رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكرسي الإسكندري في المجامع المسكونية و قد عرف كرسي مارمرقس في التاريخ باسم " كرسي الإسكندرية". وكانت لهذا الكرسي شهرة كبيرة في الأجيال الأولي. وكانت له الصدارة في المجامع المقدسة: إما في رئاستها الرسمية، وإما في إدارة دفتها من الناحية العلمية اللاهوتية والكنيسة. فمجمع نيقية المقدس، أو المجامع المسكونية، الذي إنعقد سنة 325 م.، كان الكرسي المرقسي هو الذي يدير دفته اللاهوتية. كان أثناسيوس شماس البابا الكسندروس الاسكندري وهو أبرز الشخصيات فيه، برزت مكانته اللاهوتية أكثر من جميع الأساقفة القديسين الـ318 الذين حضروا المجمع. وإن كان مجمع نيقية المقدس قد وضع قانون الإيمان للعالم المسيحي كله، فإن قانون الإيمان هذا هو بلا شك من وضع أثناسيوس الإسكندري بالذات. ثم اختير القديس اثناسيوس بابا للاسكندرية حوالي سنة 328 م. وتولي مهاجمة الأريوسية؛ بكل قوة دفاعًا عن الإيمان. وتألبت عليه كل القوي فصمد ولم يهتز، ووقف وحده. حتى قيل له [العالم كله ضدك يا أثناسيوس] فأجاب [و أنا ضد العالم]. فأطلق عليه لقب Contra Mondum أي (ضد العالم). ولولا عمل الله في البابا أثناسيوس الإسكندري، لضاع الإيمان. لذلك سموه "أثناسيوس الرسولي" وهو لقب لم يحصل عليه غيره من بابوات العالم.. وكما ظهرت عظمة أثناسيوس في مجمع نيقية وما بعده، ظهرت أيضًا عظمة البابا تيموثاؤس الإسكندري في مجمع القسطنطينية المسكوني المقدس المنعقد سنة 381 م. فلما ذهب هذا القديس العظيم إلي المجمع، تجمهر حوله الكل يسألونه في أمور الدين، فأجابهم عما يسألون.واعتبرت إجابات البابا تيموثاؤس الإسكندري فتاوى شرعية ضمت قوانين الكنيسة المقدسة في العالم كله، ونشرتها مجموعة "أقوال أباء نيقية وما بعد نيقية" (1). أما مجمع أفسس المسكوني المقدس المنعقد سنة 431 م. فكان رئيسه البابا كيرلس الإسكندري الذي صارت حرومه الـ12 ضد نسطور قوانين كنيسة. كما كان هذا البابا هو اقوي شخصية كنسية في عصره. وهكذا تزعم كرسي مارمرقس الدفاع عن الإيمان في العالم المسيحي ومهاجمة البدع والرد عليها، كما كانت مدرسة الإسكندرية اللاهوتية هي منار التعليم.. ___________ 1- Nicene & Post-Nicene Fathers, Vol. 14. |
|