الأحد الثاني من الصوم المبارك(مرقس 2: 1)
وتكريم القديس غريغوريوس بالاماس
في هذا اليوم المبارك الذي نكرّم فيه قديساً من كبارنا وهو رئس الكهنة غريغوريوس بالاماس .
الذي علمنا أن السلام الداخلي والثبات على الإيمان والشوق ، يمكنوننا من رؤية مجد الله في ضياءٍ يتنزل علينا من فوق ، من عند أبي الانوار ، ليحل فينا شيئاً من الأزل ويقودناويرفعنا بالنعمة لنسخر من كل ملذةٍ دونه على الأرض .
من خلال إنجيل اليوم وآية شفاء المخلّع الذي حمله إليه أربعةٌ . لم يسعوا إلى تفريق الجموع الذين يلتفون حول الرب ليسمعوه أو يروه . لم يُعطوا لأنفسهم الحق والاولوية على الآخرين ، الذين هم أيضاً يرغبون أن يلمسهم يسوع الناصري .
لم يتعدوا على حق الآخرين في رؤية يسوع ، لأنهم يعرفون الحق والحق حررهم وآمنوا ان يسوع هو وحده الطريق والحق والقيامة، وأنه وحده القادر على انتهار الشيطان وكل الضعفات التي يضربنا بها الشرير ليشوه الصورة التي يريدنا الله عليها.
لم يزعجوا أحداً . إرتفعوا فوق كل هذا . إرتفعوا إلى فوق . صعدوا ، إلى فوق ، نقبوا سقفاً أقامه الناس ، فنقبوه ! ليصلوا إلى يسوع .
لايريدنا الله أن (ننقب) الناس أن نسعى إلى كسرهم ، إلى أو قتلهم بحجة عمل الخير، ليس لك حجة في ذلك . لايمكنك ان تبيد الأشرار من أمامك ، بل يمكنك أن تحطم كل جدارٍ وسقفٍ قد يضعونه بينك وبين ربك ومخلصكِ يسوع المسيح .
إرفض مقولات الناس وعادات الناس التي تحمل تقليد الناس ولا توافق فكر الله وتقاليد القديسين . إحمل محبتك ووثبت وجهكَ نحو يسوع الحبيب المنشود وستصل لامحال .
الأربعة نقبوا السقف و(دلوه) رائع هذا العمل. لقد بقوا في الخلف متوارين عن الأنظار! لايهم أن ينظرهم الناس ويمجدوهم على عملهم .
لم ينزلوا ! المهم ان يتشفع الرب لأجلهم وأن تكتمل فرحتهم ومحبتهم في الأخ الضعيف ويقيمه من تخلعه وُيعلنَ مجد الله بين الناس ويمجدوه لأنه به وحده يليق الشكر والمجد .
أيها الإخوة , الخطيئة هي سقف حياتنا الذي يحجب رؤيتنا للرب يسوع .
الكثير من المسيحيين لايؤمنون حقاً أن الرب قادر على الشفاء ، ولايصدقون إن سمعوا بشفاءٍ عجائبي حصل لأحدٍ ما! لماذا ؟ مع انهم مسيحيون ، صح ولكن مع الأسف بالإسم فقط .
أو مسيحيون موسميون يلتفون حول المسيح في المناسبات والإحتفالات و( الزياحات ) وسوف نراهم غداً وبعد غد والأيام الآتية في الاسبوع العظيم ويهجمون في هجمة الفصح .وقلةٌ منهم ينقبون السقف ويبلغون إلى القيامة المجيدة .
وبالرغم من كل هذا فهو مستعدٌ لأن يُصلبَ كل يوم وسنة ، ناظراً إلى الذي يطعنوه بخطاياهم راجياً أن يتمكنوا من نقب السقف والعودة إليه سريعاً .
قد تبلغ الخطيئة مبلغاً بعيدا بالإنسان عن نور الله . لتصبح ستاراً سمسكاً أسوداً . وتأسرنا خلف سراب اليأس لتحرمنا الرجاء والامل بالتوبة وإمكانية العودة للقاء الرب من جديد .
إنه السقف الذي يدعونا الرب أن ننقبه بعزمٍ وإصرار لأنه ينتظرنا خلفه بشوقٍ . الرب قريب جداً أقرب من النفس للجسد ، لاتبحث عنه بعيداً إنه فيك في قلبك وعقلك ، سله ما العمل يارب ؟ وهو يجيبكَ فرحاً ليقودكَ إلى الطريق إليه وهو قصيرٌ قصيرٌ جداً .
ثق أنه بالرغم من كل مافعلته وما أحزنته وما عصيته به ، فهو لم ولن يترككَ وهو يتنتظر عودتكَ إليه . إقرع صدرك تائباً فيفتح لك على الفور سريعاً .
قل له يارب , يارب ، أُريد أن اشفى من تخلعي وضعفاتي وعيوبي وكل ما يبعدني عنكَ . ساعدني على نقب السقف السميك الذي يحجبك عني ، اعطني أن أرى نور مجدك البهي وعمّد به حياتي ، إغسلني من جديد ، فلقد مللت الجلوس وإنتظار السراب.
إن خيبتني وظنوني وأفكاري استعبدوني وأسرني الغرور ، وسكرت من الأنانية حتى الثمالة وفقدت كل اتزاني ولم أعد أعرف نفسي وأعيش غربة في داخلي ، وليس لي ميناءً سواك يارب ، أضئ منارتك فيَّ لأراكَ من جديد وإني أسلمك مركب حياتي لتقودها إلى حيث تشاء وانا أذكر مشيئتك وهي عزائي ومشتهايّ .
أعطني يارب أربعةً في حياتي ليحملوني إليكَ .
أعطني الندم لأندم على كل ما أحزنتكَ به ، فبالندم أرى عظمة محبتكَ والتي لاأستحقها ، وهو يُخرجُ من نفسي المرارة التي تذكرني بالطعنات التي سددتها إليك في الوقت الذي كنتَ تمسح فيه عرق تعبي و وتتألمَ لتعستي !.
أعطني التوبة بالإعتراف فهي السلم إليك وبدونها سأتوه من جديد .
أعطني التواضع لأعلم أن ليس كل مايلمع في فكري وعقلي ذهباً ، وأن السجود عند قدميك هو العزة والسلام . وهبني أن أتذوق مع بولس الإلهي ذلك الفخر الذي تفجر من صليبك المجيد .
وأخيراً أعطني المحبة لأنها قمة النِعم وهي شيئٌ من ازليتكَ ومجدٌ منكَ ، ونورٌ يقيم فينا على الدوام والتي بها ننظر وجهك المبثوث في الإخوة الصغار والضعفاء فينا .
هذا ما علّمنا إياه قديسنا الكبير المتلألئ بالنعمة غريغوريوس بالاماس
الذي نقب سقف العالم الخداع وبلغ إلى رؤية نور مجد الله الذي لايماثله مجد .
فبشفاعات أبينا القديس غريغوريوس أيها الرب يسوع المسيح إرحمنا وخلصنا . آمين .