رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلمة قداسة البابا تواضروس بصلاة جناز نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف البحر الأحمر بالكنيسة البطرسية بالعباسية بسم الآب والإبن والروح القدس آلها واحد آمين. نودع على رجاء القيامة مثلث الرحمات نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف إيبارشية البحر الأحمر. نودعه بعد إن حمل صليب المرض طويلا وتعب كثيرا لكننا على رجاء القيامة نودعه. إننا يا أخوتي الأحباء عندما نودع الذين عاشوا معنا على الأرض وخدموا وكانوا يتحركون أمامنا في كل مكان ولهم صوت والآن كل شئ قد سكن وأنتقل إلى يد الله. إننا نفق في لحظات الموت وهذه هي أصدق اللحظات التي نعيشها على الأرض فكثيرا ما تكون حياة الإنسان في هموم ومشاغل الأرض ينسى ذاتع ونفسه وحياته وأيضل ينسى آخرته ولكن الله يسمح لنا بانتقال أحبائنا ونجتمع جميعا لكيما نودعهم ونذكر أنفسنا بهذه النهاية المكتوبة على كل إنسان خلق على هذه الأرض. الموت يا أحبائي هو إنتهاء للهموم العالم ومتاعبه ومشاكله وأمراضه ولكنه في نفس الوقت بداية لا نهاية لها فنحن نؤمن بالإبدية وبالخلود وبالحياة الآخرى. الإنسان يعيش على الأرض كثيرا أو قليلا وتموتد حياته سنوات ولكنها في عمر الأرض قصيرة ثم ينتقل إلى الجانب الآخر من الحياة الذي نسميه الحياة الأبدية أو الحياة الآخرى ونعرفه بإنه هو الخلود فالحياة الآخري هي الباقية والمستمرة بإعتبار إن الأرض حياتها فانية. إنها بداية..يبدأ الإنسان بعد أن حصل حياته على الأرض فيبدأ في السماء البداية الجديدة التي لا تنتهي وتكون حياته على الأرض بمثابة تحضير لحياته السماوية. أيضا الموت هو حزن لكنه حزن بلا يأس لأننا لا نحزن كالباقيين الذين لا رجاء لهم. هو حزن بلا شك لأننا بمشاعرنا الإنسانية وبعلاقتنا الإجتماعية نرتبط بمن ربونا وعلمونا وأعطونا فرصة أن ننضج في هذه الحياة ولذلك يقول الكتاب المقدس كما أستمعنا “أذكروا مرشديكم الذين ربوكم بكلمة الحق، أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم” نحن نذكر كل الذين علمونا والذين أرشدونا وعمل الأب الأسقف هو التعليم أولاً فالأسقف معلم ليس بالكلمة فقط بل بالقدوة. فالقدوة وسيلته الأولى كما كان السيد المسيح في خدمته على الأرض. أيضا الموت هو نوعا راقي من السلام. الإنسان يعيش على الأرض ويبحث عن السلام سواء لشخصه أو لمجتمعه أو للإنسانية كلها. ولكن لأن مجتمع الأرض بصفة عامة يعيش في الخطية التي تمتد من مكان إلى آخر ولذلك يهرب السلام فلا يمكن أن يجتمع السلام مع الخطايا الكثيرة التي قد توجد. أما في السماء فهي خالية من كل خطية فهي مجتمع النقاوة ولذلك السماء هي مجتمع السلام الكامل. ولذلك الذي ينتقل نقول له أنه قد تنيح وكلمة تنيح معناها إنه نال راحة وسلام لا ينتهي السماء. نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولد في الأربعينيات وخدم في الخمسينيات وتخرج من كلية الهندسة جامعة عين شمس في الستينيات وألتحق بالدير في أواسط السبعينيات وبدأ في تكريس حياته في الحياة الرهبانية والكنيسة وفي الثمانينيات أختير لكي ما يخدم في فرنسا خدم أكثر من ست سنوات هناك وكانت الخدمة في فرنسا في بدايتها إنتدبه االمتنيح البابا شنوده لكيما يخدم هناك وخدم خدمة طيبة وناجحة هناك. وفي التسعينيات إختارته السماء ليما يكون أسقفا للإيبارشية الجديدة إيبارشية البحر الأحمر. كانت جزءا من إيبارشية كبيرة في قنا أيام المتنيح الأنبا مكاريوس وفي زمن البابا شنوده تم تقسيمها فصارت إيبارشية البحر الأحمر إيبارشية خاصة ويعتبر يافة الأنبا ثاؤفيلس هو أول أسقف على هذه الإيبارشية الهامة ..إيبارشية ساحيلية ويتردد عليها مصريين واجانب كثيرين من كل مكان ولها طبيعة خاصة ولكن المتنيح الأنبا ثاؤفيلس خدمها بكل أمانة فشيد الكنائس وأماكن الخدمة وأهتم بالإجتماعات الروحية لكل القطاعات في هذه الإيبارشية المترامية الأطراف. وأعطاه الله بحسب ما أعطاه الله من جهد وصحة ووقت خدم وأهتم وكانت إيبارشيته محل زيارات كثيرة من الآباء الأساقفة أخوته والآباء الكهنة في أوقات كثيرة لذلك كنا نرى المحبة المتورفرة والوافرة في هذه الإيبارشية. وبعد أن كمل عمله وخدمته وبعد أن خدم هذه الإيبارشية سبعة وعشرون عاما وحمل صليب المرض وقتا طويلا لكنه كان أمينا إلى النهاية. وإختاره الله لكيما يكون عنده وأستمع إلى النداء تعالوا إلي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم فتجدوا راحة لنفوسكم. بإسم الكنيسة القيطسة والمجمع المقدس وكل الآباء الحضور الآباء المطارنة والآباء الأساقفة والآباء الكهنة والحضور نعزي هذه الإيبارشية نعزي أبنائه الروحيين وكل الذين خدم معهم. نعزي مجمع الإيبارشية للآباء الكهنة والخدام والمكرسيين الذين خدم معهم وتربوا على يديه وتعلموا منهم. نعزي كل كنيسة نعزي نفوسنا إننا نودعه على رجاء القيامة وكما قلت أننا لا نحزن كالباقيين الذين لا رجاء لهم. نحن نودعه ونشكر الله أنه أعطانا راعيا صالحا خدم كل هذه السنوات الطويلة وعندما أتم رسالته ذهب إلى الله. الإنسان له رسالة يخلقه الله لرسالة وعندما يكون أمينا فيها تكتمل هذه الرسالة ويكتمل عمله ويكون نصيبه في السماء وبحسب الوصية “كن أمينا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة” نودع أخونا الحبيب نيافة الأنبا ثاؤفيلس نودعه ونحن في ملء الرجاء ونصلي أن يدبر الله حال هذه الإيبارشية ويدبر خدمتها وسيكون نيافة الأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر مشرفا على هذه الإيبارشية لحين تدبير من يرعاها ومن يدبر كنائسها. يباركنا الله بكل بركة روحية ىيكمل أيامنا بسلام له كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين |
|