لقد كان يستحيل قديمًا على أي إنسان أن يرى مجد الله (خروج٣٣: ١٨-٢٠) لكن مجيء المسيح، غيَّر الأمر «لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (٢كورنثوس٤: ٦).
إذن فما صار بمجيء المسيح غيَّر المشهد تمامًا «وَﭐلْكَلِمَةُ» - الذي هو الله الأزلي (يوحنا١: ١) - «صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا (نصب خيمته في وسطنا)، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا» (يوحنا١: ١٤). وذاك المجيد الفريد الذي صار إنسانًا تمَّم عمل الفداء، وتجرَّع كأس الموت في أشنع الآلام وأرهبها! وذلك كله لأجلنا حينما كنا هالكين ولا نملك سوى خطايانا. لقد أحبَّنا وأسلَم نفسه لأجلنا، ومحبته لنا كانت محبة اختيارية باذلة. أفلا نُحبّهُ؟ نعم. بالتأكيد «نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً» (١يوحنا٤: ١٩).