وحدة الإنجيل في كل أسفار العهد الجديد
"كل الكتاب هو موحى به من الله" (29) وكل أسفار العهد الجديد هي رسالة المسيح والأخبار السارة التي كتبت للعالم أجمع وقلبها جميعًا هو المسيح.
وتتكون هذه الأسفار من ثلاثة أنواع؛ تاريخية وتعليمية ونبوية ويتكون القسم التاريخي من الإنجيل بأوجهه الأربعة وسفر أعمال الرسل، ويتكون القسم التعليمي من جميع الرسائل التي كتبها الرسل بالروح القدس، ويتكون القسم النبوي من سفر الرؤيا. ولكنهم جميعًا يضعون في داخلهم الأنواع الثلاثة، فالإنجيل بأوجهه الأربعة يسجل تاريخ وأحداث تجسد السيد المسيح وأعماله وتعليمه، وسفر الأعمال يسجل تاريخ المسيحية في فجرها الباكر وكرازة الرسل بالأخبار السارة ويضم في ذاته تعليم المسيح ووصايا الرب القائم من الأموات وما أوحى به الروح القدس من خلال الرسل، وجميعهم، الإنجيل وسفر الأعمال يضمون نبؤات تنبأ بها السيد المسيح ونبؤات تنبأ بها الرسل وأنبياء العهد الجديد، وتضم الرسائل إلى جانب التعليم تاريخ وأحداث انتشار الكرازة وأخبار بعض الرسل وتلمح إلى تاريخ وأحداث تجسد المسيح وتسجل أيضًا كثيرًا من النبؤات المرتبطة بالمجيء الثاني للمسيح والأحداث السابقة والمتزامنة مع مجيئه، كما تسجل نبوات أخرى، أما سفر الرؤيا فهو سفر نبوي بالدرجة الأولى وكله رؤيا مستقبلية أسخاتولوجيه.
وجميعهم يمثلون ويكونون الإنجيل المكتوب بالروح القدس ومحورهم جميعًا هو شخص وعمل وتعليم المسيح، فهو البداية والوسط والنهاية، في الإنجيل هو الإله المتجسد النازل من السماء آخذًا صورة عبد، هو الكلمة الذي اتخذ جسدًا والذي جال يصنع خيرًا ويشفى جميع المتسلط عليهم إبليس والذي بذل ذاته عن حياة العالم وتمم عمل الفداء بتقديمه ذاته على الصليب وبرهن بقيامته من بين الأموات على الحياة الأبدية والخلود، وفى سفر الأعمال هو مؤسس الكنائس في كل المسكونة بواسطة تلاميذه وإرشاد روحه القدوس، وفى سفر الرؤيا هو الرب الحي في السماء الذي يحفظ الكنيسة ويقودها ويرشدها والذي يقف في وسطها ويمسكها بيمينه، وهو العريس السماوي الآتي على السحاب في مجد، في مجيئه الثاني، ليأخذ عروسه، كنيسة المفديين بدمه إلى مدينة الله السماوية أورشليم الجديدة، حيث يسكن المفديون معه إلى أبد الآبدين.