاتملك سلاحا. مما يتصف به الطير أيضا الدالة وشعورها أن كل شيء لها! إنها عشرية Familiar تقف علي أية شجرة وكأنها لها,لا تسأل من هو صاحب الشجرة وهل أذن لها بالوقوف علي أشجاره أم لا, وهكذا تفعل حينما تلتقط حبا لتأكله أو حينما تشرب من ينبوع ماء بنفس الدالة تأكل وتشرب إن كل ذلك من خيرات الله لا من خيرات الناس,هذه الطبيعة التي يتحرك فيها الطير وينال منها ما يريده هي ملك لله وحده كما قال المزمور:للرب الأرض وملؤها مز24:1والله صرح للطير أن يأخذ منها ما يريد... أو أن الطير يسلك حسب شريعة الله في التوراة حينما قالإذا دخلت كرم صاحبك فكل عنبا حسب شهوة نفسك شبعتك ولكن في وعائك لاتجعل.. إذا دخلت زرع صاحبك فاقطف سنابل بيدك ولكن منجلا لاترفع علي زرع صاحبكتث23:25,24وبنفس التصريح الإلهي لما جاع تلاميذ الربابتدأوا يقطفون من السنابل ويأكلونمت12:1. ما أكثر الفضائل الأخري التي يتصف بها بعض الطير. كالوداعة التي يتصف بها الحمام مثلا.. ولهذا قال لنا الربكونوا ودعاء كالحمامأو بسطاء كالحماممت10:16. أو كالنظام الذي نراه في سرب من الطيور, فهو يتبع قائدا للسرب حينما يتوجه يتوجه باقي الطيور وراءه. جميل أن الرب وصف بعض الطيور بأنها من الطيور الطاهرةتك8:20هذه التي قدم منها أبونا نوح محرقات للرب فتنسم الرب رائحة الرضا... |
14 - 11 - 2012, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اهتمام الله بالطيور
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سلسلة مخافة الله (7) |
سلسلة مخافة الله (5) |
محبة الله لنا 4 |
العظة علي الجبل .. اهتمام الله بالطيور(2) |
العظة علي الجبل ..اهتمام الله بالطيور |