رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله حامل أثقالنا: 1 قَدْ جَثَا بِيلُ، انْحَنَى نَبُو. صَارَتْ تَمَاثِيلُهُمَا عَلَى الْحَيَوَانَاتِ وَالْبَهَائِمِ. مَحْمُولاَتُكُمْ مُحَمَّلَةٌ حِمْلًا لِلْمُعْيِي. 2 قَدِ انْحَنَتْ. جَثَتْ مَعًا. لَمْ تَقْدِرْ أَنْ تُنَجِّيَ الْحِمْلَ، وَهِيَ نَفْسُهَا قَدْ مَضَتْ فِي السَّبْيِ. 3 «اِسْمَعُوا لِي يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ وَكُلَّ بَقِيَّةِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، الْمُحَمَّلِينَ عَلَيَّ مِنَ الْبَطْنِ، الْمَحْمُولِينَ مِنَ الرَّحِمِ. 4 وَإِلَى الشَّيْخُوخَةِ أَنَا هُوَ، وَإِلَى الشَّيْبَةِ أَنَا أَحْمِلُ. قَدْ فَعَلْتُ، وَأَنَا أَرْفَعُ، وَأَنَا أَحْمِلُ وَأُنَجِّي. 5 بِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي وَتُسَوُّونَنِي وَتُمَثِّلُونَنِي لِنَتَشَابَهَ؟ 6 «اَلَّذِينَ يُفْرِغُونَ الذَّهَبَ مِنَ الْكِيسِ، وَالْفِضَّةَ بِالْمِيزَانِ يَزِنُونَ. يَسْتَأْجِرُونَ صَائِغًا لِيَصْنَعَهَا إِلهًا، يَخُرُّونَ وَيَسْجُدُونَ! 7 يَرْفَعُونَهُ عَلَى الْكَتِفِ. يَحْمِلُونَهُ وَيَضَعُونَهُ فِي مَكَانِهِ لِيَقِفَ. مِنْ مَوْضِعِهِ لاَ يَبْرَحُ. يَزْعَقُ أَحَدٌ إِلَيْهِ فَلاَ يُجِيبُ. مِنْ شِدَّتِهِ لاَ يُخَلِّصُهُ. يقارن الله بين آلهة بابل وبينه، الأولى تحتاج إلى من يحملها، أما هو فحامل حياتنا بكل متاعبها، إذ يقول: "قد جثا بيلُ انحنى نَبو، صارت تماثيلها على الحيوانات والبهائم؛ محمولاتكم محمّلة حملًا للمُعيي. قد انحنت جثت معًا لم تقدر أن تُنجّي الحمل وهي نفسها قد مضت في السبي" [1-2]. اهتز الإلهان الرئيسيان لبابل أمام كورش، سجدا له، فصار المعبودان عبدين، حُملا بكل تماثيلهما على الحيوانات بلا قوة، إذ الكل عاجز عن المشي بل وعن الحركة، سُلبت كل الجواهر التي تزين التماثيل بواسطة وجاء كورش وأُخذ الكل إلى السبي... فهل يستطيع هذان المعبودان أن يُنجيا أحدًا ما داما عاجزين حتى عن خلاص نفسيهما؟! "بيل": اسم أكادي يُقابل الاسم العبري "بعل" ويعني "السيد"؛ ربما هو بعينه الإله مردوخ (إر50: لا 2؛ 51: 44)؛ هو إله الشمس وإله الربيع. له شكل رجل عظيم على رأسه تاج وله سبعة قرون ثور، يُقدَّم له طعام وشراب بكميات كبيرة كل مساء، وكانوا يعتقدون أنه يأكلها ويشربها حتى كشف دانيال النبي للملك عن وجود باب سري في الهيكل خلاله يدخل الكهنة بعائلاتهم ليلًا ليأكلوا الطعام ويشربون خفية، كما ورد في قصة بيل في تتمة دانيال. "نَبو": اسم بابلي معناه "مذيع"، إله العلم والمعرفة؛ كانت بورسيبا، قرب بابل، مركز عبادته؛ وكان ملوك بابل يتباركون به، ويحملون اسمه مع أسمائهم الأصلية مثل نبوخذ ناصر ونبوخذ راصر ونبوزرادان ونبو شربان. انكشف هذا الإلهان وانفضح عجزهما عن الحركة أو عن حماية زينتهما أمام كورش، أما الله الحيّ فهو مخلص شعبه، يحمل أثقالنا ونحن بعد لم نتشكل في رحم أمهاتنا حتى نبلغ الشيخوخة، إذ يؤكد لنا "أنا هو... أنا أحمل" [4]. وكأنه يقول: لديَّ ربوات الملائكة والخليقة السماوية وكثير من الأنبياء والكهنة والخدام... لكنني أضع نفسي بين يديْ شعبي لأحمل بنفسي أتعابهم، وأرفع عنهم خطاياهم، وأسندهم في كل مسئولياتهم... أنا أحملهم بنفسي كما على كتفيّ. هذا ما يؤكده الله عبر الأجيال قائلًا: "هأنذا أسأل عن غنمي وافتقدها... أنا أرعى غنمي وأربضها يقول السيد الرب، وأطلب الضال واسترد المطرود وأجبر الكسير وأعصب الجريح وأبيد السمين والقوي وأرعاها بعدل... أخلص غنمي فلا تكون من بعد غنيمة وأحكم بين شاة وشاة " (حز 34: 11-22). هكذا يؤكد: "أنا هو... أنا أحمل". |
|