في بداية حديث الرب عن بر تابعيه، ذكر أنهم ليسوا مثل الكتبة والفريسيين ( مت 5: 20 )، والآن ونحن في آخر أقواله عن هذا الموضوع، يذكر أنهم ليسوا مثل العشارين والوثنيين. وهذا معناه أن المسيحي الحق ليس مثل باقي البشر على الإطلاق، بل إذ أنه ابنٌ لله، فإنه يتشبَّه أدبيًا بالله أبيه. نعم، نحن لا نتمثل بالعالم الذي نعيش فيه، بل بالمسيح الذي يعيش فينا، ولا نستمد مبادئنا من العالم الذي يُحيطنا، بل بالآب الذي فوقنا «فَكُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاَللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ» ( أف 5: 1 ). والمسيحي ليس فقط يعمل أكثر من الآخرين، ولا حتى يعمل ما لا يعمله الآخرون، بل إنه يعمل ما لا يقدر سوى الآب السماوي أن يفعله، وذلك لأننا صرنا شركاء الطبيعة الإلهية، ولأن الروح القدس يسكن فينا!