تتطلب محبة الأعداء من المسيحي أن يأخذ حذره من الشر "فإِذا كانت عينُكَ اليُمنى حَجَرَ عَثْرَةٍ لَكَ، فاقلَعْها وأَلْقِها عنك، فَلأَنْ يَهلِكَ عُضْوٌ مِن أَعضائِكَ خَيْرٌ لَكَ مِن أَن يُلقى جَسَدُكَ كُلُّه في جَهنَّم"(متى 5: 29). والحذر من الشر يتطلب تجنب ظروف الخطيئة بل الابتعاد عنها كما يقول بطرس الرسول " فلا تَتبَعوا ما سَلَفَ مِن شَهَواتِكم في أَيَّامِ جاهِلِيَّتِكم. بل، كما أَنَّ الَّذي دَعاكم هَو قُدُّوَس، فكذلِكَ كُونوا أَنتم قِدِّيسينَ في سيرَتِكم كُلِّها لأَنَّه مَكتوب: كونوا قِدِّيسين، لأَنِّي أَنا قُدُّوس" (1 بطرس 1: 14-16)، إلا أنه لكي نتشبّه بأبينا السماوي (متى 5: 45)، يجب علينا في الوقت نفسه، أن نسير على خطى الله تجاه الخاطئ "أمَّا اللهُ فقَد دَلَّ على مَحبتِّهِ لَنا بِأَنَّ المسيحَ قد ماتَ مِن أَجْلِنا إِذ كُنَّا خاطِئين" (رومة 5: 8)، وأن نحبه، مهما كلّفه الأمر، ومن هنا توصية بولس الرسول "لا تَدَعِ الشَّرَّ يَغلِبُكَ، بلِ اغلِبِ الشَّرَّ بِالخير" (رومة 12: 21). نحن نحقق الوصايا التي نحبها لأننا أبناء الآب.