أهم مثل نقدّمه في هذا المجال نأخذه من مذكرات سليمان الحكيم في الإصحاح الأول من سفر الجامعة الذي يكتب فيه عن حياته الشخصية. فقد اكتشف أن كل ثروته وسلطانه ومركزه وزوجاته وإنجازاته لم تجعله سعيداً.
لأنه ليست جميع خبرات الحياة سعيدة دائماً. وخطورة السعادة أن العالم يقول لنا دائماً أن نطلب السعادة، وأن نفعل كل ما نستطيع لبلوغها. ولنعلم أن السعادة تحمل هدفاً مخادعاً، لأن الناس والظروف في تغير سريع. فلا تثبت السعادة على حال.
فهي دائماً تتغير مرتكزاتها أو تتحطّم من تحتها. في حين أن السعادة الحقيقية دائمة ولا تأتي إلا بإرضاء الله، ولذلك فالسعادة لا يمكن اكتسابها، ولكن يمكن أخذها من خلال علاقة سليمة مع الله، لأن الله وحده يعرف ما هو الأفضل لنا. فما الحل إذن؟ إنه بكل بساطة السعي وراء الله، حيث سنجد فرحاً لا نهاية له. أما السعي وراء السعادة فستزول بزوال أغراضها.