القدِّيس إكليمنضس السكندري
المبالغة في العطور
- يُدهن الموتى بالطيب، أما الدموع فهي للخطاة التائبين، الذين آمنوا بالرب .
- في حين أن ملوك اليهود كانوا يستخدمون الذهب والأحجار الكريمة والتاج الموشَّى، فإن الذين مُسحوا يلبسون المسيح على رؤوسهم، وهم بذلك – ودون أن يشعروا – يُزينون برأس الرب نفسه. الحجر الكريم واللؤلؤ يشير إلى الكلمة نفسه. فالذهب هو الكلمة الحيّ الذي لا يفسد، والذي لا يسمح بفسادٍٍ، لذلك أحضر له المجوس الذهب وقدموه عند ولادته، كرمزٍ للملك .
v يستخدم البعض أنواعًا لا حصر لها من العطور، حتى يفوح منهم عطر بالغ في الفخامة، وهم يبخرون ملابسهم ويرشونها بالعطور، ويصنعون هكذا بالفراش والمنازل، بل وتصل الرفاهية إلى تعطير جميع أوانيهم أيَّا كان استخدامها بالعطور المختلفة. يوجد البعض يضايقهم الاهتمام الزائد بمثل هذه الأمور. ويبدو لي أنهم في ذلك محقّون، إذ يكرهون العطور، لأنها تسبغ على الرجال خنوثة وميوعة، حتى أنهم يطردون من يصنع تلك العطور عن ولاياتهم المنتظمة وأيضًا الذين يقومون بتركيبها وبيعها.
- ليكن عطر المرأة ذاك الذي تفوح منه رائحة ملوكية حقيقية، أي رائحة المسيح، وليست رائحة صادرة عن مساحيق معطَّرة. لتكن رائحتها دومًا صادرة عن طهرها ووداعتها، فتجد لذَّتها في المراهم المقدسة التي للروح. هذا هو دهن العطر الذي يعدّه المسيح للتلاميذ، مصنوع من مكونات ذكية له رائحة سماوية .
- التعطر الزائد عن الحد يليق بالجنازات وليس بالحياة الزوجية .
- كما نبتعد عن الترف في الأكل، يلزمنا أيضًا أن نتجنب الشهوة في النظر وفي الشم، حتى لا يتسلل الإفراط إلى أرواحنا، وبالجري وراء المتعة خلال حواسنا، وكأنها أبواب مفتوحة بلا حراسة .
- للزهور جمال، يمتع الناظرين إليها. وأننا نمجد الله الخالق العظيم عندما نستمتع بالنظر إلى كل ما هو جميل من الأشياء. لكن استخدام هذه الزهور بهذا الشكل (المبالغ فيه) فهو مؤذٍ، وسرعان ما ينتهي بالندم، وسرعان ما تذبل، سواء من جهة شكلها أو رائحتها .