رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل اللـه مُعلَن؟ يؤمن مؤلفا هذا الكتاب بأن اللـه أعلن عن نفسه بطرق متنوعة، لكن يمكـن اختبار كل طريقة منها اختباراً موضوعياً بواسطة أسمى إعلانين له وهما الكتاب المقـدس وشخص يسوع. فيما يتعلـق بالكتاب المقدس، فإنه يختلف عن غيره من الكتابات المقدسة الأخـرى بأنه يقول بشكل قاطع لا يحتمـل اللبّس بأنه وحده كلمة اللـه. إنّ معظم الأشخاص المهتمين بموضوع ألوهية المسيح يقبلون الكتاب المقدس كوحي من اللـه. ولهذا فإننا سنفترض، لأغراض كتابنا هذا بأن الكتاب المقدس موثوق به تاريخياً، وأنه كلمة اللـه لنا، وأنه الدليـل الوحيـد الصادق لتقرير ما إذا كان المسيح بالفعل هو اللـه المتجسد أم لا. لنكن صريحين حول سبب إحساسنا بأهمية هذه النقطة بالذات. إن الغالبية العظمى للجماعات التي تنكر لاهوت المسيح، على الرغم من امتداحها للكتاب المقدس امتداحاً شفوياً غير قلبي، تضع عادة كتبها المقدسة، في نفـس مركز الكتاب المقدس أو فوقه. وهم بهذا ينكرون غالباً نفس ما يدعون الإيمان به، ألا وهو المصدر التاريخي الرئيسي لكل تعاليم يسوع، العهد الجديد. (فلماذا تدعي أنك مسيحي أو متعاطف مع المسيحية إلاّ إذا كنت مستعداً لتصديق ما علّمه يسوع حقا؟) يقول بعضهم بأنه تـم تلطيف أو تخفيف الكتاب المقدس عبر القرون مما خلق حاجة لظهور إعلانات جديدة ضرورية. غير أن هذا موقف لا يمكن الدفاع عنه أيضاً. فهناك ما يزيد عن 600ر24 مخطوطة جزئية أو كاملة من مخطوطات العهـد الجديد. (وثاني أفضل مخطوطة تاريخية موثقة هـي الإلياذة والأوديسا الـتي كـتـبهـا هوميروس. وليس هناك منها إلاّ 643 مخطوطة فقط). وحتى لو تـم تدمـير كل مخطوطات العهد الجديد فإنه بإمكاننا إعادة تشكيل أو صياغة كل العهد الجديد، باستثناء حوالي إحدى عشر آية، وذلك من كتابات آباء الكنيسة الأولى قبل 325م. حتـى إن المؤرخــين غير المسيحيين مضطرون للاعتراف بأن الكتاب المقدس، حسب كل المقاييس العلميــة والتاريخية المطبقة على أية وثيقة تاريخية، دقيق بنسبة تزيد عن تسع وتسعين في المائة. يستطيع أي شخص أن يختلف مع رسالته، ولكن ليس مع صحته تاريخياً. يصرّح الكتاب المقدس بأنه صاحب السلطان الأخير في تقرير الأمور العقائديـة الصحيحـة. يقول الوحي الإلهي في 2 تيموثاوس 16:3،17 "كل الكتاب هو موحى به من اللـه ونافع للتعليم والتوبيــخ للتقـويـم والتأديب الذي في البر لكي يكـون إنسان اللـه كاملاً متأهباً لكل عمل صالح." ويعتقد المسيحيون بأنه يجب رفض أي كتاب أو تعليم من شأنه تغيير مضمون الكتاب المقدس. وتؤكد كلمة اللـه هـذه النقطة. إذ كتب يهوذا 3 قائلاً ... "أكتب إليكم واعـظاً أن تجتـهـدوا لأجــل الإيمان المُسَلَّم مـرة للقديسين." ولا يسمح الكتاب المقدس بوجود أية تعاليـم أخرى مـن شأنها أن تغير من الكتاب المقدس أو تضيف إليه. يقول بولس رسول المسيح "ولكن إن بشرناكم نـحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم به، فليكن أناثيما (ملعوناً)." غلاطية 8:1 (قــارن مع رؤيا 19:22، تثنية 2:4) "وان كان أحد يحذف من أقوال كتاب هذه النبوة يحذف اللـه نصيبه من سفر الحيوة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب." فإذا أرادت مصادر أخرى أن تدّعي لنفسها الوحي الإلهي كما يفعل الكتاب المقدس، فإن عليها أن تقبل أن تقاس في ضوء الكتاب المقدس. فاللـه لا يمكن أن يناقض نفسه. وهكذا، لا يجب أن يتناقض أي شــيء مما كتبه أو قاله الأشخاص الذين جاءوا بعد المسيح مع ما قاله الكتاب المقدس الذي نعرف أنه صحيح. وإذا حدث مثل هذا التناقض، فإنه يصبح واضحاً لنا انهم لا يتكلمون بوحي مــن اللـه سواء كان ذلك كتابـــةً أو شفاهةً. وفي دراستنا لألوهية المسيح، فإن القضية ليست ما إذا كانت ألوهية المسيح أمراً يسهل الإيمان به أو حتى فهمه، ولكن القضية هي ما إذا كانت كلمة اللـه تُعلّم هذا الأمر أم لا. فإذا بدت لنا الفكرة لأول وهلة غير منسجمة مع المنطق أو الفهم البشري فإن ذلك لا يلغي بشكل آلي إمكانية صحتها. فعالمنا مليء بأشياء يصعب علينا كبشر فهمها الآن (كالجاذبية وطبيعة الضوء والنجوم الزائفة) لكنها تظل صحيحة وحقيقية. يعلّم الكتاب المقدس أن العقل البشري لا يستطيــع أن يستوعب اللـه (أيوب 7:11؛ 2:42-6؛ مزمور 3:145؛ إشعياء 13:40؛ 8:55،9)؛ "لأن أفكاري ليست أفكاركم ولا طرقكم طرقي يقول الرب لأنه كما علت السموات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم.") يقول في (رومية 33:11-36) "يا لعمق غنى اللـه وحكمته وعلمه ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء لأن من عرف فكر الرب أو من صار له مشيراً أو من سبق فأعطاه فيكافأ لأن منه وبه وله كل الأشياء له المجد إلى الأبد آمين." ولهذا يجب أن يسمح للـه بان يقول الكلمة الفصل عن نفسـه، سواء استطعنا أن نفهم ما يقوله فهماً كاملاً أم لا. يقول الكتاب المقدس فيما يتعلق بإعلان اللـه عن نفسه فـي شخص يسوع، "اللـه بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخـيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء، الذي به أيضاً عمل العالمين، الذي وهو بهاء مـجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته" (عبرانيين 1:1-3). يسوع المسيح هو كلمة اللـه الحي. وهو في شخصه يعلن الآب لنا ويجعله أكثر شفافية. فعندما طلب منـه أحد أتباعه قائلاً "أرنا الآب وكفانا" (يوحنا 8:14)، أجاب يسوع "أنا معكم زماناً هذه مدته ولـم تعرفني...؟ الذي رآني فقد رأى الآب" (يوحنا 9:14).كمـا دعي بـولس يسوع "صورة اللـه غير المنظورة" (كولـوسي 15:1). وهكذا فإن النظر والاستماع إلى يسوع بمثابة النظر والاستماع إلى اللـه. |
|