لإتباع يسوع يجب الزهد بالذات
يقوم المتطلب الأول على الزهد بالذات حيث أنَّ حضور الذات يُعطِّل كل اتجاه نحو الله، بينما إنكار الذات أي إزاحتها يتيح للمسيح أن يكون الكل في الكل، الأول والآخِر، محبوباً ومُطاعاً أكثر من النفس وأكثر من الأهل والعالم كله. ويقوم الزهد بالذات بالتجرُّد عن كلّ ما هو عزيز على قلبنا، حتى عن عواطف المودّة الشرعيّة (لوقا 14: 26)، والتّرفع عن الرغبات والملذّات الأرضيّة والمصالح الشخصيّة، ومشاركةَ التلميذ في آلام المعلم (لوقا 14: 27)، والاستعداد لنتخلّى عن كلّ ما يملك من أجل المسيح (لوقا 14: 33) كي يعطي ذاته عطاءً تامّاً، ويقبل بكل التضحيات الناجمة عن اتباعه. وهذا يتطلب من التلميذ التحرّر من الذات عندما يسعى تحقيق الأمن والحياة من خلال جهوده بدلا من الله والاَّ يجد نفسه على طريق الموت.