رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. فَدَيْتَنِي يَا رَبُّ إِلهَ الْحَقِّ. عندما يقول داود في يدك أستودع روحي يعنى اتكاله الكامل على الله، وإيمانه بالله الذي يحمى ليس فقط جسده، بل روحه من كل خطية، ويحفظها فيه. عندما يستودع داود روحه في يد الله يظهر مدى روحانية داود، الذي يهتم بخلاص نفسه أكثر من راحة جسده، فحتى لو تعرض لأتعاب وضيقات من شاول، أو غيره، فإن روحه محفوظة في يد الله. وضع داود روحه في يد الله تبين إيمانه وانشغال قلبه بالأبدية التي تتمتع فيها روحه بالوجود مع الله؛ لأنه إن كان مشتاقًا للتمتع بعشرة الله وهو على الأرض، فكم بالأحرى أشواقه للتمتع بالوجود الدائم في الأبدية. داود يشكر الله الذي أنقذه مرات كثيرة من يد أعدائه، فبحسب المنطق كان لابد أن يموت داود، ولكن الله فداه، وأنقذه بمعجزات، فلم تصل إليه سهام العدو، ولكنها طارت في الهواء، وظل هو محفوظًا في يد الله. الله هو الذي فدى داود، وهو إلهه الحق، فهذا يعنى أن داود مظلوم، وبرئ، والله يعرف هذا؛ لذا أنقذه من يد أعدائه. هذه الآية نبوة واضحة عن المسيح، فقد رأى داود بعين النبوة المسيح وهو يموت على الصليب، ويستودع روحه في يد الآب؛ ليفدى داود، ويفدى كل البشرية. وقد نطق المسيح بهذه الكلمات وهو على الصليب قبل أن يموت مباشرة (لو23: 46). |
|