♥️ لماذا رفض يسوع أن تلمسه مريم المجدلية، وطلب من توما أن يلمسه بوضع يده في جنبه؟
♥️ تكمن الإجابة في معنى الكلمة اليونانية: مي موب تو μή μοῦ ἅπτου وبالإنجليزية Touch me not والتي تترجم: لا تلمسيني، وترجمتها الدقيقة: لا ترتبطي أو تتمسكي أو تتعلقي أو تتشبثي بي، لأنها كانت تتمسك به بقصد إحداث تغيير عن طريق اللمس وهو: عدم المغادرة حتى لا تفقده مرة أخرى، لكنه طمئنها بأنه باقٍ وستراه، أو بعبارة أخرى: لا تقلقي لأني لن أصعد إلى السماء بعد فلا داعي أن تتمسكِ بي هكذا.
♥️ إذن، فالأصل اليوناني لا يعني لمسة مؤقتة بل تمسّك له هدف وهو عدم فقدان المسيح، وقد اعتقدت مريم أن علاقاتها القديمة بيسوع ستتجدد، فستقابله وتتكلم معه وتسمعه وتراه كثيراً كما كان من قبل، لكن المسيح أراد أن تعرف أنه ليس هناك وقت لهذه اللقاءات، ومن الآن ستكون شركتهم معه بالإيمان، من خلال صعوده إلى الآب وحلول القدس عليهم.
♥️ ومن الملاحظ أن كلمة اللمس هنا استخدمها يسوع بغرض إحداث تغيير وهو شفاء الأبرص " فَمَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَلَمَسَهُ قَائِلًا: أُرِيدُ، فَاطْهُرْ! وَلِلْوَقْتِ طَهُرَ بَرَصُهُ " (متى 8: 2)، ونازفة الدم لمست هدب ثوب المسيح بهدف نوال الشفاء (متى21 :9)، ومريم كانت تبحث عن تغيير ألا وهو: دوام يسوع معها.