نشأت في مدينة طامية بالفيوم عند حدود الصحراء الليبية، وكانت ابنة لكاهن ولأمٍ محبة للسيد المسيح، فامتلأ قلبها منذ صباها رغبة في التبتل، ومنحها اللَّه تحقيق رغبتها وهي بعد في سن الثانية عشر من عمرها. استشهادها:
خرجت ذات يوم مع أخواتها الراهبات ليستقين ماء، وشاهدن في طريقهن موكبًا من الكهنة والرهبان قبض عليهم جنود الوالي، وكانوا سائرين بهم إلى قاعة المحاكمة. وكان اضطهاد دقلديانوس قد بلغ منتهى العنف، إذ كان الشهداء يتساقطون بالمئات يوميًا. وأمام مشهد الكهنة والرهبان المقيّدين بالسلاسل يحيط بهم الجنود امتلأ قلب هيرايسي غيرة على ما سيقاسيه هؤلاء الأبطال من عذابات وعلى المجد الذي سينالونه. فألقت بجرّتها على الأرض وجرت وراءهم وهي تهتف: "وأنا أيضًا مسيحية. اقبضوا عليَّ مع هؤلاء". للفور أمسكوا بها وساروا بها خلفهم، وإمعانًا في السخرية برجال اللَّه سار بهم الجنود من مدينة إلى مدينة ومن قرية إلى قرية، بينما تسلَّت الجماهير عليهم بالشتائم وبقذفهم بالحجارة أو غيرها. وفي النهاية أخذوهم إلى الإسكندرية وهناك استجوب الوالي هيرايسي وحاول دفعها إلى التبخير للأصنام. وأخيرًا قطعوا رأسها ثم ألقوا بجسدها في النار.العيد يوم 27 أمشير.