رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحظ والنصيب والمكتوب على الجبين ورأي المسيحية كثيرا ما نسمع هذا التعبير القسمة والنصيب! إن الله يشاء خير الإنسان، وهو يحترم حرية الإنسان وإرادته، لأنه خلقه على صورته، شخصاً حراً عاملاً يفكر، ويختار، ويصنع قراراته بملء رغبته.. والمسيحي يستعمل العقل، وهو نعمة من الله، كما يفيد من إمكانية أخرى في ذات الوقت؛ فالمسيحي لديه قدرة داخلية على إكتشاف صوت الله (إنجيل يوحنا 4:10، 5)، فهو –إذن- يستعمل قدراته العقلية، وخبرته، ويسترشِد بصوت الله، الذي يمكن أن يسمعه داخل قلبه، يسمعه واضحاً بقدر إخلاصه وطاعته وأمانته لله . وهل يلغي هذا مشيئة الله من حياتنا أم هي هذه مشيئة الله لنا ؟ يقول المثل: "God gives every bird its worm, but He doesn't throw it into the nest"، "الله يعطي لكل عصفور الدودة التي يأكلها، ولكنه لا يلقيها له في العش". أي يجب أن يسعى الإنسان ويهتم ويسأل ويكافح لينال، ولا يجلس فقط منظراً القسمة التي ستأتي إليه! إذا آمنا بهذا الأمر، فما قيمة محاولاتنا! الله بقدرته الإلهية يعرف مسبقاً ما ستختار، ولكنك أنت الذي تختار! الله يعرف فقط ولكن لا يختار نيابة عنك. القسمة والنصيب في الكتاب المقدس يشير إلى الاختيار الجيد والقرار الصائب ، نجده في "مزمور 5:16" ( الرب نصيب قسمتي وكأسي . أنت قابض قرعتي ) فقد أختار صاحب المزمور 16 أن يتكل على الله وحده ولأنه أختار اختيار جيد والرب أصبح نصيبه ، فالرب ينصحه ويحذره ويرشده . وأيضاً يقول الكتاب عن مريم أخت مرثا في "لوقا 38:10-42" إنها (اختارت النصيب الصالح ) أي قرارها بالجلوس عند قدمي الرب لتسمع كلامه هو أفضل قرار اتخذته في حياتها . ولهذا فإنها تعرف مشيته وتعرف أفكاره من نحوها . إذن نستخلص من هذا الكلام إن القسمة والنصيب هما الله ( نصيبي هو الرب قالت نفسي من ذلك أرجوه ) " مراثي إرميا 24:3 " أو المكوث قربه أي الاتكال عليه واستشارته في كل أمور الحياة وليس معناه أن أختار أنا لنفسي ما أعمل وما أفعل ، فحياتنا ليست في مهب الريح إلا إذا أردنا نحن ذلك ، بل إن الله أعد ورسم خطة واضحة لكل واحد فينا وعلينا أن نعرف ذلك من خلال كلمته المباركة . ( الكتاب المقدس ) إن خطة الله لكل واحد منا هي خطة رائعة، فهو قد خلقنا لمجده وخلقنا له لهذا علينا أن لا نفسد مقاصده لأجلنا بتسرعنا في كل قراراتنا. إن أكثر المصطلحات شيوعاً في الحياة هو القسمة والنصيب وخاصة في موضوع الزواج ، فالفتاة الصالحة ترتبط بإنسان شرير وفي النهاية تتحول حياتها إلى جحيم وتقول هي القسمة والنصيب . والعكس أيضاً صحيح . لكن هل يعقل هذا ؟ بالطبع لا. فالله أعطانا إرادة وفكر وأعطانا أيضاً أفضل مرشد في الحياة كتابه المبارك ، فمن خلاله نستطيع أن نعرف إرادته الصالحة لحياتنا . وقبل كل شيء علينا أن ندرك إن كل ما يقدمه الله لنا هو لخيرنا ولصالحنا ولا يقدم الشر أبداً حاشا فهو إله كل صلاح وإله كل نعمة . لكن الذي يحدث هو بسبب سلوكنا وتصرفاتنا وقراراتنا الخاطئة التي تلغي مشيئة الله من حياتنا. فعلينا في كل أمورنا سواء إن كان ارتباط ، عمل أو سفر ، علينا أن ننتظر أمام الرب في الصلاة واثقين أننا سوف نلقى الإجابة عنده وإننا سوف نرتاح في القرار الذي يعطيه لنا ويمكننا معرفة ذلك من خلال كلمته المباركة التي ترشدنا في الحياة وتعطينا الخبر اليقين في كل أمورنا . ليس كل تقصير وكل إهمال فى حياتنا ننسبها إلى الله وكأن الإنسان مسير فى حياته وهذا خطأ الاتكال على الله هو نوع من الإيمان بالله أما الاستهتار والإهمال فهذا يسمى (تواكل ) فالله سيجازي كل واحد حسب أعماله الصالحة أو الشريرة لأنه مسئول عنها ووجود الدينونة دليل كبير على حرية الإنسان في أعماله .فلو كان مكتوب على الإنسان ان يعمل أعمال شريرة كما يعتقد البعض فيقول لله فى يوم الدينونة كيف أن تحاسبني على أعمال مكتوبة علي؟؟؟ وانا لم افعلها بكامل حريتي ؟؟؟ ومن الأمثلة المحبوبة لدينا ونرددها دائماً فى هذا المجال بالرغم انها خاطئة : 1- المكتوب على الجبين, لازم تشوفه العين . 2- مش ها يصيبك إلا نصيبك .. ! 3- إجرى جري الوحوش، غير نصيبك ما ها تحوش. 4- الزواج قسمة ونصيب . هذه الأشياء لابد أن نراجعها فى ضوء تعاليم الكتاب المقدس والمسيحية. الكتاب المقدس يقول : "فالذى يزرعه الإنسان إياه يحصده " (غل 7:6) " عملك يرتد على رأسك " ( عو 15) حتى المثل الشعبي يقول (الذي يحمل قربة مقطوعة تسيل عليه ) فلو كانت حياة الإنسان قسمة ونصيب أو مجبور عليها لكان الله لا يحاسب الإنسان على أشياء مكتوبة عليه ولم يعملها بكامل حريته؟ ولكن يجب ان نفرق بين ما هو مخير فيه الانسان وما هو مسير فيه وهذا ما يمكن فهمة من هذا الموضوع (قداسة البابا شنودة الثالث ) |
|