رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم محبّة بعضكم لبعض" (يو 35:13) لذلك أرجوكم لنلتجئ كلّنا إليها. لنعانقْها وهكذا نتقبّل العيدَ الحاضر لأنه حيث تكون المحبّة لا تفعل أهواء النفس. حيث تكون المحبّة تتوقّف شهوات النفس الغريبة. "المحبة، يقول بولس، لا تتفاخر ولا تنتفخ لا تطلب ما لنفسها ولا تقبّح" (1كور 4:13-5) المحبة لا تؤذي الآخرين، حيث المحبّة لا يقتل الواحد أخاه. أَخرج من قلبك مصدر الفساد تُخرج أنهار الرذائل كلّها. اقطع الجذرَ تقطع في الوقت نفسه الثمرَ أيضاً. أقول هذا لأني أحزن على الذين يفسدون ويُبغضون أكثر من المُبغضين لأن المبغضين هم الذين يتأذّون أكثر من غيرهم. لأن البغضَ إن تقبلّناه يصبح فرصة للإكليل والأجر. أنظر أرجوك كيف أن الصدّيق هبيل يُمدح ويُذكر يومياً ومقتله أصبح له مدعاةً للمديح. وهو بعد موته يتكلّم بحريّة ويدين قاتله بصوت عال. لكن قاين أخاه بقي في الحياة أخذ أجره وفقاً لأعماله فبقي يتنهّد ويرتعد. أما هبيل الذي قُتل فقد ظهر بعد موته ذا دالةٍ كبيرة. كما أن خطية قاين جعلته يعيش حياةً شقيّة أشقى من الأموات، كذلك فضيلة هبيل جعلته يعيش بعد موته أبهى من قبل. لذلك ونحن أيضاً لنكتسب دالة في هذه الحياة وفي الأخرى، لكي نتمتع بالفرح الناتج عن العيد لنقضِ على كلّ الألبسة الدنسة التي للنفس لنتعرَّ خاصة من لباس الغيرة والحسد... أنتم إذاً الذين أصبحتم اليوم أبناء الله، الذين لبستم هذا اللباسَ البهجَ حافظوا بكلّ الطرق على الفرح الذي أنتم فيه الآن بعد أن أغلقتم على الشرّير من كلّ جانب لكي تتمتّعوا بفيض بنعمة الروح القدس ولكي تُعطوا أعمالاً حسنةً أضعافاً ولكي تستحقوا أن تواجهوا ملك السماوات عندما ينبغي له أن يأتي ويوزّع الصالحات التي لا توصف لأولئك الذين عاشوا في هذه الحياة حياةً فاضلة بمعونة ربّنا يسوع المسيح الذي يليق له المجد والقوّة الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آميــن. |
|