رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما معني أن العالم كله ضدك؟ معناها أنك أنت واقف لوحدك.تصوروا واحد واقف في وسط هذا الجمع, محاط بهذه الصعوبات من يقنع؟ومن يكلم؟ومن يناقش؟ الدولة كلها بتيجانها وبقوتها,كانت ضد أثناسيوس.أثناسيوس نفي خمس مرات وكان الأباطرة بما فيهم قسطنطين يذيقونه مر العذاب, 46 سنة قضاها علي الكرسي معظمها منفي ومشرد حتي عندما كان في مصر كان يذهب في أماكن خفية,في الأديرة أو في بيوت المؤمنين,لأن خمسين سنة ضد من؟ ضد هذه الأغلبية العظمي عندما قالوا لهالعالم كله ضدكهذه الكلمة لم تكن سهلة ولم يكن مبالغ فيها,إنما تدل علي المرارة التي عاش فيها الرجل,ضع نفسك في نفس الموقف, أنا أقول أثناسيوس هذا لو كان حديدا وإن كان نحاسا لتهرأ,ولو كان حجرا لانمحي,كيف كان من لحم ودم,وكيف تحمل كل ذلك,كيف صمد خمسين سنة, يصمد أمام قوات مهولة تفوقه في كل أمر ومن كل نوع.ولذلك عندما قالوأنا بنعمة إلهي ضد العالم سموه أثناسيوس الذي ضد العالم,هذه كلمة مرة,اليوم نقولها علي المنابر,لكن حاول تفكر وتضع نفسك في نفس الموضع,أحيانا عندما تجد عددا كبيرا من الناس ضدك في موقف معين تصير نفسك تعبانة ومرة. تصور واحدا لمدة خمسين سنة يصارع هذه المصارعات, لو لم يكن أثناسيوس رسولا من الله كيف كان يمكن أن يصمد؟ أثناسيوس كان يقف لوحده,وهذا يرينا أن رجل الدين الحق أين يكون؟يكون حيث سيده لأنه خادم لسيده. هذا الرجل البطل أثناسيوس الذي ليس لبطولته مثيل, هذا الرجل الذي صمد أمام العالم كله,اليوم العالم كله يحترم أثناسيوس,شرقا وغربا يحني الرأس لأثناسيوس ولكن من تحمل الذي تحمله أثناسيوس؟ من الذي عاش المرارة والضيق والأزمات والاضطهادات والتعذيب والاتهامات مرة سافر ليقابل قسطنطين فوجد الإمبراطور تغير من ناحيته,ورفض الإمبراطور أن يقابل أثناسيوس فاضطر أن يقف في طريق مركبته أمام الخيل التي كادت أن تدوسه,فأمر الإمبراطور أنه يوقفوا المركبة.وقال له: لماذا تقف هنا؟ فأجابه هذه هي الطريقة الوحيدة التي أعرف أن أقابلك بها بعد أن حاولت أقابلك فلم أستطع وأخذه في المركبة ورجع به إلي البيت ليسمعه,هذا الإمبراطور قسطنطين الذي نفتخر به في وقت من الأوقات كان ضد أثناسيوس وهو أول من نفي أثناسيوس. أي إنسان يتحمل الذي تحمله أثناسيوس,صحيح أنه رجل خالد,أثناسيوس الخالد الذي لايموت وتاريخه تاريخ المسيحية كلها,ولذلك يعد بفخر مؤسس المسيحية الثاني وكلمة رسولي لماذا؟لأنه جاهد جهاد الرسل,وأخشي أن أقول أعظم من جهاد الرسل,لأن الرسل لم يكن في طريقهم العقبات الخبيثة والمتاعب التي لاقاها أثناسيوس لذلك سموه رسولي,وأيضا سمي بمؤسس المسيحية الثاني لأنهم قالوا هذا الرجل وهذا الرأس العنيد لو كان لان أو خضع كانت المسيحية انتهت من زمن,هو الرجل الوحيد العنيد الذي وقف ضد كل هذه الثورات وبفخر يسمي مؤسس المسيحية الثاني بعد المسيح. نحن اليوم المسيحيين شرقا وغربا مديونين لأثناسيوس, لأنه هو الذي حافظ علي الإيمان كالحارس الأول الأمين للإيمان واليوم هذا الرجل في السماء وفي العام الآخر ونرسل إليه التحيات ونرسل إليه الصلوات ونتشفع به جميعا أن يرحم الكنيسة, وأن يرحم المؤمنين, وأن يحفظ الله الإيمان المستقيم ثابت إلي التمام, وأن يحفظنا نحن شعبه ثابتين علي الإيمان الأرثوذكسي إلي النفس الأخير. ولإلهنا الكرامة والمجد إلي الأبد آمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لو أن شهداء العالم وضعوا في كفة ميزان |
محبة الذات:من الخطايا الأمهات |
دروس من الميلاد |
تحذير من خطية |
ادخلوا من الباب الضيق...مت7:13 |