وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم الى الأبد ( يوحنا 14 : 16 ) .
منذ بضع سنوات،فيما كان قارب شراعي طوله اثنان وأربعون قدماً مبحراً على مقربة من الشاطىء لشرقي للولايات المتحدة جرفه النوء الى عرض البحر،وأخذت تتقاذفه الأمواج الهائجة ،حتى قلبته موجة ضخمة رأساً على عقب .وقد عملت الرافدة الطولية الثقيلة على إعادة القارب الى وضعه السوي،إلا أن الضرر كان بالغاً . وبعد قليل استجاب لنداء الاستغاثة زورق تابع لخفر السواحل.ولما اهتدى الزورق الى موقع القارب اليائس،لم يكن ممكناً إنقاذ أي واحد من الركاب بسبب عنف الأمواج.وهكذا اقترب الزورق الكبير من القارب الصغير قدر الإمكان،فجعلت الأمواج تتكسر على الزورق فلا يصيب القارب شيء منها.ثم سار الزورق مع القارب جنباً الى جنب حتى أوصله إلى المرفأ الأمين . إن في عمل هذا الزورق إيضاحاً لخدمة الروح القدس.فقد قال الرب يسوع لتلاميذه في يوحنا 4 : 16 وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر." ومعلوم أن الكلمة "معزياً " قد تترجم أيضاً "معيناً" أو" مؤازراً " أو "مرشداً " وتعني حرفياً " من يدعى للوقوف معنا وإعانتنا ". فالروح القدس يرشدنا ويحمينا وسط عواصف الحياة ،مواكباً لنا مثلما واكب ذلك الزورق القارب الغارق . يحمينا الروح القدس من أمواج الحياة المتلاطمة،سواء كانت صادرة من عاصفة عاطفية أو جسدية او روحية .فالروح القدس معنا للحماية والتعزية والتشجيع والتوجيه.ولسوف يرشدنا إلى أن يوصلنا إلى وطننا السماوي بسلام وأمان . الروح القدس ضيف إلهي كريم ،فهلا نسلمه زمام القيادة !