لنحمل سلاح الصلاة الدائمة بوداعة وتواضع قلب لكي نقدر أن نغلب الشرّ وننتصر على شهوات النفس الضارة، وينبغي أن لا يمل أحد من الطلب إلى صلاح الله لكي تدركنا معونته وتُعلمنا أن نصنع ما ينبغي وفق مشيئته التي تُعلن لنا بكلمته وفق تدبير كل واحد حسب ما نال من نعمة، وتربى بروح الوصية الصالحة المفلحة للنفس في طريق الحق.
ولنا أن نعلم أن كل إنسان إذا كان يقبل كل ما يُلقى في قلبه من أحلام أو رؤى أو أفكار بدون أن ينتبه إليها ويُميزها ويُقيسها على وصية الله الميزان الحساس الدقيق الوازن لكل شيء حسب الحق، فيتعامل معها ويفرح ويتلذذ بها ويقبلها كأنها سرّ عظيم ولا سيما إذا كانت مدحاً لأعماله الروحية معتبراً أنه أنجز بقدرته إنجازاً عظيماً، أو قام بدراسة لا يستطيع أحد غيره أن يأتي بها، ناسياً أنها إلهام نعمة الله وموهبته الخاصة التي ليست ملكه بل لخدمة الكنيسة وبنيانها، فأن الذين هم كذلك تصير نفوسهم آلة ومجمعاً للشرور وكل فساد، وأجسادهم خزائن لأسرار الظلمة المخزونة فيها والمدفونة في أعماقها خفية، لأن هؤلاء يصيرون – عن دون دراية منهم – كمدينة مظلمة يسكنها ملك آخر يعبث بها ويأكل ثمارها ويفسد كرومها ولا يتركها إلا خراباً، هكذا يملك عدو كل خير على تلك النفوس فيشوه جمالها الروحاني ولا يتركها إلا فارغة من كل صلاح النعمة، لذلك علينا أن لا نجعل لعدو كل خير فينا موضعاً وذلك برفض كل مشورة لا تأتي من الله حسب وصيته الصالحة، لذلك علينا أن نُصلي بدوانم طالبين من صلاح الله دائماً وبلا كلل أن يُلبسنا الحكمة ويُعطينا مخافته ويهبنا روح الإفراز والتمييز في كل شيء لكي نتعلَّم أن نصنع ما ينبغي لكي ننال العون والنجاة ونسير باستقامة بلا تشويش آمين