حينما يقول عن الروح: "ذاك يمجدني" (يو16: 14) فنحن، بصواب نفهم، أنه لا يعنى أن المسيح والابن الواحد، كان ينقصه المجد من آخر، فاكتسبه من الروح القدس، وذلك لأن روحه ليس أسمى منه ولا فوقه. ولكنه يقول أنه يمجده لأنه استخدم روحه القدوس للقيام بالأعمال العظيمة ليظهر لاهوته الشخصي، مثلما يتكلم إنسان عادى منا مثلًا عن قوة بدنية أو مهارة معينة له بأنها تمجده. لأنه رغم أن الروح يوجد في أقنوم متمايز، ويعرف بالتحديد إنه هو الروح وليس الابن، إلا أنه مع ذلك ليس غريبًا عن الابن، لأنه يدعى روح الحق والمسيح هو الحق، والروح يرسل منه [(انظر (يو 16: 13)]، كما أنه يرسل بلا شك من الله الآب أيضًا. لذلك فإن الروح صنع عجائب بأيدي الرسل القديسين بعد صعود ربنا يسوع المسيح إلى السماء، وبذلك مجده. لأنه بواسطة عمله الشخصي من خلال روحه الخاص نؤمن أنه هو الله بحسب الطبيعة. ولهذا السبب قال أيضًا: "لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو16: 14). ونحن لا نؤكد ولا للحظة أن الروح حكيم وقوى نتيجة المشاركة، لأنه كلى الكمال ولا ينقصه أي صلاح. ولكن حيث أنه روح قوة الآب وحكمته أي روح الابن، فهو بكل الحق الحكمة والقوة المطلقة.