منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 07 - 2014, 04:48 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,147

كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب
مقدمة

كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب
القديسان أباكير ويوحنا في الصف الأول في تاريخ قديسي الكنيسة القبطية. وامتياز شخصيتهما، وكرامة وظيفتهما، وأيضا لبطولة شهادتهما كما برزت شعبيتهما بالأخص بسبب المعجزات العديدة التي جعلت الجموع تتقاطر علي مدينة (منوآس)(1) Menuthis بعد نقل جسديهما باحتفال عظيم في عهد القديس الأنبا كيرلس البطريرك الرابع والعشرين.
وذاعت شهرتهما جدا في القرن الثامن في كل بلاد الشرق، ومدحهما القديس يوحنا الدمشقي في مقالاته، وذكرهما القديس صفرونيوس S.Sophrone بطريرك أورشليم بإكرام عظيم في مقاله في مجمع آباء نيقية الثاني.
_____
الحواشي والمراجع:
(1) وهي " بوخيريس" القديمة، علي مسافة ميلين من "كانوب" Canope، وعلي مسافة أربعة عشر ميلًا من الإسكندرية، بالقرب من أبو قير الحالية، في المكان الحالي القلعة.
أما "كانوب" Canope فهي مدينة من المدن القديمة بمصر بالقرب من أبو قير الحالية، غرب مصب فرع النيل. وقد سميت باسم ربان سفن "منيلاس" Menelas، "كانوب" Canope الذي مات فيها. وكانت هذه المدينة هي المكان المفضل عند الإسكندريين لملاهيهم فكانوا يأتون إليها بالمراكب في المواسم ويستسلمون لأشر أنواع المجون،
رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب

أباكير الطبيب الماهر

كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب
ولد أباكير بالإسكندرية، أما يوحنا فولد بالرها. وجمعتهما العناية الإلهية في حياتهما، وفي العذابات والقبر، وفي مجدهما.
وسعد الأول بأبوين تقيين حقا كانا يقدمان ممارسة الفروض الدينية علي كل شيء، وكان لهذه القدوة الماثلة أمام عينيه وهو طفل أثر كبير علي وجدانه، فلما أتت أوقات الشدة فيما بعد، ما كان عليه ألا أن يتذكر. وبعد أن أنهي دراساته الثانوية، دخل مدرسة الإسكندرية الشهيرة حيث تعلم الطب. ولما حصل علي الشهادة مارس فنه باهتمام بالغ وأصبح من أمهر الأطباء في وقت قصير. كان يجري شفاءً عجيبًا، وبأدويته الناجحة يخلص الأجساد.
كان يشفي النفوس بقدوة فضائله التي كانت تنتقل وتتفاعل،. وإذ كان على بينة من أثر الناحية النفسية علي الناحية الجسدية، كان في طريقته في العلاج يربي في المرضي ممارسة العادات السليمة والثقة التي لا حد لها في الطبيب الأعظم الذي يشفي كل الجروح، بينما الإنسان لا يفعل سوي أن يضمدها فقط.
بدلا من أن يلجأ إلي جالينوس وابقراط وأعلام الطب في الأزمنة الغابرة. كان يستمد فاعلية علاجه من ينابيع أكثر طهرًا، يغترفها من حيوية أيمانه، وبمعونة الله، كان يصحب تجديد الروح علي العموم عودة الصحة الجسدية، وكان عدد المؤمنين يزداد كل يوم.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب

القديس أباكير الناسك

كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب
وكان نجاحه المستمر قد جلب له جمعًا غفيرًا من الزائرين حتى كان أكثر أطباء الإسكندرية شهرة وشعبية، وكان الأغنياء والفقراء علي حد سواء يلجأون إليه التماسًا لخدماته الممتازة، وكانت بالمدينة العظمي شتي الأنظمة الاجتماعية، والعبادات الدينية، وفيها مختلف الجنسيات، وكانوا يتواجدون جنبا إلي جنب في عيادته.
وكان أقل ما يجب نحو مثل هذه الشعبية حمايته الدائمة من الاضطهادات، ألا أن الأمر لم يكن كذلك أبدًا. ففي ذات يوم لا نعرف كيف أو بفعل من، علم الوالي سيريانوس أن هذا المحسن الكبير للبشرية المتألمة مسيحي. وفجأة تحتسب خدماته الماضية لا شيء؛ وانه ساحر مشعوذ، لهم أن يقبضوا عليه كفاعل شر، فأصدروا أمرًا بذلك،ولكن القديس أباكير الذي كان له، علي ما يبدو، أنصاره الأذكياء من المتصلين بالوالي. فقد عالَج الأمر، وهرب من المدينة وجعل سلسلة الجبال العربية سدًا بينه وبين سيريانوس. فلما تقدم موظفو الوالي إلي منزله ليمسكوه، فوجئوا بأنه قد هرب بعيدًا ولم يتمكنوا من شيء، إذ كان قد نفذ وصية السيد في حرص: "ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلي الأخرى" (مت10: 23).
وانضم القديس أباكير في الصحراء إلي النساك، واتبع أسلوبهم في الحياة، ولبس التونية الخشنة ونزع معهم إلي التأمل. ومن ناحية أخري لم يترك مهنته المفضلة كلية، إلا انه أصبح له عملاء من نوع مختلف، فتغيرت طريقته في العلاج. كانت الأشفية التي لا حصر لها نتيجة لصلواته أكثر منها لعنايته الطبية، فتعدت شهرته حدود الصحراء، إلي فلسطين وسوريا وحتى أقاصي بلاد ما بين النهرين(الدجلة والفرات) Mesopotamie حيث زميله الذي لم يفترق عنه حتى في الموت وفي المجد.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب

يوحنا الضابط اللامع يتوحد

كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب
كان لمدينة الرها القديمة الغنية، ككل مراكز الحضر، جيش معظم رجاله منها. وكان علي رأسهم ضابط لامع مجرب ذو إيمان، كما كان شجاعًا. ومنذ زمن بعيد كان يحلم باستبدال بدلته الرسمية بملابس المتوحدين، فقد بدت له الرغبة في شن الحرب علي الشيطان عدو المسيح، لها مجد متضاعف أعظم من المجد في خوض المعارك ضد الأعداء. فأقدم بشجاعة ووضع خطته موضع التنفيذ، واستقال حسب القانون، وبعد أن شطب اسمه وأصبحت له الحرية الكاملة في التنقل، سافر إلي أورشليم حيث زار الأماكن المقدسة، ثم مضي إلي الصحراء لكي يقابل زميله وكانت شهرته قد أثرت فيه من الناحية الروحية تأثيرًا شديدًا وعجلت باتخاذه قراره.
وتوثقت عُرى الصداقة بينهما وأصبح يعادله في القداسة كما كان قبلا يعادله في القداسة المركز. وحذا حذوه وشهد لفضائله ومعجزاته، فكن أباكير نموذجًا يقتدي به القديس يوحنا في حياته، ويتمثل بكل صفاته العجيبة حتى يصبح هو نفسه أن أمكن ذلك أباكيرًا ثانيًا.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 04:52 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب

القبض على أثناسيا وبناتها العذارى: تيؤدورا، تاؤبستي، تاؤذكسيا
كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب

في ذلك الوقت، كان الاضطهاد الذي أشعله دقلديانوس وجالير يستمر في العالم أجمع من تسع سنوات تقريبا. وكانت الإسكندرية في كل يوم مسرحًا لعديد من حالات الإعدام الجديدة ويبدو أن الوالي سيريانوس كان يلذ له رؤية هذه المذابح البشرية ويحرص ألا يترك السيف لقطع الرؤوس في غمده.
وكانت المدينة، وقري الدلتا الخضراء وبراري "التبابيد"(1) Thébaide.
من هذا العالم، ملطخين بدمائهم ليذهبوا للإقامة في مساكن الفردوس. وانتهي بالجمع الأهوج الأمر إلي التعود علي هذه المناظر المفجعة التي كانت تحتمي في ظل القانون. وحينئذ حدث ما أنتزع الجمع من جموده وأثر تأثيرا بالغًا في النفوس. فقد امسكوا أثناسيا وبناتها الثلاث العذارى ثيؤدورا (تفسيرها عطية الله)، وتاؤبستي (تفسيرها أمانة الله)، وتاؤذكسيا (تفسيرها مجد الله)، واقتادوهن مقيدات إلي كانوب(2).
وكان رئيس كهنة سيرابيس، كاسيانوس، هو الذي أوحي باتخاذ هذا الإجراء. فقد شعر بكل ما ينطوي عليه تنفيذ الحكم فيهن بالإسكندرية، فما كان شعب الإسكندرية ليفوته أن يتظاهر بالتحمس لصالح ضحايا محبوبة مثلهن، فجمعهن في كانوب لمدة طويلة بحيث تكون كافية لان ينسي الناس فعله الجسور، معتزمًا قتلهن بسرعة في حالة فشله في أقناعهن بأن يذبحن للأوثان.
وتسبب ذلك في اضطراب عظيم في المدينة؛ وانتشر الخبر في كل مصر، وعلموا في الصحراء حيث كانوا يسمعون الشائعات منذ أن بدأت العاصفة.
_____
الحواشي والمراجع:
(1) في القرن الرابع، كانوا يسمون تبابيد Thébaide كل الجزء من مصر الواقع جنوب "ممفيس" Memphis. وكانت تقسم إلي تبابيد السفلي Basse-Thébaide وتشمل "الهبتانوميد" Heptanomide، أي مصر الوسطي، والي تبابيد العليا Haute-Thébaide وتشمل الصعيد.
أما ممفيس Memphis فهي "مانوفري" Mannofri القديمة، مدينة "هاكوفتاح" Phtah، "هاكوفتاح" Hakouphtah، وهي التي اخذ عنها اليونانيون اسم مصر حسب رأي "بروجش" Brugsch. وكانت عاصمة مصر قديما. ويروي المؤرخ المشهور "هيرودوت" Herodote أبو التاريخ، أن بهاء هذه المدينة كان عظيما لدرجة تفوق الوصف. وتوجد أثار هذه المدينة بالقرب من سقارة.
(2) انظر الحاشية في أول الكتاب.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب

أباكير ويوحنا في الإسكندرية لتشجيع الشهيدات



كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب

أما القديس أباكير الذي كان يعرف هذه العائلة جيدًا منذ زمن طويل، فكان يرتجف إشفاقًا علي قوة احتمال الشابات، وكان يخشي أن يغلبهن عنف العذابات، فرأي الفرصة سانحة وطبيعي أن يبذل ما في الوسع كمسيحي. فترك الصحراء وذهب مسرعًا إلي الإسكندرية, وبصحبته يوحنا الذي كان يسعي أيضا لينال أكليل الشهادة.
وبالرغم من احتياطه حتى يخفي عودته، فقد عرفوه بسرعة، وكان البعض يحتفل به، والبعض يستشيره، وسرعان ما شكوه للوالي الذي لم يبد دهشة لذلك علي أي حال. فقد كان في الليلة السابقة قد رأي رجلين في حلم، هما أباكير مرتديًا ملابس متوحد، وزميله بملابس ضابط: وكان كلاهما يشجعان السجينات الشهيرات علي مقاومة أحكامه واحتقار عبادة ألهمته، بينما كانوا جميعهم يسجدون أمام المسيح ويؤدون له الإكرام اللائق به كإله.
وفي الغد قبضوا عليهما في كانوب حيث كانا قد ذهبا ليقوما بالواجبات التي تقسم بالمحبة، وقدموهما للمحاكمة فورًا. قال لهما سيريانوس:
(أيها البؤساء، حقًا أنتما أعداء ألهتنا، قد حصرتما لكي تؤثرا علي أولئك الشابات وتوعزا إليهن بعصيان قوانين قياصرتنا العظام، فأسرعا واذبحا للإلهة فتكفران عن عدم احترامكما السابق، وإلا عدمتم كل شيء، الكرامة والحياة. فلم ينفذ بسببكم صبر سيريانوس ودقلديانوس قيصر فحسب، بل طول أناة الإلهة - الخالدة أيضًا. وأنهم كلهم تسامح عن الجريمة، لكنهم ينتقمون شر انتقام من الذين يهينونهم.)
حينئذ قال أباكير ويوحنا: (أيها الوالي، لا داعي للمناقشة، وإليك الرد في كلمتين: ليس لنا ما نصنعه باعتبارك وبكراماتك، أننا نرفضها، نحن مسيحيون وسنظل كذلك أبدًا).
فقال الوالي: (ماذا!! أيها الوقحان، أتحتقران رأفتي، أتظنان إنكما تستطيعان الهروب من تهديداتي، إن كل شيء عندكم مرجعه الكبرياء والتفاخر، أذن، لا اكتفي بالكلام؛ وعلي العمل).
فأقاموا الدعوي وصلوا في الحال المرأة القديسة أثناسيا وبناتها الثلاث، ثيؤدورا، وكان عمرها خمسة عشر سنة، وثيوبستي، وعمرها ثلاثة عشر سنة، وثيوذكسيا، وعمرها أحدي عشر سنة، لكي تتسلي بمشاهدتهن الجماهير، وهذا العذاب كان ما تخشاه هذه النفوس الطاهرة.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب

عذابات يوحنا وأباكير واستشهادهما

وفي أثناء ذلك كانوا يضربون أباكير ويوحنا بعد أن عروهما، ويسلخون جسديهما بسياط مسلحة بخطاطيف، واحرقوهما بالمشاعل، ثم رشوا علي جراحاتهما المفتوحة بالخل الممزوج بالملح، وكانوا يدلكون الجروح بأقمشة من حرير، وسكبوا علي أرجلهما شحما مغليا، وبالاختصار استعملوا كل الوسائل التي في مخليتهم الهاذية للتعذيب لكي يحاولوا أن يزعزعوا إيمانهما ويكسروا ثباتهما.

كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب
و الحق يقال، لقد كان المشاهدون يتألمون أكثر من الشهداء. فكان مجرد منظر العذابات المختلفة التي كانوا يعذبونهم بها في غير هوادة، يجعلهم يصيحون صيحات الفزع. وكانت الاحتجاجات الساخطة وحدها توقف أذرع الجلادين.
وتأجلت قضيتهما لمدة قصيرة. فقد قطع أمامهما الجلاد رؤوس المرأة الشهيرة وبناتها الثلاث. وكانا قد حضرا لكي يعزيانهن في المعركة الكبيرة، فكن يضعن أمامهما بشهادتهن مثال الشجاعة والأمانة التي لا تتزعزع.
ولما انتهي الوالي من هذا العمل المؤسف، عاد إلي بطلي المسيح. والقي عليهما أحدي تلك الخطب الطويلة وكلها رياء، وقد إلف كل المضطهدين سماعها، يتظاهرون بأنهم يهتمون أشد الاهتمام بأمر الضحايا الذين سوف يذبحونهم بنفاق،فيصورون أمامهم مباهج الحياة واحدة واحدة، وفظاعة الموت. فكانت الهدايا الفاخرة والتهديدات المرعبة والعذابات التي لم يسمع بمثلها، والمكافآت التي تجاوز حدها المعقول. وكانت ابتسامة الشهيدين فيها احتقار واستهزاء. ففهم الوالي أنه يضيع وقته ويتكلم في الهواء، لذلك توقف فجأة، ونطق بالحكم كيفما اتفق:
(أباكير رئيس الجليليين، ويوحنا من ذات الشعب المتهمان بعصيان القوانين، وبمخالفة القرارات الإمبراطورية وباحتقار الإلهة الخالدة، حكم عليهما بقطع رأسيهما. هكذا نأمر الأباطرة).
ونفذوا الأمر في الحال. وانتهت القضية بسرعة كما كان يعتزم سهريانوس. وهكذا وجد الشعب نفسه أمام الأمر الواقع: وعلمت الإسكندرية بخبر ميته طبيبها المشهور المفجعة قبل أن تعلم بخبر القبض عليه، فانذهل الناس.
وفى المساء حضر أناس أنقياء وأخذوا رفات الشهداء. فرضعت أجساد القديسات في تابوت واحد، ودفنوا القديسين أباكير ويوحنا في نفس القبر بكنيسته مارمرقس حيث ظلت قرنًا من الزمان، إلى اليوم الذي أخرجهم القديس كيرلس لكي ينقلهم إلى "مينوتس" Menuthis بالقرب من كانوب حيث تمت معجزات عديدة باهرة.
وأصبح المنزل الذي يسكنه أباكير بالإسكندرية موضع تكريم كل مواطنيه، وهدفًا يحج إليه الأتقياء. ولما ألغى قسطنطين منشورات الاضطهاد وأعطى الحرية للعبادة المسيحية، تحول إلى كنيسة، وكرسوها باسم الثلاثة فتية الذين ألقاهم نبوخذ نصر في الغار. وكانت تتم فيها معجزات باهرة بشفاعتهم.
وقد حمل جسدا القديسين أباكير ويوحنا إلى روما عند الفتح العربي لمصر سنة 641م. وتوجد بمصر القديمة كنيسة أثرية على اسم القديسين. ولما لهما من الشهرة العظيمة، فقد أسست قرية في ضواحي متوتس بالقرب من بقاياها وسموها باسم الشهيد العظيم أباكير(1)، إرضاء للرأي العام وشهادة لخادم الله.
_____
الحواشي والمراجع:
(1) منطقة أبو قير الحالية بالإسكندرية، مصر.
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 07 - 2014, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,147

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب

معجزات الشهيدان يوحنا وأباكير


ونأتي فيما بعد بالقليل من معجزات القديسين للشهيدين أباكير ويوحنا:
-1-
كان تيودور كاهنًا لكنيسة الإسكندرية وكانت بعينيه سحابة. وبعد أن استشار كل كبار الأطباء في المدينة، قرروا أن المرض لا علاج له. ومن الناحية العلمية كان يتعذر ذلك فعلا في زمن كانت العملية الجراحية الخاصة بمثل هذه الحالات لم تخطر لأحد بعد. فماذا يفعل؟ التجأ بإيمان إلى من كانا يصنعان الاشفية الإلهيين العظيمين، وقصد مكان القديسين أباكير ويوحنا في مينوتس Menuthis وجثا على قبريهما. وفيما هو يصلى اتضحت رؤيتهما يقولان له: "اذهب اغسل عينيك في الينبوع الذي نبع بمعرفتنا " وفي الغد، وكان يقتاده أحد الأشخاص بيده، وغسل عينيه ثم مسحهما بالرباط الذي كان يغطيهما، وفي نفس الوقت سقطت السحابتين في القماشة، واسترد بصره.
-2-
كتاب القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا - المقدس يوسف حبيب

كان "كالوس" من عامة الشعب، وقد أصيب بكسر مضاعف في عظمة رجله عندما سقط وهو نازل السلم، وكان الأطباء حينئذًا قليلي الخبرة في الجراحة، إذ كانت بدائية في ذلك الوقت، فاستخرجوا من رجله بعض قطع العظام، فصارت رجله مشوهة للغاية. ولما يئس من الشفاء، التجأ إلى قديسي "منوتس" العظام، وأخذ قليلا من زيت القنديل المشتعل أمام القبر ودهن به ساقه المنكمش فشفى في الحال.
-3-
وكان يقال أن القديسين الشهيدين يظهر أن كثيرًا في كنيستهما في "منوتس" لكي تبطل عبادة ايزيس الوثنية التي كانت لا تزال قائمة في هذا البلد. وأنهما كانا يسيران بين جموع المؤمنين الجاثين في الصلاة في ساعات الليل، وأنهما كانا يمليان وصفات (روشتات) خلاصية، ثم يختفيان عن أنظار الزائرين المتعجبين.
وهذا ما حدث لأحد سكان جزيرة فاروس، وهى الجزيرة التي ارتبطت بالبلاد فيما بعد كما هو معروف. كان هذا الرجل مصابًا بضعف شديد للغاية. وكان كل الأطباء قد حكموا انه مقضي عليه، فأصر حتى ولو يسقط في الطريق، على أن يحملوه إلى "منوتس"، فوصل إليها بين الحياة والموت. ووضعوه على نقالة بالقرب من القبر المقدس. وأثناء الليل، إذا بالقديسين، وكأنهما يقومان بجولتهما في الكنيسة، يتوقفان أمامه ويستمعان بانتباه إلى توسلاته، ثم يقدمان له "شريحة" من الليمون ويأمرانه بأن يأكلها بدون خوف. فكان شفاؤه في هذه اللحظة. وحينما أراد الرجل وقد أصبح صحيحًا معافى أن يسقط عند أقدام المحسنين إليه، اختفيا.
-4-
وامرأة من بابليون (القاهرة) تدعى مريم، كان لها ابن عمره ثماني سنوات يسمى مينا. كان لسانه غير متناسب طولًا حتى أن فمه لم يكن يتسع للسانه، فكان دائمًا متدليا. وفقد لونه الوردي، وأصبح مائلا إلى السواد، وكان يتساقط منه رائحة كريهو، وكان منظر الطفل قبيحًا منفرا. واستنفذت هي الأخرى كل رسائل الطب، وكان كل أئمة الطب قد اعترفوا بعجزهم عن شفائه. فخطر ببالها أن تذهب به إلى "منوتس"، وجعلته يصلى معها بعض الوقت في الكنيسة، وفيما هي مستمرة في صلواتها سمحت له أن يذهب ليلعب في المكان أمام باب الكنيسة مع بعض الأولاد من سنه. وأثناء هذا اللعب كانت فاعلية القوة الروحية التي لهذين القديسين. ففجأة أصبح كالآخرين، وصار جميلا حتى انذهل زملاؤه الصغار وتوقفوا عن اللعب وتركوه ومضوا لكي يعلنوا في كل مكان المعجزة العظيمة التي شهدوها لساعتهم. أما هو فذهب فرحًا جدًا إلى الكنيسة.
بركة صلاة هذين القديسين تكون معنا آمين.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب سيرة القديسان الشهيدان بيرؤو واثوم – الشماس يوسف حبيب
القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا واحتمالهما الآلام
نبذة عن القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا
سيرة القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا
كتاب الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس - المقدس يوسف حبيب


الساعة الآن 03:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024