رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قوة الصليب وكرامة حمل الصليب كتاب في مديح القديس بولس - القديس يوحنا ذهبي الفم - القمص تادرس يعقوب ملطي قوة الصليب! هذا هو العجب فهو أكثر بهاءً في السلاسل والجلد والجراح أكثر مما لو كان يرتدي الأرجوان والتيجان، فملابسه هذه تجعله أكثر بهاءً وهذه الكلمات ليست خطبة جوفاء. إذا كان شخص ما مصاب بالحمى فآلاف من الجواهر والملابس الأرجوانية لا تستطيع أن تخفض من درجة الحمى، ولكن مآزر بولس التي توضع على المرضى كانت تزيل كل الأمراض فإذا رأى اللصوص ألوية الملك لا يقدرون أن يقتربوا بل يهربون فكم بالأكثر الأمراض والأرواح الشريرة التي تهرب حينما ترى الصليب. كرامة حمل الصليب حمل بولس هذا الصليب ليس لأجل نفسه فحسب ولكن لكي يعلم الجميع أن يفعلوا مثله لذا يقول: "كونوا متمثلين بي معًا أيها الأخوة ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عندكم قدوة" (في17:3) وأيضًا "وما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيّ عندكم قدوة" (في9:4) وأيضًا " لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضًا تتألموا لأجله" (في 29:1). تظهر الكرامات البشرية بصورةٍ أفضل عندما تجتمع في شخصٍ واحدٍ، لكن الأمر مختلف في الروحيات، فإن الكرامات تكون أكثر بهاءً حينما يشترك فيها كثيرون ولا تقتصر على شخصٍ واحدٍ بل يتمتع بها كثيرون. ها أنتم ترون الجميع حاملي لواء المسيح، كل واحد يحمل اسمه أمام شعوب وملوك، أماّ بولس فحمله أمام وجه الجحيم والعذاب الأبدي. إنه لم يطلب ذلك من كل أحد،ٍ لأنهم لا يستطيعون أن يحتملوا هذا كله! أترون مقدار الفضيلة التي يمكن للطبيعة البشرية أن تبلغها، وأن هذا هو أثمن ما يقتنيه الإنسان في هذه الحياة؟ أتستطيع أن تذكر لي ما هو أثمن من ذلك؟! أيوجد كم من ملائكة ورؤساء ملائكة لا يستحقهم من ينطق بهذه الكلمة؟! بينما كان لا يزال في هذا الجسد المائت الفاسد ضحى من أجل المسيح، بكل ما في قدرته، بل وما لم يكن في قدرته. لقد تخلَّى عن الأمور الحاضرة والمستقبلة، الارتفاع والعمق، بل وكل خليقة. لو أن هذا الإنسان كان في طبيعة لا تفسد فماذا كان لا يقوله؟ وماذا كان لا يفعله؟ نتعجب من الملائكة لأنهم يستحقون هذه الكرامة، ليس لأنهم غير هيوليين، فالشيطان غير هيولى وغير منظور، مع هذا لا يوجد من هو أبأس منه، وذلك منذ عصى الله الذي خلقه: هكذا ُيدعى البشر بائسين ليس عندما نراهم في جسدٍ بشري، وإنما عندما يفشلون في استخدامه كما ينبغي، فبولس أيضًا له جسد بشري. |
|