رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنه اذ كان بعد سقطة الأب الأول آدم قد تمرد في الإنسان ألم الشهوة على العقل، فقد أضحت ممارسة أفعال فضيلة العفة ذات صعوبات أبلغ مما سواها من الفضائل. كما يقول القديس أوغوسطينوس:" أنه توجد داخل كل منا معركةٌ قويةٌ جداً، حيث تتحارب العفة مع الآلام محاربةً متصلةً بقليل من الأنتصار. فليكن مباركاً الرب الذي أعطانا في شخص العذراء مريم نموذجاً حياً لفضيلة العفة". فيقول الطوباوي ألبارتوس الكبير: أنه بالصواب تسمى والدة الإله عذراء العذارى. لأنها اذ كانت هي أول من قدم لله طوعاً حفظ البتولية الدائمة، خلواً من نموذجٍ سبق مثله، ومن دون مشورةٍ تقدمت لها. فهي بذلك أعطته تعالى كل البتولات اللواتي أقتدين بنموذجها، كما سبق داود النبي قائلاً: أن العذارى يبلغن الى الملك في أثرها... ويدخلن الى هيكل الملك: (مزمور45ع15) وأنما قلت أن العذراء كرست بتوليتها الدائمة خلواً من نموذج ومن دون مشورة. لأن القديس برنردوس يخاطبها هكذا:" ترى من هو الذي علمكِ أيتها العذراء بأنكِ ترصين الله بحفظكِ البتولية، وبأن تعيشي على الأرض بسيرةٍ ملائكية". فيجيب عن ذلك القديس صفرونيوس قائلاً: أنه لأجل هذه الغاية قد أختار الله أماً له بالجسد هذه البتول الكلية الطهارة. لكي تكون هي للجميع نموذجاً للعفة |
|