|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فكانَ الفِرِّيسِيُّونَ والكَتَبَةُ يَتَذَمَّرونَ فيَقولون: هذا الرَّجُلُ يَستَقبِلُ الخاطِئينَ ويَأكُلُ مَعَهم! تشير عبارة "الفِرِّيسِيُّونَ " في الأصل الأرامي הַפְּרוּשִׁים (معناها المعتزلة) إلى إحدى فئات اليهود الرئيسية الثلاث التي كانت تناهض فئتي الصدوقيين والأسينيين، وكانت أضيقها رأياً وتعليمًا (أعمال 26: 5) ويتجنبون العَشَّارين عن الخاطئين. ويرجّح أن يكون الفِرِّيسِيُّونَ خلفاء الحسيديين المتظاهرين بالتقوى المذكورين في سفرالمكابيين (1 ملوك 2: 42) والذين اشتركوا في الثورة المكابية ضد انطيوخس ابيفانوس (175ـ 163 ق.م.). وقد ظهر الفِرِّيسِيُّونَ بهذا الاسم في عهد يوحنا هركانس (135ـ 105 ق.م.). وسعى ابنه إسكندر ينِّي من بعده إلى إبادتهم لكن زوجته ألكسندرا التي خلفته على العرش سنة 78 ق.م. رعتهم فقوي نفوذهم وأصبحوا قادة اليهود في الأمور الدينية. أمَّا من حيث العقيدة فكانوا يؤمنون بخلود النفس وقيامة الجسد ووجود الأرواح (أعمال 23: 8) ومكافأة الإنسان ومعاقبته في الآخرة بحسب صلاح حياته الأرضية أو فسادها لكنهم حصروا الصلاح في طاعة الشريعة فجاءت ديانتهم ظاهرية وليست قلبية داخلية. وقالوا بوجود تقليد سماعي عن موسى تناقله الخلف عن السلف. فجاء تصريح المسيح بأن الإنسان ليس ملزماً بهذا التقليد (متى 15: 2 -6). وكان الفِرِّيسِيُّونَ في أول عهدهم من أنبل الناس خلقاً وأنقاهم ديناً، وقد لاقوا أشدّ الاضطهاد، غير أنه على مرّ الزمن دخل حزبهم من كانت أخلاقهم دون ذلك، ففسدَ جهازهم واشتهر معظمهم بالرياء والعجب. فتعرضوا عن استحقاق للانتقاد اللاذع والتوبيخ القاسي حيث دعاهم يوحنا المعمدان " أولاد الأفاعي"، وقد وبَّخهم السيد المسيح بشدة على ريائهم وكبريائهم وادعائهم البِرّ كذباً وقساوتهم على الشعب وتحميلهم الناس أثقال العرضيات دون الاكتراث لجوهر الناموس (متى 5: 20 و23: 1ـ 39). واستقبال يسوع للخاطئين دفع الفريسيّن للتذمر منه. وكانت لديهم يد بارزة في المؤامرة على حياة المسيح (يوحنا 11: 47ـ 57). ومع هذا فكان في صفوفهم دوماً أفراد مُخلصون وذو أخلاقٍ سامية، منهم بولس في حياته الأولى (أعمال23:6) ومعلمه جِمْلائيل (أعمال 5: 34). |
|