رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا يفرح داود بخلاص الله؟ أ. خلاص الله فعَّال، به يظهر كل الأعداء عاجزين عن أن يسببوا لنا ضررًا، إذ لا حول لهم ولا قوة أمام المخلص. *لما نظر الله الكائن في كل أحد، كيف مسك الشيطان البشر وقادهم في جميع طرقه الممتلئة عثرات... شفق وتحنن هو برحمته التي لا قياس لها، ورأى بحكمته ومحبته التي لا تدرك أن يكسر افتخار الشيطان وشموخه، ويُظهر ويفضح غشه... أتى إلينا وشفانا وشجعنا وقوّانا ونصرنا... وأشركنا مع عظمته، ورفعنا إلى عالمه الحقيقي ومملكته الأمينة . القديس يوحنا التبايسي * الآن (بقيامة السيد المسيح) يا أحبائي... قد ذُبح الشيطان، ذلك الطاغية الذي هو ضد العالم كله... الآن إذ نأكل "كلمة" الآب، وتُمسح قلوبنا بدم العهد الجديد نعرف النعمة التي يهبنا إياها المخلص، الذي قال: "ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو" (لو 10: 19). لأنه لا يعود يملك الموت، بل تتسلط الحياة عوض الموت، إذ يقول الرب: "أنا هو الحياة" (يو 14: 6)، حتى أن كل شيء قد امتلأ بالفرح والسعادة، كما هو مكتوب: "الرب قد ملك فلتفرح الأرض" . البابا أثناسيوس الرسولي لقد صار اسم "يسوع" سرّ قوة للمؤمن وغلبه على الخطية والشيطان وكل قوات الظلمة. يقول العلامة أوريجانوس: [باسمه كثيرًا ما تُطرد الشياطين من البشر، خاصة إن رُدد بطريقة سليمة وبكل ثقة. عظيم هو اسم يسوع...! إسم يسوع يشفي المتألمين ذهنيًا، ويطرد أرواح الظلمة، ويهب شفاءً للمرضى[431]]. ب. يتحقق الخلاص بطرق لم تكن في الحسبان. ج. يتم الخلاص في أحلك اللحظات؛ الله لا يتأخر لحظة واحدة في تقديم مراحمه، لكنه أحيانا ينتظر حتى اللحظة الأخيرة[432]. د. لم يكن فرح داود بالنصرة في ذاتها بل في قوة الله وخلاصه. لم يفتخر داود بإمكانياته ولا بنصرة جيوشه، معطيًا كل المجد والكرامة لمخلصه. ه. كانت انتصارات داود ظلًا لانتصارات ابن داود التي تحققت بالصليب. يقول القديس بولس: "الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزى، فجلس عن يمين عرش الله" (عب 12: 2). كنائب عنا، تألم وصُلب لحسابنا؛ فيه قمنا وفيه ارتفع إنساننا الداخلي إلى السموات معه (أف 3: 6)، لهذا يتهلل السيد المسيح نفسه بخلاص الآب الذي تممه فيه، ولعمله الفدائي... إذ "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16). لذا قيل: "يا رب بقوتك يفرح الملك، وبخلاصك يتهلل جدًا". ونحن أيضًا إذ صرنا ملوكًا نفرح بالشركة معه في صلبه، لأن ما يُسِرُّ الملك (المسيح) يُفرّحنا نحن أيضًا (1 صم 3: 16). في المسيح يسوع نتهلل حين نتمتع بعمله الفدائي في حياتنا اليومية وعند رؤيتنا الآخرين يَنْعمون معنا بذات النعمة التي نتمتع بها. |
|