هل تحترم علاقتك بشريك حياتك ؟

[walaa farouk]

عندما قمت بملء ارادتك باختيار شريك حياتك ربما على مقايس جسدية او نفسية او اجتماعية او روحية او مادية لكن فى نهاية الأمر" اختيارك " الله يقدره ويحترمه جدا فيك بل ويباركه بل و يقدسكما فى سر الزيجة فالله يجعلكما واحدا فيه وتكونا فى منتهى الفرح والسعادة ويكلل حبكما بالابناء..لكن ماذا بعدما تمضى فترة على حياتكما الزوجية .. هل الاهتمام متبادل وايضا التفاهم ام ماذا يسود بينكما ؟..هناك آفات تصيب الطرفين وتنعكس على الابناء وتؤثر جدا فى عملية تربيتهم وتنشأتهم فى محبة وخوف الله ..

دعنى اطرحها لك كوقفة مع النفس ربما تجدد فيها عهودك لشريك حياتك او تصحح طريقك او تنقى حياتك منها ..
من تلك الآفات:

1- فراغة العين :

كم من ازواج بعيدان عن بعضهما وليس بينهما شبع حقيقى بالمسيح مجرد اهتمامات مادية وشكلية بينهما فتجد الانفلاتات اذ يبحث كل فرد عن خصوصيته ولا يريد للأخر معرفتها ثم يبحث عن الشبع فى علاقات خارج اطار الزواج وما أكثر من يبحثون عن علاقات لاتليق عبر وسائل التواصل الاجتماعى وحتى فى الحياة الواقعية .. انظر كم مرة حفظت عينك طاهرة من النظر لغير ما يليق اكراما لشريك حياتك ؟! ..كم مره اكتفيت بجمال شريك حياتك ولم تتطلع لمحاسن غيره ؟!.. كم نرى من ازواج كثيرين من الخارج وكأن لهم علاقات قوية وفى الباطن لهم مشاكلهم بسبب فراغة العين .. اشير عليك ان تقدر شريك حياتك والا تميل بنفسك الى ما يدنس نقاوة علاقتك به حتى لا تشعر داخلك بالدونية امامه فكلها متع ولذات وقتية نهايتها سوف لا تجرح الا غيرك .. نقطة اخرى لو ان كليكما شبعان بالحب والمسيح موجود بينكما لما بحثت عن علاقات غير مقدسة تشبع بها نفسك ..فارجع للقداسة التى دعاك لها الله تجد سعاده حقيقية مع شريك حياتك.. تلك السعادة تنعكس حتما على اولادك.

2-انحطاط القدر :

كأزواج لشريك حياتك مميزات وعيوب فمتى شعرت بسوء المعامله منه ربما بسبب تفاوت قدراتكما الذهنية والعقلية او ضيقات مادية او مشاكل نفسية او عائلية او ربما سوء تصرف في موقف ما كنت تتوقع فيه من شريكك ان لا يخيب ظنك ويحسن التصرف فيه وخذلك ، فربما يحدث لك ان لا تقدر قيمة شريكك .. نجد امثله لا تحترم بعضها متى حدث خذلان فى مواقف ملحه كالالتزام بالماديات او الوفاء بمتطلبات او انحراف شخصية احدهما الى ادمان امور مسيئه ولا تتفق مع طبيعه الطرف الاخر لانحطاطها بالنسبه له ..ايضا سوء رعاية الاسرة و عدم تحمل مسئوليتها.. اسباب كثيرة تصيب الزوج بالشعور بالنقص ثم عدم تقدير بعضهما لبعض .. لاحظ طريقة تحدثك مع شريك حياتك !! .. اشير عليك ان تنمى وتشجع الجوانب الايجابية فى شريك حياتك وان تحتويه وقت الضعف والا تسخر منه او تغضب عليه او تحقر من سلوكياته حتى فى ذهنك والا تنظر لعيوبه بسوء فهو يتوقع منك ان تدعمه لا ان تنتقده . واحتمل فيه ضعفاته وقف بجانبه كسند مهما حدث.

3- الخصوصية والاختراق :

هل تحترم حقا حرية شريكك ام تسود وتتسلط عليه ؟ نحن نعرف ميول المرأة و طبيعة الرجل الشرقى ! .. ينبغى عليك احترام حرية شريكك والا تقيده لخدمتك انت فقط حتى لا يتحول الحب بينكم الى عبودية وثقل .. فهى مثقله باعمال المنزل وهو متعب من العمل .. وعند الالتقاء يحدث تفاهم او تصادم بفعل ضغوط الحياة . ولهذا من الطبيعى ان يكون لكل منكما مساحة خصوصية يفرغ فيها كل منكما طاقة يومه السلبية حتى تستمر الحياة الى افضل ... فهل تقتحم عليه خصوصيته ام تفسح له المجال ؟ .. وهل تريد خصوصية وحرية لنفسك فقط ام تعطيها لشريكك ام تتحكم فيه؟ ..يظهر هذا عند الموافقة والرفض على امر ما .. من منهم يجنح ويرضخ ومن منهم يتعنت ويعند ! .
نرى امثله من الازواج يخترقون خصوصية الاخر حتى دون علمه ويبحث خلفه عما يفعله ليتأكد من صدقه له و امانته معه وهذه ازمه ثقه يعيشانها معا نابعة من الشعور بالنقص والدونية .. اشير عليك انك لابد ان تحسن الظن فى شريكك وان تحترم مساحته التى يبنى فيها نفسه لأجلك لا ان تقتحم عليه كل ما له و الا تخترق كيانه للدرجة التى تنزع منه حريته و حرية التعبير عن آرائه وافكاره .. قم بحوار حقيقى للبنيان مع شريك حياتك لا حوار معتاد كله احاديث عن مشاكل عائلية او مواقف حياتيه فارغة .

فى النهاية اجعل المسيح يقود بيتك .. لان كل ما تفعلونه معا يترك أثر مع مرور الزمن فى انفس ابنائكم .