أثر مجيء الرب على حياتنا اليومية غاية مجيء الأول للرب هو خلاصنا من خطايانا ويقدِّم لنا ألوهيته، فنصبح مثله قادرين على أن نعيش على مثال يسوع بتجددٍ دائم، أن نملك قلباً كقلبه، ينبض بالحياة ولا يتوقف أبداً.
وإن مجيء الرب له أثره في هذه الدنيا، وهو الذي يُحدّد تصرف المؤمن وسلوكه. يعلق القدّيس أوغسطينوس " ماذا على المسيحي أن يعمل إذاً؟ أن يكسب من هذا العالم، لا أن نخدم هذا العالم. ماذا يعني ذلك؟ "أن نملك وكأننا لا نملك". هكذا يقول القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس: " أَقولُ لَكُم، أَيُّها الإِخوَة، إِنَّ الزَّمانَ يَتَقاصَر: فمُنذُ الآن لِيَكُنِ.. والَّذينَ يَشتَرون كأَنَّهم لا يَملِكون، والَّذينَ يَستَفيدونَ مِن هذا العالَم كأَنَّهم لا يستفيدونَ حَقًّا، لأَنَّ صُورةَ هذا العالَمِ في زَوال " (1 قورنتس 7: 29 -32)"(عظة عن المزمور 96)؛ وهكذا يتيح مجيء المسيح الثاني المجيد تقدير الأشخاص ومنحهم حق قدرهم كما جاء في تعليم بولس الرسول " سيَظهَرُ عَمَلُ كُلِّ واحِد، فيَومُ اللّه سيُعلِنُه، لأَنَّه في النَّارِ سيُكشَفُ ذلِك اليَوم، وهذِه النَّارُ ستَمتَحِنُ قيمةَ عَمَلِ كُلِّ واحِد"(1 قورنتس 3: 13)، وفي يوم الرب يتمَّ الحكم في معنى الأفعال البشرية " لا تَدينوا أَحَدًا قَبْلَ الأَوان، قَبلَ أَن يَأتِيَ الرَّبّ، فهو الَّذي يُنيرُ خَفايا الظُّلُمات ويَكشِفُ عن نِيَّاتِ القُلوب، وعِندَئِذٍ يَنالُ كُلُّ واحِدٍ مِنَ اللهِ ما يَعودُ علَيه مِنَ الثَّناء" (1 قورنتس 4: 5).