تألمت المطوبة مريم كثيرًا في حياتها، لكن أقسى هذه الالام وأفظعها كانت وقت أحداث الصليب، سواء أثناء محاكمته أو جلده أو صلبه، حيث ظهر شر الإنسان بفظاعته، وبغضته الشديده لابن الله، وأيضًا تركه التلاميذ كلهم وهربوا، لكن الروح القدس يذكر موقف بطولي لبعض النساء منهم أمه المتألمة، كما هو مكتوب: «كانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ: أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ، مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ» (يوحنا19: 25). كان عند الصليب أربعة من العسكر ينفِّذون عملية صَلب المسيح بكل قسوة، لكن كان أيضًا أربع نساء مكرَّسات مُخلِصات، أظهرن الشفقة والمحبة والعطف، وبالتأكيد كُنَّ سبب تشجيع له، تبارك اسمه، وسط شر الأشرار وتعيرهم له.
قال أحدهم: “كانت أم المصلوب هي الأم المثالية لكل الأجيال ولكل الأجناس، حيث اعلنت وفائها ومحبتها لابنها، بالرغم من تخاذل محبيه وتلاميذه، وأصرت أن تكون قريبة منه في أشد ساعات ألمه”.