رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انتقاله من العالم طلب «أنبا بولا» من «أنبا أنطونيوس» أن يسرع إليه بالحُلة الكهنوتية التى للبابا «أثناسيوس الرسولى» التى أهداها له الملك «قسطنطين» لأنه سينتقل من هذا العالم قريبًا. أسرع «أنبا أنطونيوس» وسار فى الجبل يومين حتى بلغ مغارته، وكان خائر القوى تعِبًا من الطريق بسبب طعن سنه، وما إن رآه أحد تلاميذه حتى سأله عن سر اختفائه الأيام السابقة ولكنه آثر الصمت مسرعًا بإحضار الحُلة. ثم عاد إلى حيث مغارة «أنبا بولا»، فوجده جاثيًا على ركبتيه فى وضع السجود لله، فظن فى أول الأمر أنه يصلى فلم يشأ أن يقطع عليه صلواته، ولكن انتظاره طال جدًا فاقترب إليه فوجده قد فارق الحياة!! فبكاه متأثرًا، ثم كفنه بالحُلة التى أحضرها معه، وأخذ ثوب الليف. أخذ «أنبا أنطونيوس» يفكر فى كيفية دفن «أنبا بولا»، وإذ كان كبيرًا فى السن- قرابة التسعين عامًاـ لم تكُن لديه قدرة على القيام بحفر قبر، وبينما هو لا يعرِف ما يمكن عمله، إذ يبصر أسدين يتقدمان نحوه!! فحدد لهما مقدار طول الجسد وعرضه فحفراه بمخالبهما فى الأرض ثم مضيا!!! فقام هو بدفن «أنبا بولا» وهو يصلى، وكان ذلك فى عام ٣٤١م. أمّا قصة حياة «أنبا بولا» فقد قصها «أنبا أنطونيوس» على تلاميذه بعد عودته. ثم أخذ «أنبا أنطونيوس» ثوب الليف الذى كان يرتديه القديس وقدمه للبابا «أثناسيوس» الرسولى ففرِح به جدًّا، وكان يَلبَسه فى أعياد «الميلاد» و«الغطاس» و«القيامة». وقد أرسل «البابا أثناسيوس» للبحث عن جسد «أنبا بولا» وإحضاره إلى الإسكندرية كى يضعه إلى جوار البطاركة الذين تنيحوا، فلم يستطِع مرسَلوه الوصول إليه، حتى عرَف أنها إرادة الله أن يظل الجسد محفوظًا فى مكانه. وقد كُتبت سيرة ذلك الناسك ووُضعت فى «الإسكندرية»، وكانت تُقرأ لكل طالبى الرهبنة لكى يمتلئوا قوةً وغيرةً فى حياتهم الرهبانية وصلواتهم. |
|