منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 08 - 2020, 06:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,065

لوط وأبنتيه


لوط وأبنتيه


يقول الأب العلامة أوريجانوس (+254م)

فى تفسيره لسفر التكوين:

[أما بالنسبة إلى نية ابنتيه، فأعتقد أنه لابد من فحصها عن كثب أكثر، حتى لا ننسب لهما ذنباً أكثر مما يمكن تصوره. يخبرنا الكتاب فى الواقع أنهما قالتا الواحدة للأخرى: "أبونا قد شاخ بالفعل، وليس فى الأرض أحد ليدخل علينا كعادة كل الأرض. هلم نسقى أبانا خمراً ولنضطجع معه، ولنحيى من أبينا نسلا."

وبالرجوع إلى ما قاله الكتاب عنهما، يبدو أنه يعذرهما أيضاً بشكل ما. لأننا نرى أن ابنتى لوط كانت لديهما بعض المعرفة عن نهاية العالم والتى ستأتى بالنار، ولكن كمعرفة الفتيات، كانت معرفتهما غير كاملة وناقصة.

فهما لم تعرفا أنه إلى جانب بلدة سدوم التى دمرتها النيران، كان هناك أيضاً الكثير من المساحات السليمة فى العالم وقد سمعتا أنه فى نهاية الدهر سوف تدمر الأرض وكل العناصر من شدة النار.
لقد رأتا النار وشاهدتا حريق الكبريت ونظرتا دمار كل شيئ، ورأتا أيضاً أن والدتهما لم تنج، فتصورتا أن هناك شيئاً ما يحدث شبيهاً بما تعرفاه عن زمن نوح، وأنهما قد بقيتا وحيدتين مع أبيهما لضمان ذرية البشر.
لذلك اتتهما الرغبة فى تجديد الجنس البشرى، وأعتقد أن العالم الجديد لابد وأن يأتى منهما. ولذلك وهما يعلمان جيداً أن خداع أبيهما والإتحاد معه هما خطية كبيرة، فقد بدا لهما على الرغم من ذلك أنه إثم أعظم، كما اعتقدتا، أن تبددا الأمل فى نسل بشرى من خلال الحفاظ على عفتهما. لذلك فقد نفذتا تدبيرهما بذنب وهو فى رأيى أقل، خاصة وأن الأمل والدوافع هما أكبر. لقد بددتا حزن والدهما وتغلبتا على عناده بواسطة الخمر.
وإذ دخلتا كل منهما لليلة واحدة إلى أبيهما، حبلتا منه دون علمه. ولم تكررا ذلك ولم ترغبا فى ذلك مرة أخرى، فهل يمكننا فى كل ذلك أن نبرهن لهما عن ذنب فجور أثيم أو عن ارتكاب اجرامى للمحارم؟

هل يمكننا وصف ما لم يحدث سوى مرة واحدة بأنه رذيلة؟ إننى أخشى أن أقول رأيى بصراحة.

نعم فأنا أخشى أن يكون ارتكابهما المحارم أكثر عفة من عفة الكثير من النساء.


فلتفحص النساء المتزوجات انفسهن ولتتساءلن إن كانت لا تلتمسن أزواجهن إلا من أجل إنجاب الأطفال، وإن كانت تتوقف عن ذلك عندما تحمل.
إن ابنتى لوط التين نعتقد أنهما مذنبتان بارتكاب المحارم، لم تطلبا الاتحاد الزيجىبمجرد أن حملتا.
فهناك نساء ونحن لا نوبخ كل النساء دون تمييز ولكن البعض منهن اللائى لا يتوقفن عن المواظبة على الشهوة بإفراط مثل الحيوانات، ولن أشبههن أيضاً حتى بالبهائم، إذ إن أنثى البهائم تعرف على الأقل كيف تمتنع عن الذكور أثناء حملها. هذه الأنواع من الذكور يستنكرها أيضاً الكتاب عندما يقول: "لا تكونوا كالفرس والبغل الذين بلا فهم"، وأيضاً: "صاروا حصناً معلومة.
" أما أنتم يا شعب الإله، "الذين يحبون المسيح فى عدم فساد"، فافهموا كلام الرسول عندما يقول: " سواء كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون أى شيئ أخر، فافعلوا كل شيئ لمجد الإله".
من خلال هذا الجزء من الآية: "أو تفعلون أى شيئ آخر" الذى يلى الشرب والأكل، أشار الرسول فى أسلوب مملوء احتشاماً إلى الأفعال غير اللائقة التى للزواج، مظهراً أنها أيضاً تتم لمجد الإله، بشرط ألا يتم السعى إليها إلا بقصد النسل.
إلى هناك نكون قد عرضنا قدر ما استطعنا سواء أخطاء لوط وابنتيه أو ما يجعلهما فى المقابل معذروين.]
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
صورة لوط وأبنتيه
لوط وأبنتيه (نوادر تفاسير الآباء 1)


الساعة الآن 01:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024