رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف نميّز بين الصح والخطأ
دائماً ما تكون ظهورات ميديغوريه (البوسنة والهرسك) محور نقاشات بين أولئك الذين يشككون وأولئك اللذين يؤمنون أن العذراء تقدم فعلاً من هناك رسالة منذ العام ١٩٨٣. أسس البابا بندكتس السادس عشر في العام ٢٠١٠ لجنة خاصة قدمت خلاصاتها للحبر الأعظم في العام ٢٠١٤ وفي حين لم ترشح أية معلومة بعد، قدم الصحافي الإيطالي سافيريو غاييتا في كتابه “ملف ميديغوريه” أبرز عناصر التحقيق. 1- الظهورات السبع الأولى إن تقرير لجنة التحقيق حول ظهورات ميديغوريه ملخص غني مؤلف من عدد كبير من الصفحات من المحاضر والشهادات والوثائق. ولذلك، أراد سافيريو غاييتا أن “يضيف تعليق محدد لهذا النص ليسمح لكل واحد منا فهم بعض المقاطع التي وإن قُرأت حرفياً لا تُفهم.” ويقول الكاتب ان الظهورات “الفائقة الطبيعة” ليست الظهورات السبع الأولى بل تلك التي تراوحت بين ٢٥ يونيو والأول من يوليو ١٩٨١ أي الظهورات التي تُعرف فيها العذراء عن نفسها على انها “أميرة السلام”. وبالتالي، فإن الظهور الأساسي في رعيّة القديس جياكومو كما على هضبة بودبردو يدخلان في الحسبان أيضاً. 2- ما الذي حصل في ٢٤ يونيو ١٩٨٣؟ إن الظهور الأوّل في ٢٤ يونيو لم تأخذه اللجنة بعين الاعتبار لأنه لم يحصل حينها من تواصل مباشر ولا حوار بين مريم والأفراد التي ظهرت عليهم. تبدو مريم صورة غير واضحة على التلة. تُشبه امرأة جميلة على غيمة وكانت ايفانكا ايفانكوفيش البالغة من العمر حينها ١٥ سنة وميرجانا دراجيسيفيك، ١٦ سنة، أول من رأتا السيدة. لكنهما شككتا. فهمتا أنه قد يكون ظهور للعذراء فطلبتا من بعض الفتيان الانضمام اليهما ليعودوا معهما الى التلة. انضم اليهما أربعة فتيان. واعتبرت لجنة التحقيق ٢٥ يونيو أوّل ظهور يأخذ طابع الظهور الفائق للطبيعة. 3- الحكم على الظهورات اللاحقة ويُشير الكاتب سافيريو غاييتا الى أن سلسلة من الأحداث تتالت. فمع الوقت، ابتعد بعض الذين اختبروا الظهورات عن ميديغوريه للدراسة أو تغيير مكان الإقامة فبدأت الظهورات “الفرديّة” التي يبلغ عددها حتى اليوم ٥١ ألف وبالتالي من المستحيل جمع الوثائق المؤكدة كما حصل حتى تاريخ الأوّل من يوليو ١٩٨١ لتقييم كلّ ظهور فردي. تم إذاً الاعتراف بظهورات الفترة الأولى فهي الحلقة الأساس أي الحلقة الأكثر تعقيداً والأكثر تفصيلاً والتي تؤكد على صحة الظهور المريمي. 4- الشكوك بشأن مصداقيّة من ظهرت عليهم العذراء حققت اللجنة مع هؤلاء بين أكتوبر ٢٠١١ وفبراير ٢٠١٢. وُضع التقرير النهائي في يناير ٢٠١٤. طُلب منهم التوقف عن التنقل والتحفظ. ونتيجةً لذلك، لا يشاركون منذ ست سنوات في الاجتماعات العامة باستثناء الأبرشيات حيث المطارنة يستقبلونهم ويوافقون على مقارباتهم. احترم المعنيون التعاليم غير الرسميّة التي تلقوها من السلطات الكنسيّة. نقطة أخرى متعلقة بمصداقيّة الأشخاص اللذين ظهرت عليهم العذراء متعلقة بمدة ظهورات ميديغوريه. ويقول غاييتا ان هذه المدة غير عاديّة: ٤٠ عاماً وبصورة يوميّة. وبما أن هذه الظاهرة الفائقة الطبيعة لا تزال مستمرة، لم يكن من المناسب لهم دخول الدير كما حصل مع اللذين شهدوا على ظهورات لورد وفاطيما. وبالتالي، بما انهم جميعهم متزوجين ولهم عائلات، فهم مجبرون على العمل لتأمين احتياجات عائلاتهم. وباستطاعة من يزور ميديغوريه، ان يراهم يعملون بصورة يومية خاصةً مراكز الاستقبال. 5- الأسئلة المحيطة بالمطارنة ومن النقاط المطروحة اعتراض مطارنة موستار، أبرشيّة ميديغوريه، المتعاقبين على الظهورات. ساور المونسنيور بافاو زانيك والمطران الحالي، راتكو بيريك شكوك لكن وبعد تحليل وثائق الاستخبارات في ساراييفو (التابعة للنظام الشيوعي في حينها)، يتبيّن له ان ضغوط كبيرة مُرست على زانيك كما أفادت اللجنة وهذا ما قد يكون قد أثر على تقييمه للظهورات. ويفيد الصحافي بأن النزاع حول إدارة الرعايا في الهرسك بين الفرنسيسكان والعلمانيين – وهو نزاع لطالما أثر على العلاقات في الأبرشيّة – أضر هو أيضاً بتقييم المطارنة. 6- أصول الظهورات الشيطانيّة ودحضت اللجنة في تقريرها التأثيرات الشيطانيّة على الظهورات المريميّة في ميديغوريه. ويدين سيفيريو غاييتا في كتابه الفرضيّة التي تقول ان الأخوة الفرنسيسكان ألفوا الظهورات لتبرير وجودهم في المكان.” 7- الآفاق؟ ما الذي سيحصل في ميديغوريه خلال السنوات القادمة؟ يُشير الكاتب الى أن الفرضيّة الأكثر ترجيحاً هي الاعتراف بالحلقة الأولى من الظهورات فتكون حال ميديغوريه شبيهة بحال كيبيهو (الظهورات المريميّة في رواندا في العام ١٩٨١ والتي اعترف بها الفاتيكان في العام ٢٠٠١. إن لجنة التحقيق الدوليّة حول ظهورات ميديغوريه هي أعلى هيئة استحدثها الكرسي الرسولي للتدقيق في ظهورات ميديغوريه: سابقة في تاريخ الكنيسة. ولذلك، من الممكن توقع اعلان رسمي قريب للبابا فرنسيس في هذا الخصوص وذلك بفضل عمل اللجنة. ومن الممكن ان نتوقع أيضاً الاعتراف بميديغوريه كمزار مرتبط مباشرةً بالفاتيكان وهو قرار قد يأخذه البابا آخذاً بعين الاعتبار الثمار التي يشهد عليها هذا المكان يومياً من اهتداءات وروحانيّة وصلاة وايمان. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بعد الصليب الطريق بقي جاهز ليك وليَّ |
كيف نميّز الانبياء الكذبة؟ |
كيف نميّز إرشاد الروح القدس |
كيف نميّز الانبياء الكذبة؟ |
الصح والخطأ في العناية برموشك |